نوفمبر 16, 2022تعرف على الامام المهدي من خلال ابن عربي وبتفصيل مبسط اجتهادا !!!

بسم الله الرحمان الرحيم 

 وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد  

في هذا المقال سنحاول تقريب الاخوة من معنى كلمات الشيخ الجيلي رحمه الله 

قال الشيخ الجيلي قدس الله سره :

إنّه هو ، القطب المكتوم المجذوب، المهدي في جذبه، الذي يكونُ 

في خلواته منعزلاً عن الخلق، مجذوباً في خلقيّته وبشريّته لا 

يعرفه العارفون، مخفيّ مكتوم عن الخلق، السّاري إلى الله 

والمهاجر إلى الله دون علم المخلوقات، المتقلّب في الأحوال،

 الظاهر بالقوالب الخلقية، 

الغريب، غريب الغرباء، المهموم المحزون المقهور من قهر الواقع 

والحياة وقهر الخلق تحت قهر القهّار، هو قطبُ الأعاجب الذي 

عليه فلك الكمال ذو دوران، إنّما جعلهُ الله كذلك لأنّها إرادةُ الله 

وسنّته في إظهار الحجّة على الخلق جميعاً، أن يُشهدهم عبده 

الذاتيّ، كيف صحّت له الإمامة عليهم، وفازَ بالرّتبة الشريفة، رتبة 

الخليفة، فلأنّه الخليفة كانَ حاملاً لهموم الخلق، ومقهوراً بقهرهم، 

لأنّه الذي ظهرَ بهم، 

محاولة الشرح باذن الله 

السلام عليكم أحباب الله نسال الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من خيرة العباد في زمن انتشر فيه الجهل والفساد وأن يجعلنا من جنود الإمام قولا وفعلا نجااااهد بأموالنا وأنفسنا في سبيل كلمة الحق 

وبعد 

إن هذا الكلام الرباني العذب الذي لا يحتاج إلى تاشيرة من أجل الدخول للقلوب المطمئنة لهو خير دليل على عظمة ما نخوض فيه من أسرار ريانية نعم أخي هو كذلك إنه لأمر عظيم يحتاج منا أن نتوقف ونتأمل ونسأل أنفسنا لما كل هذا الاهتمام من علماء ريانيين بهذا المقام الغريب!!! المقام الذي يستقي من باب النبوة من الهامات و وحي وتمكين  وأصله بين الأولياء بل على رأسهم ولا يتجاوزهم نعود لكلام الشيخ القطب الرباني إمام زمانه الشيخ الجيلي الذي اطلع بقلبه الذي تشبع بحب الله فاطلع على الأسرار الربانية المحجوبة 

فماذا يقول ؟؟

يقول 

إنّه هو ، القطب المكتوم المجذوب، المهدي في جذبه، الذي يكونُ 

في خلواته منعزلاً عن الخلق، مجذوباً في خلقيّته وبشريّته

إنه هو !! فمن يقصد ؟  الضمير هنا راجع على الإمام الختم وهو يتحدث عن المقام الذي سعى له كبار الأولياء وهناك من توهم فعلا أنه هو !! بانسلال النفس من باب أثر نعمة العبد على الخلق وهذا لا يضر شيء  في مقامهم عند الله فالشيخ ابن عربي يقول أن في تلك الأحوال التي يعيشها السالك آهات و سكرات يصعب للنفس مقاومتها وبالتالي فالعبد يتحاوز عنه ما يقول إذ لابد من ذلك من أجل التحقق....

  فقال هو القطب المكتوم اي من تتجه له الأنظار من كل المخلوقات الحية والغير الحية أو التي لا نستطيع أن نرى أنها حية ولكنه مكتوم ويقول الشيخ ابن عربي ضرب عليه الكتم أو وجب في حقه الاخفاء و هذه سنة الله في اظهار الخليفة في آخر الزمان هناك حكمة لن ندركها إلا بظهوره عليه السلام وقال أيضا هو المجذوب!!  والمجذوب هو من اخد عن نفسه ووجد نفسه في الحضرة أي هو مراد وليس مريد فالعبد يعيش حياته الخاصة بين أهله ودون جهد منه يأتيه أمر الله و يرى ذلك بعيني قلبه فيندهش ويخاف ثم يستقر بفعل أرواح الخير من أصحابه كما يقول الشيخ ابن عربي أن المهدي تبثه الله على ما فتح له من جزء صغير من الغيبيات بفعل الذكر والأذكار والجو الإيماني الذي كان فيه بين أصحابه وبالتالي فهو مجذوب من الحضرة أي إرادة الحق أرادته وأدخلته في الأنس وعرضت عليه الذكر نموسا فاستجاب...

 ثم قال المهدي في جذبه. وهنا حتى يفرق بين المجاذيب العوام والمجذوب الحق والأصل فقال هو مهدي إشارة  للمهدية أي ليس دون أي مهدي هو مهدي مجذوب وليس كل مجذوب مهدي هنا تأصيل و تدقيق بكلام رباني جميل يسرح في عالم الوجود المنقوط كما يسميه الشيخ....الخ 

الذي يكون في خلوته منعزلا عن الخلق وهنا قد نستشف أن هذا الكلام هو في مرحلة متقدمة!!  لماذا؟؟  لأن الشيخ ابن عربي في غير ما موضع يقول أن الإمام ليس بسالك للطريق!! أي متبع لطريقة من الطرق المشبعة بأصول السنة المحمدية وليس اي طريقة طريقة وإلا فهناك خرق وشتات طال بعض الطرق نسال الله الثبات... إذن ليس بسالك!! وهنا نعود لكلام الترمذي الذي يوضح لنا هذا التضارب الذي يزرع الشك في نفس المتابع وهو الذي يقول أن الامام عندما يصل للحق تعالى  من غير سلوك يعود من جديد فيبدأ برغبته في الذكر و طلب وجه الحق بذالك السبيل المتمثل في سلوك الطريق أو فيما معناه فأنا لا أتذكر الكلمات وإنما أتذكر المعنى ويبقى العلم لله فهو في هذه المرحلة سيحب الخلوة وينعزل عن الخلق كباب من أبواب السلوك رغم أنه تحقق وفنا فناء الفناء فصار بذلك باقيا بالحق...

ثم قال مجذوبا في خلقيته  وبشريته هنا إشارة أن الجذب هو قانون يشمل هذه الروح والذات السادجة من كل جوانبها أي روحا وجسدا أي كل جزئية ولو كانت صغيرة من صغره الى أن يبلغ أشده  إلا وكانت بتصريف دقيق وتوجيه رباني عجيب وان قلنا ذلك إلا وأنه  قد تم تدوين ذلك في نثر وأشعار  العارفين بالله من دون غيره فبشريته وخلقيته واضظرابها بالجمع بين الأضداد ثم كونها سوية في باقي الأحوال هي مدروسة بدقة وبدون أدنى شك وبالتالي فهو مجذوب للحضرة بعناية وكل ما يحصل من تفاصيل من ضمنها الرؤى هي تكميل لخريطة ظهور عبد منتظر وكل جزئية إلا ولها دور في ذلك بل أن حتى ما ننشره قد يدخل في جزء من جزئيات هذه الخطة الأزلية الربانية التي أعجزت كل الملل والله تعالى اعلم...

نشرح باقي الكلام في مقال اضافي حتى لا نطيل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته