لا يبعد القول بأنّه مامن محدّث من محدّثي الاِسلام إلاّ وقد أخرج بعض الاَحاديث المبشّرة بظهور الاِمام المهدي في آخر الزمان ، وقد أفردوا كتباً كثيرة في الاِمام المهدي خاصة وأما عن العلماء والمحدّثين الذين أخرجوا أحاديث المهدي أو أوردوها عمن تقدم عليهم على سبيل الاحتجاج بها منهم
ابن سعد صاحب الطبقات الكبرى (ت|230 هـ) ، وابن أبي شيبة (ت | 235 هـ) ، وأحمد بن حنبل (ت|241 هـ) ، والبخاري (ت|256هـ) ذكر المهدي بالوصف دون الاسم ، ومثله فعل مسلم (ت|261 هـ) في صحيحه وأبو بكر الاسكافي (ت|620هـ) ، وابن ماجة (ت|273 هـ) ، وأبو داود (ت|275هـ)، وابن قتيبة الدينوري (ت|276 هـ)، والترمذي (ت|279هـ)، والبزار (ت|292 هـ) ، وأبو يعلى الموصلي (ت|307هـ) ، والطبري (ت|310 هـ) ، والعقيلي (ت|322هـ)، ونعيم بن حماد(ت|328 هـ) ، وشيخ الحنابلة في وقته البربهاري (ت|329هـ) في كتابه (شرح السنّة) ، وابن حبان البستي(ت|354هـ) ، والمقدسي (ت|355 هـ) ، والطبراني(ت|360 هـ)، وأبو الحسن الآبري(ت|363 هـ) ، والدارقطني (ت|385هـ) ، والخطابي (ت|388 هـ) ، والحاكم النيسابوري (ت|405هـ) ، وأبو نعيم الاصبهاني (ت|430 هـ) ، وأبو عمرو الداني (ت|444 هـ) ، والبيهقي (ت|458 هـ)، والخطيب البغدادي (ت|463هـ)، وابن عبد البر المالكي (ت|463 هـ)، والديلمي (ت|509هـ)، والبغوي (ت|510 أو 516 هـ)، والقاضي عياض (ت|544 هـ)، والخوارزمي الحنفي (ت|568 هـ)، وابن عساكر (ت|571هـ)، وابن الجوزي (ت|597 هـ)، وابن الأثير الجزري (ت|606 هـ)، وابن العربي (ت|638 هـ)، ومحمد بن طلحة الشافعي (ت|652 هـ)، والعلاّمة سبط ابن الجوزي (ت|654 هـ) ، وابن أبي الحديد المعتزلي الحنفي (ت|655هـ)، والمنذري (ت|656 هـ) ، والكنجي الشافعي (ت|658 هـ)، والقرطبي المالكي (ت|671 هـ) ، وابن خلكان (ت|681هـ)، ومحب الدين الطبري(ت|694 هـ) ، والعلاّمة ابن منظور (ت|711 هـ) (في مادة هدِيَ من لسان العرب) ، وابن تيمية (ت|728هـ)، والجويني الشافعي (ت|730 هـ)، وعلاء الدين بن بلبان (ت|739 هـ)، وولي الدين التبريزي (ت|بعد سنة 741هـ)، والمزي (ت|739 هـ)، والذهبي (ت|748 هـ)، وابن الوردي (ت|749 هـ)، والزرندي الحنفي (ت|750هـ)، وابن قيم الجوزية (ت|751 هـ)، وابن كثير (ت|774 هـ) ، وسعد الدين التفتازاني (ت|793هـ)، ونور الدين الهيثمي (ت|807 هـ) ، وابن خلدون المغربي (ت|808 هـ) الذي صحح أربعة أحاديث من أحاديث المهدي والشيخ محمد الجزري الدمشقي الشافعي(ت|833 هـ) ، وأبو بكر البوصيري (ت|840هـ)، وابن حجر العسقلاني (ت | 852 هـ) ، والسخاوي (ت|902هـ) ، والسيوطي(ت|911هـ)، والشعراني (ت|973 هـ) ، وابن حجر الهيتمي(ت|974 هـ)، والمتقي الهندي (ت|975 هـ) إلى غير ذلك من المتأخرين كالشيخ مرعي الحنبلي(ت|1033هـ) ، ومحمد رسول البرزنجي (ت|1103هـ)، والزرقاني (ت|1122 هـ) ، ومحمد بن قاسم الفقيه المالكي (ت|1182هـ)، وأبي العلاء العراقي المغربي (ت|1183هـ) ، والسفاريني الحنبلي (ت|1188 هـ) ، والزبيدي الحنفي (ت|1205 هـ) في كتاب (تاج العروس) مادة : هَدِي، والشيخ الصبّان(ت|1206 هـ) ، ومحمد أمين السويدي(ت|1246 هـ) ، والشوكاني (ت|1250هـ) ، ومؤمن الشبلنجي(ت|1291 هـ) ، وأحمد زيني دحلان الفقيه والمحدث الشافعي (ت|1304هـ) ، والسيد محمد صديق القنوجي البخاري(ت|1307 هـ) ، وشهاب الدين الحلواني الشافعي (ت|1308هـ) ، وأبي البركات الآلوسي الحنفي (ت|1317 هـ) ، وأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي(ت|1329 هـ) ، والكتاني المالكي (ت|1345هـ) ، والمباركفوري (ت|1353 هـ) ، والشيخ منصور علي ناصف (ت| بعد سنة 1371 هـ) ، والشيخ محمد الخضر حسين المصري (ت|1377هـ)، وأبي الفيض الغماري الشافعي(ت|1380 هـ) ، وفقيه القصيم بنجد الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع (ت|1385 هـ) ، والشيخ محمد فؤاد عبد الباقي (ت|1388هـ) ، وأبي الاعلى المودودي
واما الصحابة رضي الله عنهم جميعا الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الذين كانت أحاديثهم موقوفة عليهم ولها حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ إذ لايعقل اجتهادهم في مثل هذا ـ كثيرون جداً ، ولو ثبت النقل عن عُشرهم لثبت التواتر بلا شك ولاشبهة وهم السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها (ت|11 هـ) ، ومعاذ بن جبل (ت|18 هـ) ، وقتادة بن النعمان(ت|23 هـ) ، وعمر بن الخطاب (ت|23 هـ) ، وأبو ذر الغفاري(ت|32 هـ) ، وعبد الرحمن بن عوف (ت|32 هـ) ، وعبدالله بن مسعود(ت|32 هـ) ، والعباس بن عبد المطلب (ت|32 هـ) ، وعثمان بن عفان(ت|35 هـ) ، وسلمان الفارسي (ت|35 أو 36هـ) ، وطلحة بن عبدالله (ت|36هـ) ، وحذيفة بن اليمان ( ت| 36 هـ)، وعمار بن ياسر ( استشهد سنة|37 هـ) ، و علي بن ابي طالب ( استشهد سنة |40 هـ) ، و الحسن السبط (ت | 50 هـ) ، وتميم الداري (ت|50 هـ) ، وعبد الرحمن بن سمرة (ت|50 هـ) ، ومجمع بن جارية(ت|50 هـ) ، وعمران بن حصين (ت|52 هـ) ، وأبو أيوب الانصاري (ت|52 هـ) ، وثوبان مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ت|54 هـ) ، وعائشة (ت|85 هـ)، وأبو هريرة (ت|59 هـ)، و الحسين السبط الشهيد (استشهد سنة 61 هـ) ، وأم سلمة (ت|62 هـ) ، وعلقمة بن قيس بن عبدالله ( ت| 62 هـ)، وعبدالله بن عمر بن الخطاب (ت|65 هـ) ، وعبدالله بن عمرو ابن العاص (ت|65 هـ) ، وعبدالله بن عباس (ت|68 هـ) ، وزيد بن أرقم (ت|68 هـ) ، وعوف بن مالك (ت|73 هـ) ، وأبو سعيد الخدري (ت|74هـ) ، وجابر بن سمرة (ت|47هـ) ، وجابر بن عبدالله الانصاري (ت|78هـ) ، وعبدالله بن جعفر الطيار(ت|80 هـ) ، وأبو أمامة الباهلي(ت|81هـ) ، وبشر بن المنذر بن الجارود (ت|83 هـ) وقد اختلفوا فيه فقيل الراوي هو جده الجارود بن عمرو (ت|20 هـ) ، وعبدالله بن الحارث ابن جزء الزبيدي(ت|86 هـ) ، وسهل بن سعد الساعدي (ت|91 هـ)، وانس بن مالك (ت|93 هـ)، وأبو الطفيل (ت|100 هـ وقيل غير ذلك). وأبي الجحّاف ، وأبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأبي ليلى، وأبي وائل، وحذيفة بن اسيد ، والحرث بن الربيع، وأبي قتادة الأنصاري، وزر بن عبدالله، وزرارة بن عبدالله، وعبدالله بن أبي أوفى، والعلاء، وعلقمة بن قيس ( ت| 62 هـ)، وعلي الهلالي، وقرة بن أياس.
