اخر الاخبار

 



في وَصْفِ المَهْدِيْ

وردَ في وصفِ المهديّ علاماتٌ جَسديّةٌ هيَ بِمَثابَةِ مُعطَياتٍ نَسْتَطيعُ مِنْ خِلالِها رسمْ صوره للمهدي

أوّلاً : صورةُ الوجهْ

وردَ روايتانِ أُولاهما ( بخدِّهِ الأيمنْ شَامَه) وثانيتها (بِخدّهِ الأيمنْ خَال)

ويجِبُ التفريقُ بينَ لفظةِ (شامهْ) وبينَ لَفْظَةِ (خال)

أمَّا (الشامةُ) في أصلِها اللغوي تعني : عَلامه

وأمَّا (الخال) في أصلها اللغوي تعني : الموضِعُ الذي يخلو من الشيءِ حوْلهْ

لذا فإن المقصود من الرواية الأولى (شامه) ليست تلك الحبة السوداء ُالتي نعهدها في وجوه كثيرٍ من الناسِ وإنما المعنيُّ بها أصلها اللغوي : أي أنهُ بخدهِ الأيمنْ : (علامه) ثم لمْ تتطرق الرواية لتحديدِ ماهية هذهِ العلامة أو شكلها

لذا فقدْ جاءَت الرواية الثانية لتصف لنا ما هي العلامة فبيَّنتْ أنها (خال)

وبما أنها هذه العلامة عبارةٌ عنْ خالٍ في خدّهِ الأيمنْ حيثُ لا يوجدْ في الخدّ غير شعر اللحيةِ و (الخال) هو المَوْضِعُ يخلو مما أحاطه

لذا وجب أن تكون العلامة عبارةٌ عنْ مكانٍ يخلو منَ شعر اللحيةِ بخدّه الأيمن وهي سِمةُ جمالٍ ولا يكونُ موضعها سوى بينَ شَحمةِ الأذنِ والخدْ

* ثُمّ وردَ أنهُ (أَزَجْ ) وهو التباعد واتساع المسافة الفاصلة بين الحاجبينْ وهذه أيضاً سمةُ جمالٍ

وردَ أنهُ (مشرِفُ الحاجبين) ولا يعني هذا أنَّ طولاً في الحاجِب وإنما يعني إرتفاعُ الحاجبِ فوق العين وهيَ أيضاً منْ سمات الجمالْ

ورد كذلك أنهُ ( أجلى الجَبهة) وهذا لا يعني اتسّاعاً وإنما ظهورالجبينِ إضافةً إلى أن بروزه بعضَ الشيءِ يعطي لمعاناً إذا ما سقطَ عليهِ الضوء

ورد كذلك أنهُ (أقنى الأنفِ) وليسَ الأنف الأقنى أي محدبْ


وإنما الأنف الأقنى هو استواءُ الأنفِ مع دقّةِ أرنبتهِ وأكثر القومِ تميّزا بهذه الصفةِ همْ (بنو شَنوءَه)

وردَ كذلك أنهُ (حاسرُ الرأس) وليسَ انحسارُ الرأسِ هو انحسارُ الشعرْ

فلفظةُ (انحسار) في اللغة تعني : الضيقْ

فلو أراد بها انحسارُ الشعر عن مقدمة الرأسِ لقالْ : حاسرُ الشعر , وإنما قالْ (حاسِرُ الرأسْ) أي : أن هناك ضيقٌ في مقدمة عظم الرأس يقعُ على جانبيْ الناظرينِ وهذا ما يؤدي إلى بروز الجبهة بعض الشيءِ ليتفق تماماً مع كونِهِ أجلى الجبهةِ

أمَّا مواصفاتُ الجسمِ فقيلَ (رِبعه) وهو أقربُ إلى القِصَرِ منهُ إلى الطولْ

وقيلَ (ضَربٌ من الرّجال) , و(الضربُ) ليسَ بالنحافةِ وإنما هوَ الجسدُ الممشوقُ الذي ترى الجلد فيه مشدود على اللحمِ خالياً منَ البدانهْ

أمّا كونِهِ يسيلُ شَعرُهُ على منكبيْهِ فهذهِ العلامةُ الوحيدةُ القابِلةُ للتغييرِ لأن الشعرَ قابلٌ للتقصيرِ والتَّطويلْ , فلا يُعتدُ بمثلِ هذهِ العلامة إلَّا إذا كانَ الشعرُ يَؤُولُ بالعِلمِ فهنا نقولُ بأنّ الرّجُلَ عِلمُهُ غَزيرْ

هكذا المهديُّ ويكأني بهِ أراهُ وأعرِفُهُ فلا أنكرهُ كما يرى أحدكمْ وجههُ بالمرآةِ فلا يُنكِرُ ذلك.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -