بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
قال ابن عربي ..
ذاك الفتى يلبس الجرموع عند سفره .. وقت صلاح نفره ..
الشرح ..
حينما يترك اهله وسهله كما ذكر العارفون وكما ذكر الامام علي ان الامام يودع الاهل والسهل ..
يلبس الجرموع .. اي يلبس حلته الجديدة .. وهي .. تغير احوال من ممنوع ومعطل الى انفتاح الدنيا عليه على مصراعيها .. فيبدأ تاركا متعلقا يتمتع بالكره لما دون مولاه ليبدأ بالحثي بلا عدد وولي في ايام خلال رحلته يأتي بعدها ويعود باية تذل رقاب معارضيه .. هي خلوة بإتراك وتعلق وحيد معه النفس فقط ذاهب بها الى حضيضها وازهاقها بماذا ..
انظر للمشهد ..
يترك كل شيء اهله وسهله اي اقرب من هو اقرب اليه ومكان سكناه الذي اشار اليه بسهله .. فيجعله وحيد .. ونفسه معه فقط .. فاي نفس تطلب وهو مفارق .. فيدوسها بترك ما تطلبه بالا مبالاة لمن حوله .. ولا يلتفت لما فُتح عليه منها .. ويستجدي مولاه حيث الا هو يقدر على انقاذه من حالة الإتراك الشديدة .. (تخيل حالة الفراق ومعناها تفهم القصد ) قال يودع الاهل والسهل .. وقال يترك .. وهذه اقصى حالات الابتلاء لماذا ..
عاش حياته الفائته اصلا لم تشارك النفس القلب فيه اي شيء .. ممنوع ومعطل .. اي لم يذق منها ما زينها الله به .. بل وابتعد به عن علاقاته الاسرية ببعض اظهار بأنه سيء او ما شابه فيتركوه بالابتعاد عنه (لا اب له ولا جدود ) وانهاء علاقاته التعاملية باظهاره الجاهل فلا يؤبه له آنذاك كما ورد في سطور العارفين .. الا الله يحنو عليه فلما ينفرد به بالإتراك يلقي بكله في الاحضان كالطفل يسمع صوت امه فيضج ضجيج الفاقد .. تعالى الله لكنها هكذا الصورة .. فيفتح عند صلاح نفره اي حاله يفتح عليه الدنيا لكن بفراقه والفقد لا يأتيها حيث يشتد عليه ما سبق من وحدته القديمة ..
هنالك بهذا ..
وما يلبسه اي يحمله من جرموع اي حالته التي ذكرناها عند صلاح نفره اي بداية حقبة جديدة في احواله .. يذهب ليعود بآية تذل رقاب معارضيه ..
عين الحقيقة