بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
( الشيخ الأكبر شيوخه ومعلميه ) :
" السيدة الصالحة فاطمة القرطبية بنت ابن المثنّى "
(3)
وكذلك فقد شاركت بعض النساء الصالحات في تربية الشيخ الأكبر، فقد التقى باثنتين منهن على الأقل وكان لهما دور كبير في ذلك، وهن : "ياسمين من مرشانة الزيتون ، وفاطمة القرطبية في إشبيلية وهي بنت ابن المثنى ، وكانت في الخامسة والتسعين من عمرها.
كانت فاطمة القرطبية كما ذكرنا أعلاه بمثابة أمّه الروحية كما كانت "نور" أمّه الترابية.
فكانت إذا جاءت والدته إلى زيارتها تقول لها "يا نور هذا ولدي وهو أبوك فبُرّيه ولا تعقّيه".
بعض أوصافها :
يقول عنها في الباب الثامن والأربعين وثلاثمائة من الفتوحات المكية : أنه خدمها عدة سنوات وهي تزيد في وقت خدمته إياها على خمس وتسعين سنة، ومع ذلك فكان يستحيي أن ينظر إلى وجهها وهي في هذا السن من حمرة خديها وحسن نعمتها وجمالها؛ "تحسبها بنت أربع عشرة سنة من نعمتها ولطافتها"، كما يصفها.
ثم يقول : إنه كان لها حال مع الله وكانت تؤثره على كل من يخدمها من أمثاله ، وتقول: ما رأيت مثل فلان إذا دخل علينا دخل بكلّه لا يترك منه خارجاً شيئا وإذا خرج من عندي خرج بكلّه لا يترك عندي منه شيئاً.
ثم يضيف الشيخ الأكبر أنه سمعها تقول: عجبت لمن يقول إنه يحبّ الله ولا يفرح به وهو مشهوده، عينه إليه ناظرة في كل عين، لا يغيب عنه طرفة عين، فهؤلاء البكّاؤون كيف يدّعون محبته ويبكون! أما يستحيون؟ إذا كان قربه مضاعفاً من قرب المتقرّبين إليه والمحبّ أعظم الناس قربةً إليه فهو مشهوده، فعلى من يبكي، إن هذه لأعجوبة! ثم تقول له: يا ولدي ما تقول فيما أقول؟ فيقول لها: يا أمّي القول قولك.
ثم يضيف الشيخ محيي الدين فيقول : إنها كانت تضرب بالدف وتفرح، فكان يقول لها في ذلك، فتقول له: إني أفرح به حيث اعتنى بي وجعلني من أوليائه واصطنعني لنفسه؛ ومن أنا حتى يختارني هذا السيّد على أبناء جنسي؟ وعزّة صاحبي لقد يغار عليّ غيرةً ما أصفها؛ ما التفتُّ إلى شيء باعتمادٍ عليه عن غفلة إلا أصابني ببلاء في ذلك الذي التفتُّ إليه.