ـــــــ رسالة الشيخ ابن عربي ــــــــ
إيّاك إيّاك إذ ذاك .. فلربما حصل اللبس لوجود التعصب ودواعي النفس .. فلذا ننبه أهل البصائر والأبصار، فأما العوام فليس لنا معهم كلام لأنهم تابعون لعلمائهم وعلماؤهم اذ ذاك مقتدون بأمرائهم .. ولابد من حركة فلك هى زمانه .. ووقته وأوانه .. وربيع هو بأمر السميع .. حذا روحانيته مع التّقديم .. وذاك من باب الحكمة .. لا من باب التحكيم .. .. مولد الانتشاء يقتل عند باب الانتشاء .. فاياك اياك اذ ذاك .. اذا كانت القطوف دانية .. والقرون الثلاث بعد (غ) متوالية .. وكان قطف فوق قطف .. وركب عكف فوق عكف .. وانقضى الامر .. وقيل ما بقى خيرُ ولا مَيْرٌ.. وتمسّكوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حتى اذا بلغ عندئذ .. "لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه" (صحيح البخاري) ..
وإعلم انّ لهذا الامام نورين .. ولفجره طلوعين .. ولشمسه شروقين .. وفي سمائه ظهورين .. ولعصر شمسه غروبين .. وفي حفظه عالمين .. يشركهما في حكمه .. ويخصّ الاخر بحكم .. وله ميمَيْنٍ يخص منهما ميم العين .. وكان ذلك الإمام كنزا .. لا يعرف في روحانية متجسّدة .. وفردانية متعددة .. اسمه جيم صبّ .. ابوه من العجم لا من العرب .. آدم اللون اصهب .. من القصر الى الطول اقرب .. وجهه كانه البدر الازهر .. على خده الخال المربع الاخضر .. تحت الاديم الانور .. وان شئت اوضحه لك في هذا العدد .. واقسم برب هذا البلد .. انه للسيّد الصّمد .. فانظره في ثلثي عدد .. وكن لشيطان جهلك رصد .. نسبه السنيّ شريف .. والصّديق الاكبر تحت لواءه المنيف .. فاذا بلغ الامر منتهاه .. فالخليفة عبد الله .. فقواه الظاهرية هى العدد .. والباطنية عين المدد .. فان لم تعرف الضّمير .. وتقف على التّفسير . فسوف ياتيك بقمصيه البشير .. فهنالك تكشف كُرُوبُك .. ويرتد بصيرا يعقوبك .. فاذا ظهرت العلامات .. وحلّ الميقات فَأحرِمْ بميم موسى .. واشرب بعين عيسى .. ولا تَحلّ من إحرامك .. حتى تكمل معدودة ايّامك .. وتيقن أن ذلك هو الامام القائل .. عليه الصلاة والسلام في حق اصحابه لاصحابه الكرام .. دعوني عنكم فإنّ للعامل منهم اجر سبعين منكم .. قالوا بل منهم قال بل منكم بل منكم ..
فاياك اياك .. أن تقذف في اليّم العاصف هواك .. فيحيل بينك وبين بلوغ مُناك .. فتخسر دنياك واُخراك .. فلا تُطع المكذّبين .. ولا تطع كل حلاّف مهين .. همّاز مشّاء بنميم .. منّاع للخير معتد اثيم .. عُتُلّ بعد ذلك زنيم .. فانه والله سيُوسم اذ ذاك بخرطومه .. وتحل به بلية شومه برسومه .. فمن خالف حَرَصْ .. ومن نازع طُرِد .. ومن فرّط ندم .. ومن سَلّمَ فاز ..
---------------------------