وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
كلام الامام عليه السلام للشيخ ابن عربي رحمه الله
🌲وإن كان بعض ما سألتني عنه لم أعرج عليه ولا طلبته منه 🌲
قد يستغرب البعض ويقول لا ! لا يصح هذا الكلام يا هذا ! كيف يلتقي ابن عربي الذي عاش في عصر ابن رشد وجلال الدين الرومي وهو المزداد بتاريخ ( 468 هج ) بالامام المهدي الذي لم يظهر بعد وان اقترب ظهوره للأمة. نقول والله أعلم : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف فلقاء الروح بتخاطر ممدوح وليس شيطاني مقدوح فمن عشق روحا حضرت معه و يمكن رؤيتها يقضة أها!! كيف؟ نعم كيف ! ورد في [صحيح البخاري] عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي فكذلك الشيخ قد يكون رأى الإمام يقظة يقينا وعيانا وأخبره بما أخبره ودون ذلك في كتبه بمعاني مبهمة في زمانه لتبقى محفوظة حتى زماننا هذا وهو زمان الإمام ففيه يرى ما دون وما سطر لحكمة الله في تعريف العبد بنفسه ولا تكون هذه الخصوصية إلا لمحبوب. لقد أخبر الامام المهدي ابن عربي في زمانه من باب إلهام أو كشف أرواح كما قلنا و قال له ما سألتني عنه في دعاءك أو مناجاتك لم أعرج عليه أي لم أسعى جاهدا له ولا طلبته أي لم أقل لربي أريد أن أكون مهديا ولا طمعت في ذلك المقام فقط هو جود إلاهي منه سبحانه فسبحان من اختار وشاء وقدر ودبر فأمر هذا والله تعالى أعلم....
🌲 فإن الطريق الذي سلكت عليه 🌲
هنا يصرح الإمام عليه السلام بمقامه ويخبر الشيخ بأعظم أسراره فقال له إن مقامي لا يراد إلا لي لا ينبغي لأحد هكذا كانت إرادة الواحد الأحد لما اصطفى من اصطفى منذ الأزل وهو مقام الفردانية أي فريد فقد قلنا من قبل أن خزائن السعي هي للأولياء وهناك خزائن المنة وهي للأنبياء أما المهدي فبينهما فهو ينال من هذه ومحسوب على تلك فباجتماعهما يكتمل وصف الختمية ويعتلي عرش الفردانية وهي أنه فريد من نوعه ونوعه هنا هم الأولياء فهو بالفطرة مجبول عليها والله سبحانه سمى نفسه الولي ولم يسمي نفسه النبي فافهم تسلم.
لو انتبهنا قليلا نجد أنه قال سلكت عليه ولم يقل سلكت إليه فلو كان سالكا طالبا موردا لقال سلكت عليه ولكن بحكم كونه مراد فقد سلك عليه بعناية ربانية ولم يدري ما يتضمنه الطريق من أرق وتعب وحيرة و هذا عادي في حق السالكين لأن المطلوب وجه الحق سبحانه فطبيعي المعاناة من ويلااات الطريق وأهوالها هذا والله أعلم.....
🌲والمقام الذي طلبته وانفردت إليه🌲
المقام يظهر معناه من خلال هذا الكلام أظنه للامام الشافعي وهناك مثله عند ابن عطاء الله السكندري [ إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيم استعملك و فيم أقامك ] فهناك من اختصهم الله بمحبته وقوم أقامهم الله في خدمته وقوم في الدعوة له سبحانه وقوم تاهوا في جماله كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا كل ومقامه أما مقام الإمام الذي وصفه هنا هو فعلا طلبه لأن ابن عربي يقول عنه طلب الأعلى من المقامات فالحق بالسفلى والعدول عن الطريقة المثلى وهنا الحكمة في جمعه بين الأضداد ولا تسألني عنها أخي الحبيب فقد شرحناها بتفصيل في مقال سابق. يقول وانفردت إليه أي جعله الحق فريد في هذه المكانة وهي ختمية الولاية والله تعالى أعلم...