و لقد أجاد وأفاد الاستاذ السيد أحمد بن محمد بن الصديق ، أبو الفيض الغماري الحسني المغربي (ت|1380 هـ) في كتابه: (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون) حيث أثبت فيه تواتر أحاديث الاِمام المهدي بما لم يسبقه أحد إليه من قبل ، وذلك تفنيداً لتضعيفات ابن خلدون التي تذرع بها بعض معاصريه كأحمد أمين المصري ومحمد فريد وجدي وغيرهما. ولابأس هنا بإطلالة قصيرة على ماذكره من طرق أحاديث المهدي في كتب السنّة التي فصّل تفصيلاً عظيما يدل و يعبّر عن مقدرة فائقة في تتبع طرق وأسانيد أحاديث المهدي ابتداءً من طبقة الصحابة ثمّ التابعين ثمّ تابعي التابعين وصولاً إلى من أخرج هذه الاَحاديث من المحدثين.
قال أبو الفيض : « ولا يخفى أن العادة قاضية باستحالة تواطؤ جماعة يبلغ عددهم ثلاثين نفساً فأزيد في جميع الطبقات، وذلك فيما بلغنا وأمكننا الوقوف عليه في الحال، فقد وجدنا خبر المهدي وارداً من حديث أبي سعيد الخدري، وعبدالله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأُم سلمة، وثوبان، وعبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي، وأبي هريرة ، وأنس بن مالك، وجابر بن عبدالله الانصاري، وقرة بن أياس المزني، وابن عباس، وأُم حبيبة، وأبي اُمامة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وعمار بن ياسر، والعباس بن عبد المطلب، والحسين بن علي، وتميم الداري، وعبد الرحمن بن عوف، وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وطلحة، وعلي الهلالي، وعمران بن حصين، وعمرو بن مرة الجهني ومعاذ بن جبل، ومن مرسل شهر بن حوشب، وهذا في المرفوعات دون الموقوفات والمقاطيع التي هي في مثل هذا الباب من قبيل المرفوع.
ولو تتبعنا ذلك لذكرنا منه عدداً وافراً، ولكن في المرفوع منه الكفاية » ابراز الوهم المكنون : 437
وقد تتبع أبو الفيض الغماري أحاديث المهدي المروية عن أكثر من ثلاثين صحابياً ، مبيناً من رواها عنهم ومن أخرجها من المحدثين بكل دقة وتفصيل .
وسوف نقتصر على ما قاله عن حديث أبي سعيد الخدري وحده ، وهو أول صحابي ذكره أبو الفيض ، وقس عليه أحاديث الصحابة الآخرين.
قال : « أما حديث أبي سعيد الخدري : فورد عنه من طريق :
أبي نظرة .
وأبي الصدّيق الناجي .
والحسن بن يزيد السعدي .
أما طريق أبي نظرة :
فأخرجه أبو داود والحاكم كلاهما من رواية عمران القطان ، عنه . وأخرجه مسلم في صحيحه من رواية سعيد بن زيد ، ومن رواية داود بن أبي هند كلاهما ، عنه . لكن وقع في صحيح مسلم ذكره بالوصف لا بالاسم كما سيأتي.
وأما طريق أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد :
فأخرجه عبد الرزاق والحاكم من رواية معاوية بن قرّه ، عنه . وأخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم من رواية زيد العمي ، عنه . وأخرجه أحمد والحاكم من رواية عوف بن أبي جميلة الاعرابي ، عنه . وأخرجه الحاكم من رواية سليمان بن عبيد ، عنه . وأخرجه أحمد والحاكم من رواية مطر بن طهمان، وأبي هارون العبدي كلاهما ، عنه . وأخرجه أحمد أيضاً من رواية مطر بن طهمان وحده ، عنه . وأخرجه أيضاً من رواية العلاء بن بشير المزني ، عنه ، وأخرجه أيضاً من رواية مطرف ، عنه .
