اخر الاخبار

ابتلاء الامام الختم عليه السلام عند ابن عربي

  


السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته  

 

الحمد لله الذي رزق عبده معني الكمال وجعله مثالا فريدا بين الانام وخصه بابتلاء شديد يوضح معنى الحرمان نحمده بقدرما في السماء من نجوم وبالنجم الذي هوى فكان رمزا ومقاما للمهموم نحمده  فهو الذي رزقه الكتاب الذي كتب بين يديه في التجلي وجعل له في النهاية كشفا ملكيا وهوالتالي هذا واصلي واسلم على سيدنا محمد  خير الانام عليه افضل الصلاة والسلام

 

وبعد

 

اعلم اخي بارك الله فيك وخصك بالعلم النافع خاصة  في هذه الايام الشداد التي اختلط فيها الحق الاساس بالباطل والوسواس ان الله تعالى شرح صدر عبده بانواع السلام سلام الله وسلام ملائكته وسلام انبيائه وسلام اوليائه  وسلام المؤمنين وسلام اهل الجنة فاذا وقع السلام في صدر العبد سلم عن كل ناقص ومانع ونال الشرف العالي والعلم النافع  فيشهد حينها معنى الكمال الحقيقي وهذا طبعا  ما ننتظره في حقه عند اقتراب ايامه لينشر العدل بامر الله وقبل ذلك فالامام حثما في ابتلاء شديد والكثير من الاخوة يسالون عن هذا الابتلاء و عن نوعه ولماذا يكون هذا في حق عبد مختار ميزه الله في الازل وجعله حجة على الاولياء يوم العرض طبعا  من حق كل شخص ان يسال فهذا حق مشروع وامر مطروح ولابد من جواب مسموع

 

 اخواني الكرام

 

اعلم اني اطيل لكن لابد أن اجيب عن سؤال وصلني ولا اتذكر ممن  وهذا السؤال يقول : لماذا نتوغل  كثيرا ونغالي في كلام العارفين ولا ننزل بكلام سيدنا  رسول الله اوالقران الكريم أقول والله تعالى أعلم ان لله حكمة من ذلك ففي القران ذكر باشارات وليس تلغيز بل باشارات تقصد اصحاب النفوس الزكية ونسال الله تعالى ان نصل لذلك المقام حتى نميز ذلك الكلام قد تقول ولماذا هل في الدين أسرار لماذا الكتم نقول ان هناك نفحات وهناك مقامات فمهما ازداد حبك للاله ازدادت معرفتك ومهما احترقت شوقا زاد فهمك وامكشف الغطاء ليس مسالة اسرار بل خطة الخالق وحكمته وعظمته ولان بضاعته غالية فلن يعرفها الا من طلبها بشوق هكذا اراد الخالق ان كنت ترفض فذلك شأنك الرب عظمته تفوق كل شيء  ثم جاء في السنة باحاديث صريحة بعضها واضح وبعضها  ملغز كمسالة اسم الامام  مثلا ثم جاء ذكره عند اهل الله من الصالحين لمن يفقه الولاية اما علماء الظاهر فيحتاجون الى غسل صفحة القلب والموت ثم الولادة الروحية وهذه حقيقة وليس تطاول ولن أطيل في هذا الباب

 

 فلماذا الأولياء اذن

 

اعلم اخي ان لله اولياء أشرق نور الجلال فيهم تعلقت قلوبهم به فهامت في جلاله ولهت عمن سواه واشتغلت به فهم المستمسكون بالعروة الوثقى التي لا تنفصم

فالعبيد الاتقياء يقال لهم الزهاد في الارض ارضيون نفسيون ويقال للاولياء عرشيون ويقال للانبياء قدسيون فكما اخد الانبياء الى مقام القدسيون فقد اخد الاولياء الى العرشيون وهم لا ينطقون عن هوى لهذا ننقل كلامهم لانهم بلغو مكانة كبيرة عند الله تعالى ودفن الحق رسائل خفية في كتبهم وكانها كنوز ثمينة يبحث عنها كل باحث عن الحقيقة فابن عربي يقول

فانظر أينك و حقق عينك فأنا المكلف أمر تأويلك و المقدس عن تفضيلك فقد وافقت أمر الحق وألحقني بالخلق وهذا لب لمن كان له قلب

وهناك كلام كثير قاله لا يتسع الوقت لذكره

وان شاء الله الان سندخل في صلب الموضوع

 

