بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
المهدي والجمع بين الاضداد.
إن كلامنا هذا ليس تقوّلاً أو زعماً أو سفسطةً كما يمكن أن يتخيّل
الذي فاته علم التحقيق لكنه علم دقيق يوجب
التصديق لمن رأى وعاين وشاهد وذاق أقول ولأن هذه النشئة الإنسانية تحقق فيها نعت الخليفة حق له أن يجمع بين اعتبارات مختلفة أو متقابلة فالكمال في حقيقته هو التحقّق بجميع الاعتبارات الضدية فهو صاحب الامكانين ان صح التعبير لأنه يجمع بين حقائق متقابلة كيف ذلك وهل يعقل حقا نعم يعقل لأنه الخليفة و هذا يكفي فنقول مثلا أنه جمع بين الوجود والإنعدام، الحيرة والعلم، الضياء والظلام، الحضيض والأوج، العلو والسفل ومعنى الوجود والانعدام أي أنه موجود بصفاته و شخصه يرى ويسمع ويقرأ ما نكتبه وفي نفس الوقت فهو يخفي نفسه أي يعدمها من الوسط الذي انتشر فيه ذكره أما (الحيرة والعلم) فكما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه فان العجز عن ادراك الادراك ادراك
وهو عينه الحيرة فلا وصول بدون حيرة أما علمه سواء علمه بنفسه أو علمه الذي سيظهر به اذ يقال أنه سيظهر
بعلمه وعلم غيره أما قوله (الضياء والضلام) فهو تحقق لصراع الحق والباطل فالحق أو الضياء هوسر و نور الله
المودع في عبده و الظلام سطوة الشيطان الجارفة أما (الحضيض و الأوج) فالحضيض من النفس أي ابتلاءات
متتالية أما الأوج فهو الكمال الروحي أما (العلو والسفل) فالعلو متعلق بالروح فروحه تعلوا وتطلب أعلى المقامات
فناء الفناء أما السفل فلأن الانسان من روح وطين فإن الطينة تسعى دائما الى السفل فهي البهيمية في الانسان
خاصتا وأن الشيطان تعرف على هذه النشئة الانسانية وليس له هم غيرها فهو يسعى أن يتبث للحق أن هذا الخليفة لا يستحق هذه المكانة ويريد أن يأكد أنه على صح وأن الحق والعياذ بالله قد أخطأ (تعالى الله عن ذلك).
ويقول الشيخ الجيلي أو قطب الدين الجيلاني صاحب كتاب الانسان الكامل
وصاحب قصيدة النادرات العينيَّة. وهي
قصيدة شعريَّة طويلة فيها 540 بيتاً من الشعر :
ولك الوجود والإنعدام حقيقة ... ولكَ الحضيضُ مع العُلا ثوبانِ
أنتَ الضياءُ وضدّهُ بل إنّما ... أنتَ الظلامُ لعارفٍ حيرانِ
وليس المقصود هنا انهم يألهون أو يقدسون الشخص ولكن طبيعة السلوك فرضت
هذه الخاصية لأنه الإمام والخليفة
وأول علامة الساعة حتى ينقح علمه ويزداد فهمه ويدرك أمورا ارادها الله له أن تدرك.
ويقول الحكيم الترمذي: رحمه الله تعالى في حق المهدي ان الله عز وجل خلق هذا الادمي وله قلب وهو وعاء
لتوحيد الله ونفس هي وعاء للإبتلاء فصدره ساحة لصراع القلب والنفس لهذا قيل أوج و حضيض فروحه بشرت
بالنجاة و ابتلاءه يعيق السير ويضيق الصدر فهذا بحد ذاته تناقض.
وقال لما سئل فما حال هذا الذي تصفه بهذه
الصفة في وقت المقدور عليه من الابتلاء قال:حاله لا يوصف لأني لو وصفت لن أصف جزءا من عشرة ألاف مما
يحل به إذا وقع في المقدور عليه من الإبتلاء بأسهم الشيطان المسممة بسحر الايماء والتمويه ثم إذا انتبه منها فكل شعرة منه تصرخ لله ندما وكل عرق يئن إليه ألما وكل مفصل منه يتطاير هولا وذهولا و نفسه تدهش وقلبه يهيم فإن عاد إلى مطرح الجلال تكاد نفسه تزهق فما إن يلاحظ محبته تتسل الى أوجها حتى يشتعل نارا يحترق لبه ويتقطع كبده و كأن مصائب الدنيا تراكمت على صدره لا يطمئن إلى شيى حتى يكون الله هو الذي يرحمه ولا يزال هذا كيا على قلبه كلما تذكره فاضت عيناه وجعا حتى يعطف الله عليه فيطمس ذلك منه.
ويقول ابن عربي رحمه الله عن المهدي ( ويريد الشيئ ويريد ضده)
أي أمرين متناقضين في نفس الوقت وما هذا إلا لأنه الخليفة في الأرض
وقال أيضا (ثم الحاقه بالنقض) والشد والربط والنقص والحط وهذا عينه أنه طلب الأعلى
من المقامات فالحق بالنازل
إن هذه الامور أجل ان يعرفها علماء الظاهر أي من لم يشتغل على تزكية
النفس والسير بها نحو الأساس وهو معرفة الله والفوز بالقرب و الوصال وحقا نحن
نحتاج من يوجهنا إلى هذا الأمرويشد بأيدينا إليه لأنه صعب تقف النفس والشيطان
والقرين يحرسانه لألى تكتشف تلك المعارف الإلاهية لعباده الصادقين لهذا فكما يقول
الحق عز وجل إن أولياء الله لهم البشرى في الدنيا والأخرة فبشرى الدنيا ما يرونه
ويتنعمون به من فضل الله عليهم من كرمات ومعارف ومن بينها الرؤى والمشاهدات وغيرها
ومن لم يتذوق هذه المعاني فلا سبيل لتصديق ما يقال و سيقال ان شاء الله.
الإنسان في صراع بين العلو و الأسفل اي القلب يريد العلو مرتبط بالروح لتسمو و النفس تريد الأسفل مرتبطة بالقلب تسوقه الى الاسفل ادن الصراع بين القلب و النفس
إرسال ردحذفالقلب و النفس خصمان بينهما برزخ لا يبغيان القلب يريد العلو يسمو مع الروح إلى العرش و النفس تريد الخلود في الأرض لا تريد أن تمسك و تطوى كسجل للكتاب في البرزخ سجينة إلى يوم يبعثون ادن النفس بين برزخين لا يبغيان برزخ الكون الانسانيالمرتبط بالقلب و برزخ الطي كسجل للكتاب ...
إرسال ردحذفلك الوجود و العدم الحضيض و العلا لها معنى باطني في الصوفية الامام له خرقة من ثوبان متساويان توب احمر و توب ابيض و تم رتقهما من أراد الوجود و العلا فاليمين ابيض و من أراد الحضيض و العدم فاحمر و العارفين يعرفون معنى ابيض و احمر ....
إرسال ردحذفسبحان الله وبحمده
إرسال ردحذفالله يرضى عليك و على والديك و يسكنك أعلى عليين ... بحق لا إله إلا الله و بحق رحمة الله التي كتب على نفسه و التي وسعت كل شيء و بحق عظيم نعيم رضوان الله ...
إرسال ردحذفسبحان الله لله الأمر من قبل ومن بعد
إرسال ردحذف