وأما طريق الحسن بن يزيد :
فأخرجه الطبراني في الاَوسط من رواية أبي واصل عبد بن حميد ، عن أبي الصديق الناجي ، عنه »( ابراز الوهم المكنون : 438).
و لو رجعنا إلى تاريخ ابن خلدون لوجدناه لم يعرف أغلب هذه الطرق إذ لم يذكر من طرق حديث أبي سعيد إلاّ القليل، فضلاً عما تركه من أحاديث الصحابة الآخرين .
ولا يخفى أنّ القدر المشترك في جميع هذه الطرق إلى حديث أبي سعيد الخدري فقط دون سواه هو ظهور الاِمام المهدي في آخر الزمان، ولاشك أن النظر إلى جميع الطرق التي وردت بها أحاديث المهدي عن جميع الصحابة يقطع بتواتر مابشّر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل حتى لو افترضنا وجود طريق واحد فقط لكل صحابي ذُكر فهو يكفي للاِذعان بالتواتر ، وقد مرّ أنّ عددهم يزيد على الخمسين صحابياً .
واما عن صحة أحاديث المهدي :
سنذكر في هذه الفقرة بعض من صرح بصحة أحاديث المهدي من سادتنا الأعلام وكما يلي :
1 ـ الاِمام الترمذي (ت|279 هـ) ، قال عن ثلاثة أحاديث في الاِمام المهدي : « هذا حديث حسن صحيح »( سنن الترمذي 4 : 505 | 2230 و 2231 ، 4 : 506 | 2233)
وقال عن حديث رابع : « هذا حديث حسن »( سنن الترمذي 4 : 506 | 2232).
2 ـ الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت|322 هـ) ، أورد حديثاً ضعيفاً في الاِمام المهدي ثم قال : « وفي المهدي أحاديث جياد من غير هذا الوجه بخلاف هذا اللفظ »( الضعفاء الكبير | العقيلي 3 : 253 | 1257 في ترجمة علي بن نفيل الحراني)).
3 ـ الحاكم النيسابوري (ت|405 هـ) ، قال عن أربعة أحاديث : « هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه »( مستدرك الحاكم 4 : 429 و465 و553 و558.
).
وعن ثلاثة أحاديث : « هذا حديث صحيح الاسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه »( الاِمام البغوي (ت|510 هـ أو 516 هـ) ، أخرج حديثاً في المهدي في فصل الصحاح وخمسة أحاديث فيه أيضاً في فصل الحسان من كتابه مصابيح السنة ) .
وعن ثمانية أحاديث : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »( مستدرك الحاكم 4 : 429 و442 و457 و464 و502 و520 و554 و557.) .
4 ـ الاِمام البيهقي (ت|458 هـ) ، قال : « والاحاديث على خروج
المهدي أصح إسناداً »( الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد | البيهقي : 127).
5 ـ ابن الاَثير (ت|606 هـ) ، قال في النهاية في مادة (هدا) : « ومنه الحديث : سنة الخلفاء الراشدين المهديين ، المهدي : الذي هداه الله إلى الحق وقد استعمل في الاسماء حتى صار كالاسماء الغالبة ، وبه سمي المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، انه يجيء في آخر الزمان » النهاية في غريب الحديث والاثرلابن الاثير 5 : 254.
، وهذا القول لايصدر إلاّ عمن يرى صحة أحاديث المهدي بل تواترها على الاَصح .
7 ـ القرطبي المالكي (ت|671 هـ) ، وهو من القائلين بالتواتر .
وما يهمنا هنا انه قال عن حديث ابن ماجة في المهدي : « اسناده صحيح»( التذكرة | القرطبي : 704 باب ماجاء في المهدي.) مصرحاً بأنّ حديث : «المهدي من عترتي من ولد فاطمة» هو أصح من حديث محمد بن خالد الجندي(التذكرة : 701)
8 ـ ابن تيمية الحراني (ت|728 هـ) ، قال في منهاج السنة : « إن الاحاديث التي يحتج بها ـ يعني : العلاّمة الحلي ـ على خروج المهدي ، أحاديث صحيحة »( منهاج السنة | ابن تيمية 4 : 211) .
9 ـ الحافظ الذهبي (ت|748 هـ) ، سكت عن جميع ماصححه الحاكم
في مستدركه من أحاديث المهدي مصرحاً بصحة حديثين (تلخيص المستدرك | الذهبي 4 : 553 و558، مطبوع بهامش مستدرك الحاكم.
)، وردّه على بعض ماصححه الحاكم من أحاديث في الفضائل ونحوها دليل على ان سكوته ازاء ماصححه الحاكم معبر عن موافقته على ذلك التصحيح .
10 ـ الكنجي الشافعي (ت|658 هـ) ، قال عن حديث أخرجه الترمذي وصححه في المهدي: «هذا حديث صحيح» ، وعن آخر مثله(البيان في أخبار صاحب الزمان | الكنجي الشافعي 481 وانظر حديثي الترمذي في سننه 4 : 505 | 3230 و3231 .).
وقال عن حديث : (المهدي منّي أجلى الجبهة) : «هذا الحديث ثابت حسن صحيح» (البيان في أخبار صاحب الزمان : 500.) .
وقال عن حديث : ( المهدي حق وهو من ولد فاطمة ) : « هذا حديث حسن صحيح» (البيان في أخبار صاحب الزمان : 486 .) .
11 ـ الحافظ ابن القيّم (ت|751 هـ) ، اعترف بحسن بعض أحاديث المهدي وصحة بعضها الآخر بعد أن أورد جملة منها(المنار المنيف | ابن القيم : 130 ـ 135 | 326 و327 و329 و331.)، وابن القيم من القائلين بالتواتر
12 ـ ابن كثير (ت|774 هـ) ، قال عن سند حديث في المهدي : « وهذا اسناد قوي صحيح» (النهاية في الفتن والملاحم | ابن كثير 1 : 55.
)، ثم نقل حديثاً عن ابن ماجة وقال : « وهذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم» (المصدر السابق : 56).
13 ـ التفتازاني (ت|793 هـ) ، قال عن خروج المهدي في آخر الزمان :
« وقد ورد في هذا الباب أخبار صحاح» (شرح المقاصد | التفتازاني 5 : 312.).
14 ـ نور الدين الهيثمي (ت|807 هـ) ، أورد جملة من الاَحاديث في المهدي واعترف بصحتها ووثاقة رواتها .
فقال عن أحدها : « قلت : رواه الترمذي وغيره باختصار كثير ، ورواه أحمد بأسانيد ، وأبو يعلى باختصار كثير . ورجالهما ثقات» (مجمع الزوائد | الهيثمي 7 : 313 ـ 314).
وقال عن آخر : « رواه الطبراني في الاوسط ، ورجاله رجال الصحيح» (مجمع الزوائد 7 : 115).
وقال عن ثالث : « ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد 7 : 116).
وقال عن رابع : « رواه البزار ورجاله رجال الصحيح» (مجمع الزوائد 7 : 117).
وقال عن خامس : « رواه الطبراني في الاَوسط، ورجاله ثقات» (مجمع الزوائد 7 : 117).
15ـ السيوطي (ت|911 هـ) ، رمز لبعض الاحاديث الواردة في المهدي بعلامة (صح)( الجامع الصغير | السيوطي 2 : 672 | 9241 و9244 و9245)أي : صحيح ، ولبعضها الآخر بعلامة (ح)( الجامع الصغير 2 : 672 | 9243 و 2 : 438 | 7489)أي : حسن.
واما تصريح العلماء بتواتر أحاديث المهدي فقد صرّح علماء الدراية من ذوي الاختصاص بعلوم الحديث دراسة وتدريساً بتواتر أحاديث المهدي الواردة في السنة من الصحاح والمسانيد وغيرها ، ومنهم :
1 ـ البربهاري شيخ الحنابلة وكبيرهم في عصره (ت|329 هـ) : نقل عنه الشيخ حمود التويجري في كتابه : الاحتجاج بالاَثر على من أنكر المهدي المنتظر ص 28 انه قال في كتابه (شرح السنة) : « الاِيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام : ينزل .. ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم» ولايخفى ان (الايمان) يعني : الاعتقاد ، والاعتقاد لايبنى على خبر الآحاد.