🌲الذي هو مقام فردانية الأحد ونفي الكثرة والعدد 🌲
عندما نقف على هذا الكلام ونجده مكرر عند الحكيم الترمذي بنفس المفهوم نعلم أنهم يأخدون من منبع واحد وهو منبع رباني بكشف وإلهام صادق فقد قال أن مقامه مقام الفردانية ليس من باب العظمة والأحدية بل فريد من بين الأولياء لماذا!! لأنه اختص بمزيد من العناية ومزيد من العمر ( لطول الله ذلك اليوم ) ومزيد من التوفيق فالفردانية في مناجاته و سلوكه وتحققه بربه ونوره المودع فيه فليس كغيره فهو قادر أن يكون [ قاب قوسين أو أدنى ] دون غيره وله [ ما ضل صاحبكم وما غوى ] وله [ الم نشرح لك صدرك ] وله [ والرجس فاهجر] وله [ وهذا البلد الامين ] وله [ وثيابك فطهر ] وله [ ما ودعك ربك وما قلى ] وغيرهاا... لهذا اتصف بالفردانية للعناية السابقة ونفي الكثرة والعدد أي لا يجوز المقارنة بهذا المقام أو قول هما اثنين كما قيل ولازال يقال هو واحد فرد من بين الأولياء وهم يعلمون ذلك
وكتوضيح أكثر فنفي الكثرة والعدد أي أن هذا المقام يفرض الإلمام به وعدم اشراكه بغيره أو التدليس عليه لا مدعين ولا أولياء عارفين فقط إمام واحد خصه الله بفيض الكرم واعتنى به منذ الأزل وابتلاه أشد إبتلاء ثم عفاه ورزقه من الكمال ما يريح به الدنيا من الأهوال و كأنه يقول حينما تتحدثون عني فلا تقارنني بأحد لأنه مقام الفردانية فهو الفريد الشريد الطريد العنيد والله تعالى أعلم....
🌲 لا يصلح معه التعريج على كون ولا يقبل منه إلا ما تحققه عين🌲
يقول ( ابن عطاء الله السكندري ) أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون فإذا شهدته كانت الأكوان معك فعموما الناس مع الأكوان أي مع عظمة المخلوقات بكل أنواعها و أشكالها فأنت محصور في عظمتها لأنك لا تشاهد المكون فكذلك الذاكر هو مع الذكر حتى يستحضر المذكور والنتيجة أن الأكوان تكون معك ويقول أيضا الكائن في الكون ولم يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته ومحصور في ذاته ولما قال لا يصلح معه التعريج على كون أي أن الأكوان معه وربما في خدمته فهنا لا يقبل من صاحبه إلا ما تحققه عين أي عين اليقين الأمور المشهودة من حقائق ربانية مستورة في غيب الغيب....
🌲ولما لم تتعلق بحوادث الأكوان همتي ولا تشوقت إليها كلمتي🌲
حوادث الأكوان أي ما يشغل العارفين من الهامات ومحادثات مصدرها من الله عبر الكون فمن شهد أنسا ومن شهد عتقا ومن نال كرامات ومن خصه بمشاهدات ورؤى في منامات كل هذه الأمور يقول لم تتعلق بها همته ولا اعترف بها لأن همته اخترقت الحجب وانشغلت برب الأكوان و الكرامات فالحق جعله في هذا العالم بين ملكه وملكوته ليعلمه جلالة قدره بين مخلوقاته وأنه جوهرة تنكوي عليه أصداف مكوناته وسعه الكون من حيث جثمانيته ولم يسعه من حيث ثبوت روحانيته فهمته لم تتعلق بالأكوان. يقول ولا تشوق لها حتى في كلماته هكذا تحدث عن نفسه بنفسه أي لم يتحدث عن ذلك نهائيا والله أعلم....
🌲 كان الحق سبحانه وتعالى وجهتي ونزهتي عن ملاحظة جهتي🌲
يقول لما لم أتعلق بالأكوان فقد تعلقت بالمكون لدرجة أفناه عن نفسه لأنه قال عن ملاحظة جهتي فانتفى حينها الأين و أشرقت شمس الحب و أنارت المحبة الالاهية على صفحة وجوده فأصبح لا يرى إلا خالقه ولا يريد سواه وهنا تم ارجاعه إلى السفلى وهنا اتصف بالأضداد وصار فريدا عنيدا ينتظر تسديد شديدا ينتقل به من ابتلاء مديد إلى سماء التمكين والتفريد لينال القيومية في يوم عيد والله أعلم.....
🌲 فكنت لا أشهد أينا فكيف أبصر كونا
لازال يتحدث عن الأين والكون أي من عشقه واصطلامه في معبوده ما كان يشغله أين غاب عن المكان لأنه بالله ومع الله ويقول فكيف أبصر كونا أي يستغرب إذا كنت لا انشغل بالأين فكيف انشغل بخطابات الكون والله أعلم هي مشاعر متقدمة وعلوم ربانية مكتومة مختوم عليها من كان يرجوا لقاء الله فليعمل عملا صالحا وأيضا الذين أمنوا أشد حبا لله نتوقفن هناا حتى لا نطيل والسلام.....