بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم.
وَصلى الله على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وعَلى آله وصحبة وَسلم تَسْلِيمًا
وليس يدري بالذي قلته....إلا الذي في غيبه قد سرى
فالغيب لا يدركه غائب....إلا الذي في غيبه أحضرا
أوضحت أمرا ليس يدري به... إلا الذي في شأنه قد جرى
أو سيد خص بأسراره .... مثل إمام نفسه قد درى
:
ليس يدري بالأسرار والمعارف الكثيرة والمحيرة والغريبة إلا ذلك الذي حصل الأمر في
غيه وسرى الأمر معه بينه وبين ربه في خلوته وفي علاقته بينه وبين ربه فهذه الأحداث
والأسرار لن يعلمها على اليقين التام إلا من عاشها نحن فقط نتطفل و نجتهد لهذا دائما
تجدها محاطة بالأغلاط وقليل من الصواب البعيد عن الدقة وفي آخر المطاف لا نعلم هل
سيخرج ليوضحها أم تبقى مجرد سيرة وعرف نفسه بها...والله أعلم (فالغيب لا يدركه
غائب) جميعنا في غيب عن الغيب وبالتالي نحن غائبون بعيدون عن الأمر إذن هذه
الأمور الربانية من أسرار متعلقة بحقيقة الولاية و ظهور الختم نحن في غيب منها
وعنها فقليل من الخواص من تحدث وما تحدث من تحدث إلا برموز وذلك لأن الله
سبحانه أراد ذلك فلا يحزنك قول من يجهل من هو بين شفار النفس تمتص خلده و تقتات
من جهده وفهمه وتنطعه. ( إلا الذي في غيبه أحضرا ) أي بعض الخواص ممن اختارهم
الله سبحانه ورزقهم المعرفة ووفقهم الغوص فيها فقد حضر الأمر في مشاهداتهم و في
الهاماتهم وهي حثما صائبة لأنهم في درجة متقدمة من الولاية وللولاية شأن عظيم فيما
نخوض فيه نعود له إن شاء الله، (وممن حضر الأمر في غيبهم ) نجد شيوخ يعدون على
أطراف الأصابع لا غير والله أعلم وذلك لكونهم أشاروا لذلك في كتاباتهم أنهم خصهم الله
بذلك...والله أعلم (أوضحت أمرا ليس يدري به إلا الذي في شأنه قد جرى) أحيانا من
يتابع الشيخ يجد أنه يغوص في بعض الحيثيات بشكل غير مطلوب ويسمي أمور لا معنى
لها للقارئ والباحث في علوم الحقيقة وتجده (الباحث) يتأمل ويعيد القراءة مرارا لعله
يصل للمغزى ولا يعلم أن هذه الرسائل هي وحي على لسان الشيخ لصاحبها و لا علاقة
لها بعلوم الطريقة لهذا تجد الغموض في كتاباته خاصة في ظل الاسلوب الرهيب الذي
يكتب قد تجد فقرة كاملة او صفحات خارجة عن نطاق المعهود لكنها تبقى تفاصيل بين
الرب والعبد وخرج حينها حتى الكاتب أو الشيخ والله أعلم بالحكمة من ذلك ثم قال في
شأنه وهنا يفصلنا عن كل شبهة أي في شأنه هو فقط لا غير ومعنى شأنه أي حياته
وسيرته و أحداث حياته وقال قد جرى أي حدثت فعلا بدون شك ولا نقيض أمور حقيقية
بتفاصيل شاملة دقيقة تحسم في الأمر وتجعله عارف لهذا قال في البيت الموالي مثل إمام
نفسه قد درى والله أعلم...يتبع...