2 ـ محمد بن الحسين الآبري الشافعي (ت|363 هـ) . قال في كتابه مناقب الشافعي : « قد تواترت الاَخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بمجيء المهدي ، وأنه من أهل بيته صلى
الله عليه وسلم وانه يملك سبع سنين وانه يملأ الارض عدلاً ، وانه يخرج مع عيسى فيساعده على قتل الدجال» .
وقد نقل هذا عنه القرطبي المالكي في التذكرة : 701 والمزي في تهذيب الكمال 25: 146 | 5181 في ترجمة محمد بن خالد الجندي ، وابن القيم في المنار المنيف : 142 | 327 وغيرهم .
3 ـ القرطبي المالكي (ت|716 هـ) ، نقل قول الآبري المتقدم وأيّده بتصحيح ما أورده من أحاديث المهدي واحتج بقول الاِمام الحافظ الحاكم النيسابوري : « والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في التنصيص على خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة، ثابتة» (التذكرة : 701).
وقال في تفسيره (الجامع لاحكام القرآن) في تفسير الآية 33 من سورة التوبة : « الاخبار الصحاح قد تواترت على ان المهدي من عترة الرسول صلى الله عليه وسلم »( تفسير القرطبي 8 : 121 ـ 122).
4 ـ الحافظ المتقن جمال الدين المزي (ت|742 هـ) ، احتج بقول الآبري المتقدم في تواتر أحاديث الاِمام المهدي ولم يتعرض له بشيء ، بل أطلقه إطلاق المسلّمات(تهذيب الكمال 25 : 146 | 5181).
5 ـ ابن القيم (ت|751 هـ) ، أيّد قول الآبري أيضاً وذلك بتقسيم أحاديث الاِمام المهدي إلى أربعة أقسام : الصحاح ، والحسان ، والغرائب، والموضوعة(المنار المنيف : 135)، ولايخفى بأن مجموع الصحاح والحسان مما يبلغ التواتر لكثرته واستفاضته .
6 ـ شمس الدين السخاوي (ت|902 هـ) ، صرح غير واحد من العلماء بأنَّ السخاوي من المصرّحين بتواتر أحاديث المهدي ، منهم : العلاّمة الشيخ محمد العربي الفاسي في كتابه المقاصد ، والمحقق أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي في مبهج القاصد ، على مانقله عنهما أبو الفيض الغماري(المهدي المنتظر لاَبي الفيض : 9.).
ومنهم أبو عبدالله محمد بن جعفر الكتاني (ت|1345 هـ) في نظم المتناثر من الحديث المتواتر : 226 | 289.
8 ـ السيوطي (ت|911 هـ) ، صرح بتواتر أحاديث المهدي في الفوائد المتكاثرة في الاحاديث المتواترة ، وفي أختصاره المسمى بالازهار المتناثرة ، وغيرها من كتبه على حد تعبير السيد الغماري (ابراز الوهم المكنون لابي الفيض : 436).
9 ـ ابن حجر الهيتمي (ت|974 هـ) ، دافع عن عقيدة المسلمين بظهور الاِمام المهدي كثيراً مصرحاً بتواترها(الصواعق المحرقة : 162 ـ 167 الفصل | 1 باب | 11.).
10 ـ المتقي الهندي (ت|975 هـ) ، مؤلف كنز العمال، دافع المتقي الهندي عن عقيدة الاِمام المهدي عليه السلام دفاعاً مدعوماً بالحجة والبرهان وذلك في كتابه : البرهان في علامات مهدي آخر الزمان.
ولعل أهم ما في هذا الكتاب هو الفتاوى الاربع المذكورة فيه بخصوص من أنكر ظهور المهدي وهي : فتوى ابن حجر الهيتمي الشافعي، وفتوى الشيخ أحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي ، وفتوى الشيخ محمد بن محمد الخطابي المالكي ، وفتوى الشيخ يحيى بن محمد الحنبلي.
وقد نصَّ المتقي على أن هؤلاء هم علماء أهل مكة وفقهاء المسلمين على المذاهب الاَربعة ، ومن راجع فتاواهم عَلِمَ علم اليقين أنهم متفقون على تواتر أحاديث المهدي ، وأن منكرها يجب أن ينال جزاءه ، وصرّحوا: بوجوب ضربه وتأديبه وإهانته حتى يرجع إلى الحق على رغم أنفه ـ على حد تعبيرهم ـ وإلاّ فيهدر دمه(البرهان على علامات مهدي آخر الزمان : 178 ـ 183.).
11 ـ محمد رسول البرزنجي (ت|1103 هـ) ، صرح بتواتر أحاديث المهدي فقال : « أحاديث وجود المهدي ، وخروجه آخر الزمان ، وأنه من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ولد فاطمة رضي الله عنها . بلغت حد التواتر المعنوي ، فلا معنى لاِنكارها»( الاشاعة لاشراط الساعة | البرزنجي : 87).
12 ـ الشيخ محمد بن قاسم بن محمد جسوس (ت|1182 هـ) ، نقل الكتاني في نظم المتناثر تصريحه بالتواتر(نظم المتناثر من الحديث المتواتر : 226 | 289).
13 ـ أبو العلاء العراقي الفاسي (ت|1183 هـ) ، له تأليف في الاِمام المهدي ، وقد نقل في نظم المتناثر تصريحه بالتواتر(نظم المتناثر من الحديث المتواتر : 226 | 289).
14ـ الشيخ السفاريني الحنبلي (ت|1188 هـ) ، نقل القنوجي عنه أنه من القائلين بتواتر أحاديث المهدي في كتابه اللوائح(الاذاعة القنوجي : 146).
15ـ الشيخ محمد بن علي الصبان (ت|1206 هـ) ، نقل القول بالتواتر عن ابن حجر في الصواعق وغيره . واحتج به ولم يتعقبه بشيء فدل على أنه قوله أيضاً(اسعاف الراغبين : 145 و 147 و 152).
16ـ الشوكاني (ت|1250 هـ) ، ويكفي لاثبات قوله بتواتر أحاديث المهدي كتابه الشهير (التوضيح في تواتر ماجاء في المنتظر والدجال والمسيح) .
18 ـ العلامة أحمد زيني دحلان مفتي الشافعية (ت|1304 هـ) ، وصف أحاديث المهدي بالكَثْرَة وقال : (وكثرة مخرجيها يقوي بعضها بعضاً حتى صارت تفيد القطع) ولايخفى أن درجة القطع في الاَخبار تحصل بالتواتر(الفتوحات الاسلامية 2 : 211) .
19 ـ السيد محمد صديق حسن القنوجي البخاري (ت|1307 هـ) ، قال عن أحاديث المهدي : « والاحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها كثيرة جداً تبلغ حد التواتر» (الاذاعة : 112).
20 ـ أبو عبدالله محمد بن جعفر الكتاني المالكي (ت|1345 هـ) ، نقل القول بالتواتر عن جملة ممن ذكرناهم إلى ان قال : « والحاصل : ان الاحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة» (نظم المتناثر من الحديث المتواتر : 225 ـ 228 | 289).
وهنا لابدّ من تسجيل كلمة مهمة للاستاذ بديع الزمان سعيد النورسي ـ وهو من أفاضل علماء الخلف في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ـ قال : « ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى اتفاق قبيلة آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منورة أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم .
نعم . إنَّ آل البيت الذين غُذّوا بروح الحقيقة القرآنية ، وارتضعوا من منبعها ، وتنوّروا بنور الايمان وشرف الاسلام ، فعرجوا إلى الكمالات ، وأنجبوا مئات الاَبطال الاَفذاذ ، وقدّموا اُلوف القُوَّاد المعنويين لقيادة الاَُمّة؛ لابد أنهم يُظهِرون للدنيا العدالة التامة لقائدهم الاعظم المهدي الاكبر ، وحقانيته بإحياء الشريعة المحمدية ، والحقيقة الفرقانية ، والسنّة الاَحمدية ، وتطبيقها ، وإجراءاتها .
وهذا الاَمر في غاية المعقولية فضلاً عن أنّه في غاية اللزوم والضرورة ، بل هو مقتضى دساتير الحياة الاجتماعية» (اشراط الساعة ( من كليات رسائل النور ـ الشعاع الخامس ) | بديع الزمان سعيد النورسي ترجمة احسان قاسم الصالحي ط 1 مطبعة الحوادث ـ بغداد 1412 هـ ص : 37 ـ 38.).
ماجد الحسيني الشافعي