فمرحبا بكم

 

السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته

ان من كلام العارفين هذا الكلام العجيب الذي يتحدث عن ابتلاء الامام

 

  فاما غصنا قد انبته الله نباتا فمال به الى عمل من اعمال اهل الشمال تلاعب بفرعه واثر ذلك في حضره زرعه لكن اصله في ارض الايمان ثابت فما يضره ما حدث في فرعه  النابت اذ تداركه صاحب سيئاته فحماه من ذلك الهوى واماله الى طريق الاستقامه بعد الطواف وسقاه بماء الاستغفار حتى ارتوى فهنالك يقبل منه ما نوى ويورق غصن ايمانه بعد ما زوى ويقوم خطيب الاعتذار عنه وهو الصادق في ما نقل وروى ويقسم بالنجم اذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى


أعلم ان هذا الكلام واضح ومع ذلك سازيده توضيحا حتى تتضح الامور لمن يسالنا والله تعالى اعلم بالصواب الغص وهو من الغصة وهي ما اعترض الحلق بحيث يعيق مرور الهواء فهنا تشبيه بحال العبد فقد حير الباحث والعارف والسالك فكانما يقول امره ومعرفته بمثابة الغصة  فقد ابته الله نباتا اي أحسن نباته واعتنى به فمال به الى عمل من اعمال اهلالشمال فهذه الجزئية لا احد يستطيع معرفتها الا هو لهذا سميناها بالابتلاء ونعتبرها خط احمر هناك بعض الرؤى قد وضحت الامر لكن لا نريد اننغوص المهم يبقى ابتلاء تلاعب بفره واثر ذلك على زرعه اي انه امر ثانوي مجرد فرع من الاصل لكنه اثر عليه في جزئيات اخرى لكن المهم ان اصله في ارض الايمان ثابت فلا يحركه ابتلاء مهما كان يبقى همهالله وحبه الله وعبادته الخوف والرجاء ثم بعد ذلك يعفوالله عنه ويوجهه للاستغفار فيتوب العبد ويعتذرفي حضرة مولاه فيقسم بالنجم وهو مقام يشترك فيه الحفيد بالجد فرغم كل شيء فما ظل هذا العبد وما غوى ولن ينطق عندما ينطق عن هوى ويقول الشيخ ايضا في شان الابتلاء


بعد الظلمة الاخيرة يستفيق من غشيته ويحظى من ربه بتوبته ويعلم عندها سر طينته وخميرته فيعلم ان الله سبحانه ركبه والفه وطيبه

 

ويقول أيضا


عجبا كيف تترك القلب ميتا
وحياة القلوب في ألفاظك


أي كيف لا تهتم بقلبك العاشق للخالق ولا ترويه بالذكر ولا تحييه بنسيم الشوق فالفناء يظهر باكتمال العشق والعشق يولد بنسمات الشوق وحياة القلوب في الفاظك اي تتكلم عنها وتشارك من حولك بها من اصدقاءك و أهلك عامة من أصول وفروع  لهذا يتعجب الشيخ من هذا و ها هنا اشارات واضحة وتفاصيل ناطقة بأحوال العبد وهنا جمال هذا السر هنا سر السر هنا حكمة الخالق في زرع أسرار تظهر لطيفة لكنها  تنطق وتنبض بالحقيقة ولا عزاء للمنكرين

 

اذن كما قيل في حقه فهو الذي يظهر بالاضداد و النقائض أو قل تلك الحقيقة المطلقة التي تقبلُ النّقائض والأضداد و هذا المفهوم الغيبي الجميل المبهم اتخده العديد عنوان دون ان يفهمو عمق معانيه و خطورة مبانيه فكن بالضد تنتهي بقيومية وبتمكين و بتصرف هو في الباطن أما الظاهر فلا نرى الا عبدا من العباد وهذا الامر معروف لاصحابه فالمهدي يعرفه أهل الوصول الأمناء ويعرفه أهل العرفان الحقيقي ويشهدون تلك الحقيقة فيه سيرة ووجها بملامح وجهه وخلقته

 

و مما قاله العارفون أيضا ان الامام

 

يسعى بين الملكوت والجبروت يكون في قبضة الموت والحياة والحركة و السكنة والحسنة والسيئة والخير والشر والنفع والضر وكل ذلك كما قلنا  من الإبتلاء

