بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم.
وَصلى الله على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وعَلى آله وصحبة وَسلم تَسْلِيمًا
هيمه ما عليه الحق من الجمال، فشكا العليل والأليل، ونادى بالحريق والغريق طمعا في اتضاح الطريق..... لكنه
السقيم في بئر عميق، وحيد بلا رفيق.... تعمل في إصلاح نفسه لينال ما لم ينله يوم بدره..... لكن!!! يأبى الخرق إلا
اتساعا والعزاء إلا امتناعا.
هيمه_ماعليه_الحق_من_الجمال
يقولون من أحب الكون لجماله فقد أحب الله لأن الحق
هو المبدع والمصور والأولياء يختلفون فهناك من يحب جمال الكمال وهناك من يحب جمال الحكمة
والصنع ومن أراد أن يحب الحق بدون أبعاد في خاطره فذاك غور بعيد ويحتاج صاحبة إلى تأييد الهي لتحمل رفع حمى الجلال لأن من شغله الحب وحده غاب وربما فقد عقله وهناك من القصص الكثير من الصالحين الذين ماتو شهداء للجمال أما #الإمام فحبه حب في المنزلة العلية الخالي من حظوظ النفس البشرية حيث الافتقار الى جمال
القدم والأزل فروحه اخترقت السير العادي في السلوك بل وقفت عند الباب هائمة في الجمال الالهي الذي لا نعرف كيف يتصوره في قلبه وكيف هو الجذب فالهيام من مقامات المحبة والهيام لا يكون إلا في الجمال والله جميل يحب الجمال والله أعلم
فشكا_العليل_والأليل
:
العليل أي النسمة الرقيقة فحتى أبسط ما يمكن تصوره فقد عان منه تعبير كناية لبيان قوة تحمل معاني المحبة المحضة ومقام الفناء كما عاش ذلك كبار الأولياء بلةوحتى الأنبياء أما الأليل: فهوصوت الألم سواء كان داخلي أم خارجي أي أنه يعيش ألما ربما من كل ما حوله ويزداد بسماع صوت باطنه من الشوق وصوت ظاهره من الابتلاء فكله ألم على ألم بعدها هروب من واقع الخوف و الهم إلى صفاء الخاطر وتحمل الأمر في امان والله أعلم بالصواب.
نادى بالحريق والغريق:
لها علاقة بالألم في العبارة السابقة نادى أي شبه نفسه بحال الغريق أو بحال المحترق لتشابه
ما يعيشه من ألم فهو المحترق شوقا والغريق حبا وهناك إشارة إلى أنه قد نادى بحال ابراهيم الخليل في قوله بالحريق وبحال سيدنا يثونس وهو الغريق لما كان في بطن الحوت وناد في الظلمات اني ظلمت نفسي فهنا اسقاط على حالين اجتمعا في جسد واحد وما أشدهما عليه والله اعلم.
طمعا في اتضاح الطريق
أي في معرفة ما سيؤول له ما يعيشه
من اظطرابات وشوق وحنين وألم فقد اجتمع فيه ألوان من التناقظات ما هو فطري وما هو مكتسب المهم انه يطلب المدد من ربه ليرزقه الفهم والعلم لادراك عظمة ما هو قادم و. كيف يتم الاصلاح وكيف تتم الهداية ومع من يظهر ومن أنصاره وكيف يرزق التمكين و أموره الخاصة التي لا دخل لنا فيها و العلم لله.
لكنه_السقيم_في_بئر_عميق
سقيم هي من أشعار الشيخ الاكبر في وصفه الامام (لكنه السقيم لا يدرك السنا) أما في بئر عميق فمن الرؤى وقد جاءت رؤى عديدة أن المهدي في بئر أو يصعد من بئر كل هذه الأمور توضح سلوك روحي فهي تعكس صفة معينة في كل خطوة ولولا مكانته عند ربه ما بعث لنا الرؤى ليشوقنا ولما جعلما هنا نتدارس ونتناقش حول المقام هي حقيقة وإلا لكان أرسله من دون سابق إنذار وكما يسميه الشيخ أيضا الذات الساذجة و هي التي لا تعي معاني ما هي فيه ومعاني مكانتها في الوجود لأنها في بئر والبئر إشارة إلى غوص الروح في خبايا العالم السفلي بحيث لا تستطيع الخروج إلا بترياق من طرف آخر الله أعلم به من هو أو هي طبعا الله من يصلح لكن لبد من أسباب لهذا قلنا هو أو هي هذا والله تعالى أعلم....
وحيد بلا رفيق
لو كان له رفيق لما كان ما فيه ابتلاء لشكا لصاحبه ولما حمل هم الوحدة لأن الرفقة تحمل به وتشد بيده إلى بر النجاة خاصة لو كانت رفقة صالحة خلاصة الأمر أنه لا يدرك السنا. في غيبوبة من الواقع والمطلوب حتى تفتح مكابله ويندلع نور قلبه المحفوظ له فالنور هو اخر تجلي يحرق كل مكامن إبليس و خططه مع كل جنوده ولهذا يتم العروج في ليلة ليتم الاصلاح بالروح كما قلنا والله أعلم....
● تعمل_في_اصلاح_نفسه_لينال_ما_لم_ينله_في_يوم بدره..
أي جاهد مرارا وتكرار ا محاربة هوى التخييل المزروع على يد شياطين في مختلف الأماكن و ههنا إشارة جميلة أن
الإمام يعرف نفسه و أنه منتظر بأمر ربه فهو قال إصلاح والاصلاح مرتبط بالامام يعني يعمد بمجهوده للنجاة ويعلم أن الاصلاح ينتظره وقال لينال ما لم ينله يوم بدره : أي أنه قبل حاله من الابتلاء ومعاناته من الأسحار السفلية الشيطانية القوية كان وصل لمقام عالي جدا ربما من العبادة او المحبة بصفة عامة وحينها انتظر تحقق الأمل بفعل حال متقدم عاشه أي أنه انتظر
التمكين لأن الشيخ يقول للامام قيومية التمكين وهو مقام فوق التصرف والتمكين لهذا هو يسعى له عن طريق اصلاح نفسه وهذا ما لن يتحقق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يصلحه الله في ليلة هذا والله تعالى أعلم..
يأبى الخرق إلا اتساعا والعزاء إلا امتناعا :
الخرق هو إشارة للابتلاء وحجمه فكلما حاول إصلاح نفسه يزداد حاله أكثر من الأول لهذا قال اتساعا وبهذا يشتد البلاء والحكمة أن الشياطين عندما ترى العبد خارج سيطرتها بمجهوده طبعا تزداد في حقدها و مكرها فعندما تزيد من شرها يزداد حاله صعوبة وبالتالي فعزاؤه ممنوع حتى يموت شيطانه وشيطانه هو إبليس شخصيا لأن الإمام خليفة والكون كامل قائم على الخلافة وللكلام بقية....🌸🌸