اخر الاخبار

مسألة الامام والخلافة : معنى الدهر في المهدي




 بسم الله الرحمان الرحيم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد 


وبعد


الحمد لله الملك الجبار مالك الملك ذو الجلال و الإكرام نحمده حمدا والمقام أسرار ونبدي السرور والفؤاد يغار في طلب المعاني والحقائق و كشف الأنوار و أصلي و أسلم على سيدي و حبيبي المصطفى المختار

 

 وبعد

عندما نذكر مسألة الخوض في مسألة الإمامة والخلافة بشكل عام على مستوى كل زمان فان الأمر أعظم من أن نتحمله وبهذا نقول ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به وانصرنا على إبليس وكيده والنفس و أغوارها فكل من يضع قدم في هذا الباب إلا وشدد عليه الرقابة والوساويس حتى يهلك دون ذلك لهذا لبد من التحصين خاصة في هذه الظرفية التي انتشرت فيها الطاقة السلبية بسبب إغلاق المساجد نقول وبالله التوفيق والسداد إن هذا الأمر لهو الجلل الأصل الناس طوائف في هذا الباب والمراجع قليلة ومطلسمة بألغاز مقصودة من رب العزة علم من علم وجهل من جهل نعم هناك حكمة من كل ما نحن فيه هي إرادة الحق ودائما نقول ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به من كان يؤمن فهو امن ومن كان على شك وارتياب فسيظل في شكه وذلك قدر وسعه وحظه أن أمر الإمامة جعلت الناس أصناف فهناك الواصل وهناك الحاصل وهناك من عقله طار بلا ذكر أسماء ولا أظن من يتابعونهم إلا ضحايا موسوسين فكيف يتركون اليقين ويتبعون من لا يفقهون في علم الطريق تمكين لقد تحدثوا كثيرا عن الإمام ولغزوا تلغزا يرام واليوم إن شاء الله سنخوض في شرح أبيات للشيخ لعلنا نتوفق في إيصال المعنى المطلسم فيها ونخرجه للعموم وينتفع الناس بالعلم المصون والله تعالى أعلم بالصواب

 

يقول الشيخ

فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه
لأعجزت العبارة والرقوما
ولكني سترتُ لكونِ أمري
محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشف
لعين صارَ بالتقوى سليما

 

 

محاولة شرح

 

لو أظهرت معنى الدهر فيه:

 

 الدهر مدة حياتنا الدنيا فلو أظهر تلك الحقائق الكشفية من باب علوم الأولياء وهو علم رباني فيه تتحقق العبادة المحضة ويدرك الغيب الجزئي فما تحدث من تحدث من فراغ أو مراهقة وتحدي من صراع بالعكس بل نور وتوفيق عظيم لمن كان أهلا بعد تمكين ويقول الشيخ في هذا الباب:

ومن أتته من الرحمان أنباء

لا يدفع القدر المحتوم دافعه

إنا لنعلم أنواء محققة

وقد يكفر من تسقيه أنواء

ليس المراد من الكشف الصحيح سوى

علم يحصله وهم و أراء

إن الذين لهم علم و معرفة

قتلى وهم و أراء

إن الذين لهم علم و معرفة

قتلى وهم عند الله أحياء

ويقول أيضا عن الإمام صيرني للذي تراه على عيون النهى غطاء من خير أو ضده جزاء وهو صحيح بكل وجه أثبته الشارع ابتلاء ثم قال والجود ما زال مستمر... نتوقف هنا ونعود لنقول

 

 من لا يرى الحقائق ويستشعر الرقائق  فيقال له طوع نفسك ولا تبتئس ويقال لمن يعاند أو يشاكس إن لم تفهم مقالنا وكنت تنكر بتعالي فاعلم أنك من المعنى خالي وربما جاهلا بمقامات الإحسان فلو أظهر معنى الدهر أي معنى حقيقته على طول الدهر من بداية الخلق وماكان له من عناية سبق إلى التبشير به على لسان الأنبياء ونخصص بالذكر سيدنا محمد الذي قال لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا  فحقيقة الدهر منه التي تحدث عنها الشيخ هي عينها أن الدهر لن ينتهي حتى يظهر ولو انتهى ولم يبقى إلا يوم كان لزاما أن يظهر والعناية تضرب  وترد على كل من يريد أن يقول أننا نغالي فالرب وهو خالقك من نطفة من سيبعثه كما جاء في الحديث الصحيح فتنمر بكلماتك التي لن تتجاوز فيك فنحن لا نتأثر بكلامك نهائيا لأننا نعلم ما نقول وما نخوض فيه بارك الله فيك أخي  ولتعلم أن هناك عين أصغر وهناك عين أكبر من جهة الخلافة والتدبير حيث قال الشيخ عنه ويختص بالتدبير من دون غيره إذن قصده هو أهمية هذه النشأة بالمواكبة مع الدهر باعتباره الخليفة

 

لأعجزت العبارة والرقوما :

 

 

