نوفمبر 16, 2022تعرف على الامام المهدي من خلال ابن عربي وبتفصيل مبسط اجتهادا !!!

 

بسم الله الرحمان الرحيم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد 

وبعد 

سؤال هل مهدينا الإمام الخليفة له شيخ ؟

السلام عليكم...

كجواب على هذا السؤال ، و جوابنا هذا مجرد  مقال ، وهو اجتهاد يقبل التكذيب ويقبل الانتقاد ، ويقبل النقاش و كذلك الابتعاد  ! نقول وبالله التوفيق ، الامام ليس له شيخ رباني ، وحينما نقول شيخ ، أي قدوة و مثال أعلى يراه أمام عينيه يقتدي به ، ودليلنا قول ابن عربي : [ الامام لا يعرف أباه ] أي لا يعرف الأب الروحي ، وهو مرادف قولنا الشيخ ، و إلا فلا يعقل أن لا يعرف الإمام والده ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :  " يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي"

 وخلاصة القول أن الله عز وجل رغب الامام  فيه وسماه غريبا ، و بعض العارفين سموه مجذوبا ، أي مأخود مباشرة نحو الحضرة الربانية دون سلوك ، لهذا لا يحتاج شيخا مربيا ، زرعه فيها زرعا صالحا ، فزكاه حين زرعه وركبه وعدله وزاده ، ادخله في الصالحين  فأفناه فناء الفناء ، فشق صدره ، فرزق بذلك الشفاء ، قواه حتى أمات فيه ماء الجحود  والإنكار ، وتركه حتى غاب في غريب الأقدار ، أحيا فيه معاني الشوق والإقرار ، جاء إليه وحيا في رؤى الليل والنهار ، أتاه في انباته ، ونوره باياته ، وتاب عليه وأفناه.

إذن في بدايات جذبه رغبه فيه ، أي قربه إليه سبحانه يقول أحد العارفين : وظاهره يوحى بالغربة والقهر. لأنه أشعث و أغبر لا يؤبه به يقول #الحكيم_الترمذي : إن العظيم جل جلاله  لما قرب هذا العبد ، خرج كل شيء من مشيئته  على طريق المحبة والرأفة والتحنن عليه ، فلما بلغ هذا المحل أفاق من السكر ، وقد انطمست المشيئة عنه بسكره ، فقلبه غريب في مفاوز الحيرة متفرد في مقام الفردانية ، فهو غريب لكونه مجذوب ، ثم اختياره عن طريق الاصطفاء والاجتباء ، وهو كما تبث في الرؤى #جوهرة !!  والجوهرة معدن لا يصقل إلا بالنار لهذا كان ابتلاءه شديد ، كيف لا يكون غريب !! و هو العبد الذي تسود وجهه من همه ، وهمه طريق لنور بصيرته ، غريب!! والغرابة تزداد و نحن نخوض في سيرته.

 نجد تناقضات صارخة ونحن نكتب عن هذا الهيكل الانساني لهذا تجد المعبرين يتناقضون فيما بينهم وهم يعبرون الرؤى التي تاتي في حقه وهنا يعمل البعض الى توجيه مسار التعبير نحو كل ما هو ايجابي تفاؤلا ، نقول لبد من هذا التناقض لبد من حضيض ولبد من علو التمكين وهذا في حد ذاته قول ثقيل.

سبحان الله فهو شمس الحقيقة ، وهو القطب و الامام كما يقول ابن عربي  وهو يصفه ، هو سر العباد وعالم العلماء ، فحق له أن يكون غريبا...اذن لا شيخ! نعم لا شيخ والله تعالى أعلم ، فقد فنى حتى عن حضرة النبي! كيف؟ نعم خالف المعهود في السلوك ، فكل سالك في هذا الوجود ياخد تاشيرة الدخول لحضرة المولى عز وجل من حبيبنا محمد عرف من عرف وجهل من جهل ، ومعنى جاء إليه فصار بذلك فريدا يتجلى في قول الحكيم الترمذي :جذبه الله إليه ، بل وأخد معنى الاية ووجدك ضالا فهدى ، وبهذا جاء إليه عز وجل لأنه يدخل ضمن الخطة الالهية ، خطة النهاية ، هو عنصر المفاجأة لكل من طغى في الارض ، هو الفاصل ، هو البداية!!  بداية النهاية ثم السلام على الدنيا كان لم تكن ، أولا تستحكمه التوبة ، ثم يرى موارد إلاهية عظيمة فيكون سمعه سابق لعمله ، وعمله سابق لرزقه ، ثم تخرج الحقائق بصوت صارخ ، لأنها العناية ، لأن الله دبر وقدر. وأمر الله آت لا محالة ، والسلام على قلوب خرجت من  سبات وبطالة ، هو فريد نظرا لتركيبه العنصري واستحضر هنا رؤيا  (الامام تركيب كميائي) أي تتداخل فيه صفات الجلال والجمال باذن الله ، فهو في قهر من هذه الأحوال ، ولو اطلعنا عليه لولينا منه فرارا ولملئنا منه رعبا ، قد يستغرب البعض وكيف ذلك!! أتحدث عن الأحوال عن عظمة الباطن عن أسرار الروح...والكلام يطول