فهنا المعنى واضح سواء اردنا ام لا فهو جامع للحسنة والسيئة والخير والشر كما قلنا هي حكمة الرب في هذا الخليفة

 

و في نفس المعنى وبتفسير  عرفاني رباني يقول الحكيم الترميذي

 

رحمه الله تعالى في حق المهدي ان الله عز وجل خلق هذا الادمي وله قلب وهو وعاء لتوحيد الله ونفس هي وعاء للإبتلاء فصدره ساحة لصراع القلب والنفس لهذا قيل أوج و حضيض فروحه بشرت بالنجاة و ابتلاءه يعيق السير ويضيق الصدر فهذا بحد ذاته تناقض وقال لما سئل فما حال هذا الذي تصفه بهذه الصفة في وقت المقدور عليه من الابتلاء قال:حاله لا يوصف لأني لو وصفت لن أصف جزءا من عشرة ألاف مما يحل به إذا وقع في المقدور عليه من الإبتلاء بأسهم الشيطان المسممة بسحر الايماء والتمويه ثم إذا انتبه منها فكل شعرة منه تصرخ لله ندما وكل عرق يئن إليه ألما وكل مفصل منه يتطاير هولا وذهولا و نفسه تدهش وقلبه يهيم فإن عاد إلى مطرح الجلال تكاد نفسه تزهق فما إن يلاحظ محبته تتسل الى أوجها حتى يشتعل نارا يحترق لبه ويتقطع كبده و كأن مصائب الدنيا تراكمت على صدره لا يطمئن إلى شيء حتى يكون الله هو الذي يرحمه ولا يزال هذا كيا على قلبه كلما تذكره فاضت عيناه وجعا حتى يعطف الله عليه فيطمس ذلك منه 

 

ومما قالوه أيضا

 

وله في وجوده المنقوط ثغر يقينه في مرتبته وما ان يدرك أثار حكمته ويحضى ببعض مقاماته حتى يتوب وينيب فتكتمل توبته ويرزق بحقيقة التوكل.

أي له ثغر في يقينه عنمرتبته لكن عندما يدرك والله أعلم متى ستكتمل التوبة أي هناك شيء يستحق التوبة منه

 

ويقول الشيخ ابن عربي رحمه الله عن المهدي  ويريد الشيء ويريد ضده أي أمرين متناقضين في نفس الوقت وما هذا إلا لأنه الخليفة في الأرض وقال أيضا ثم الحاقه بالنقض والشد والربط والنقص والحط وهذا عينه أنه طلب الأعلى من المقامات فالحق بالنازل منها كل هذه العبارات هي دليل على الابتلاء الشديد وهذا من باب كما يقول الشيخ

وقع هذا الامر لحكمة لطيفة و سر عجيب وهو ان الله عز وجل لما أوجد هذا الخليفة على ما وصفناه من الكمال الروحي أراد أن يعرفه سبحانه أنه فقير ولا حول له ولا قوة إلا لسيده ربه عز وجل ولهذا أوجد له منازعا ينازعه فيما قلده وهذا المنازع هو امير قوي مطاع يقال له الهوى ومصطلخ الهوى قد تكرر اكثر من ثلاث مرات لهذا الامر مربوط باسحار ونساء او شيء من هذا القبيل قد نتعرض للانتقاد لقولنا هذا الكلام ممن ينتظرون مهدي معصوم و قاهر الى غير ذلك فهذه مجرد عتمة وستمر ليشرق نور الحق ولن ياتي ذلك الا

بالإنكسار و التذلل وفناء الباطن  حيتنها يجيئه مدده الروحي ليتطهر من تركيبه العنصري فيصير الخليفة الكامل روحا  مطهرا عن الأكوان

 

 

تعليقات
3 تعليقات
إرسال تعليق
  • Unknown
    Unknown 27 مارس 2022 في 4:10 م

    واي تعليق في الوجود سوى شهادتي لا اله الا الله سيدنا سيدنا سيدنا محمدا رسول الله صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون وسلم

    إرسال ردحذف
    • Unknown
      Unknown 27 مارس 2022 في 7:55 م

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

      إرسال ردحذف
      • Unknown
        Unknown 28 مارس 2022 في 1:06 ص

        احبك في الله اخي احمد

        إرسال ردحذف



        وضع القراءة :
        حجم الخط
        +
        16
        -
        تباعد السطور
        +
        2
        -