أي أن أردت أن أخبركم بعظيم ماله عند الله من النصبة وما يعكسه مقامه في عالم الولاية من شأن عظيم  لعجزت العبارات في توصيل الأفكار المطلوبة والرقوما  ليس هو اللوح أو الكتاب كما هو متعارف عليه عند القوم فهي هنا من الرقيم أو الترقيم  فالكتاب المرقوم الذي يشهده المقربون يستحيل أن يقال في حقه لأعجزت الرقوما من كانت همته عالية وروحه شفافة عاكسة للحقائق الربانية سيرى الكون كله من أرقام روحانية وحروف مطموسة علوية ممشوقة بعناية فائقة يصعب وصفها أظنها عربية أو سريانية كلها تتشكل وتتواصل وتكون قناة للتواصل بين الولي وربه فهي بمثابة خطابات ربانية ولهذا يقول العارف الكون يخاطبك بطرق مختلفة فهناك من يفتح مصحف وهناك من يسمع فال من غيره وهناك من يرى رؤيا أو مشاهدة و أقصد الرؤيا الصالحة  التي نعمد إلى نشر بعضها في قناتنا لتكون لنا بشرى خير وكمواكبة لعالم الغيب

 

ولكني سترتُ لكونِ أمري محيطاً في شهادتِه عظيما :

 

 إن الله سبحانه إذا أراد أن يحدث شيء أشار إليه بعلامات وهيأ الأسباب فمن أدركها تقدم وجوده وخرج من عالم الشهادة لعالم الغيب فيظهر الإدراك عن طريق الإلهام  الطيارة أو الفال وغيرها وهناك أمور عظيمة أخرى فقط نحتاج إلى أن نغدي  مسام القلب بوقود الذكر و نسقيه بماء المحبة  فالمهدية إخواني شهوة تريح الجوارح وينتشي منها القلب و إذا غلبت الشهوة بقي العقل لا حكم له وبذلك يطغى الوسواس ويكثر الادعاء نسأل الله الهداية  للجميع ... نعود للموضوع  لقد ستر الشيخ أمره رغم كل ما نقرأه ونتطرق إلى معانيه لأن الأمر مستور من الأصل كما نقول دائما حتى الاسم وحتى الجسم وغير ذلك فسبحان من أخفى عن العين ذاته  لكن حينما يأمر الحق بوصول الوقت كما يقول الشيخ يختص بالتدبير من دون غيره ثم قال حينها يهتز غصن العدل بعد سكونه و يحيا نبات الأرض و هو هشيم ثم قال ويظهر عدل الله شرقا و مغربا على يد الإمام فتدبر أيها اللبيب أمورا قيلت بين الإفصاح والتلغيز تنل علما وذوقا إن شاء الله فأمر الشيخ وعلمه ودوره هو محيط في شهادته أي شهادة الإمام وإقراره بنفسه وصراحته مع ذاته لا يوجد و المحيط يشمل كل شيء بدون زيادة ولا نقصان أي نال الكمال في ذلك والله تعالى أعلم

فغطيتُ الأمورُ بكلِّ كشف لعين صارَ بالتقوى سليما

حينما قال غطيت الأمور بكل كشف نستحضر قوله تدبر أيها الحبر اللبيب أمورا قالها الفطن المصيب و حقق ما رمى لك من معان حواها لفظه العذب العجيب ونتذكر قوله أنا أكثم السر فأوضح لي الأمر فقد زال النكران و طرد الشيطان وصف لي الخبر أني اسلم وعلمني فاني أتعلم  ويقول اتصفت بالتحصيل وهيأني الحق للتقديم و رشحني للتفصيل غطى الشيخ بالكشف والتوفيق الرباني وإلا فلن يصل بعلم الشريعة لذلك المستوى من التلغيز والوصف البديع والشعر الفصيح طبعا لا لولا توفيق الله  لعين صار بالتقوى سليما العين هنا هي النشأة الإنسانية التي تقوم عليها كل هذه الأبحاث و النقاشات و الرؤى وغير ذلك أي الشيخ ساعده الكشف الرباني في إيصال معاني فوق اعتبارنا وفهمنا هي كوحي بحكم الكشف وهي قناة للعبور خاصة وانه قال صار بالتقوى سليما فهنا تصريح دقيق أن العبد في ابتلاء شديد حتى أنه أعطاه الشفاء من الداء قال بالتقوى فإذا كان الابتلاء ذنوب فهذا أصعب ابتلاء فإذا كان النبي في بين قوسين وأدنى ثم نزل لمواجهة كفار قريش فالإمام شرب من نفس الكأس من قاب قوسين في مقام الفناء إلى مواجهة النفس في أقصى شهوتها وهيجانها وهذا مقر الضد وصلب الاستخلاف والله تعالى أعلم بالصواب و الشيخ يقول  لو أن النور يشرق من سناه على الجسم المغيب في اللحود لأصبح عالما حيا كليما طليق الوجه ولو حللنا هذا الكلام لفهمنا أنه في حكم المغيب و بوجه حزين و الشيخ يقول من فهم الإشارة فليصنها لأنها أسرار ربانية وسلعة الله غالية وهو يصرح في بيت شعري واضح أن الختم هو الإمام حيث قال ولما كنت مرضيا حصورا كان إمام وقت الشمس ميما  يقول الشيخ العديد من الناس حجب عنهم عالم غيبهم و حرموا اكتساب اللالىء و الدرر و حيل بينهم وبين الأسرار لهذا ندعو الإخوة الى عدم التحجر وفتح القلوب للكلام الصادق حتى يجد محله  والله هناك كلام كثير لنقوله ولكن نترك ذلك لموعد لاحق حتى لا نطيل...والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته...

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -