بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
نعلم جميعا أنه لابد لمن يخوض في الأسرار من محبطين لابد من مخالفين ولابد من محايدين ثم لابد من متنطعين بل يصل الأمر للمرضى مرض نفساني نسأل الله تعالى اللطف و بيد أن الاختلاف رحمة يبقى الخلاف أمر مذموم فعندما تختلف مع أحدهم حول موضوع ما فقل الله أعلم قد يكون هو على صواب وأنت المخطىء هذا من جهة ومن جهة أخرى وهي صلب المنشور كان قد راسلني صديق من قبل يقول إذا كانت الرؤى تخبرنا بأن المهدي إنسان عادي و أشعث و أغبر كما تقول فما الذي يميزه حتى كان مختارا وقائما و مهديا ومنتظرا وخاتما ولماذا كل هذه الضجة التي لا نعرف هدفها أو الحكمة منها؟؟؟
وعليكم السلام أخي الكريم كإجابة على هذا السؤال وهو سؤال غاية
في الحكمة و آية في الامعان نقول ولله التوفيق في الأحوال و
الأقوال سائلين الله أن يأخدك من محل النفس إلى محل الولاية ليكشف عنك الغطاء و ترى الأسرار وما خفي من الأنوار.
نقول كل مافي الأمر أن تركيبة الانسان كمخلوق بشري ومستخلف لها وجهان روح ونفس أما الروح فتسعى للرقي للأعلى وهي الملائكية وأما النفس فتسعى للأسفل وهي الترابية وأيضا من أجل الرقي بالروح لبد من وقود وزاد يدفع بالروح للأعلى والسمو بها وهذا الوقود سر أو لطيفة مودعة في القلب فمن صفى قلبه أدرك الأسرار والأنوار ورقت روحه ومن غاص في الشهوات والذنوب اسود قلبه و قسا وغابت عنه الحقائق السامية والمطلوبة فكل من ينكر وجودها فلأنه لم يعطي لروحه فرصة الرقي في الملكوت والتدبر في آيات الله تعالى فبها فتح الله على العارفين ونالوا الأسرار والتمكين فكن منهم ترى و تنفي كل ما قلته من قبل وتعتذر لمن شتمته وكذبته ماذا أفعل لك إنها مسائل تنال بالذوق والشوق والعشق لا طريق اخر.. ..
نعود للسؤال مالذي ميز هذا العبد من بين العباد ؟ مالذي ميز إمام اخر الزمان حتى ثم اختياره كخليفة ؟ ولماذا هو من بين البشر ؟ وهل نحن نغالي في الحديث عنه وفي نشر الرؤى وغير ذلك...
نقول إن الله سبحانه مدبر الكون وخالقه قال أنه مستعد أن يطول اليوم على غير العادة ليظهر هذا العبد الله سبحانه مستعد أن يغير من قانون الكون في قول الرسول عليه السلام ( لطول الله ذلك اليوم ) فكيف تعتبرها ضجة بل نراها نادرة وقليلة في حق الخليفة سواء من رؤى أو مناوشات محمودة يقول الشيخ : ( إذا ما بقي من يومه غير ساعة إلى ساعة أخرى وحل صريم ) ويقول : (ويظهر عدل الله شرقا ومغربا ) أي بظهوره و يقول : يجب أن تجعله إمام عليك وتطلب منه الأداب الشرعية في الظاهر والباطن و تبايعه على الإصلاح وقال : أن الله دعاه لهذا الفتح فوق حكمة الغرس فلبا طائعا لذلك نقول ما يميزه هو كونه مجذوب فهو عبد محظوظ خصه الله بالظهور في اخر الزمان ليمحق الباطل ويحق الحق هو صاحب العناية و الولاية بالأصالة كما يقول الترمذي أن الله خصه بفيض الكرم أي عطاء من الإرادة الالهية وهذا لا يناقش لأنه عنصر الاختيار ولهذا يسمى بالمختار.
ما يميزه أيضا عنصر القلب كما جاء في احدى الرؤى الصادقة أن الإمام يملك أطهر قلب وبالتالي ألطف سر وبالتالي هو سر من الأسرار كجوهرة النادرة و الثمينة نعم هو القلب و ما أجمل الحديث عن القلب فهو جوهر السلوك "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" فالسر كل السر في القلب، وجاء عند الحكيم الترمذي في الفصل الرابع عشر وهو فصل البشرى قيل وما صفة هذا الولي الذي هذه بشراه قال ان الله عز وجل خلق هذا الادمي وله قلب هو ( وعاء ) لتوحيده ونفس هي وعاء لشهواته والصدر ساحة للنفس والقلب ويقول قلبه هائم ونفسه داهشة اذا لاحظ جلال الله كادت نفسه تزهق واذا لاحظ محبته تكاد اشتعل نارا تحرق مصارينه وتلهب كبده والله من يرحمه والقلب يصبح حي مع الخشية والعلم ينال من الفتح فاذا فتح الله له شاهد الأشياء ببصر قلبه ولما التزم قلبه بالخشية حشي بالمحبة فاذا أحاط الانسان بهذا الوصف وتحقق بهذا الكشف من ارتقى عن درجة الأجسام زال عن الأوهام....
إن القلب هو مقعد الصدق ومحل أسرار الحق هو البحر المحيط المعبر عنه بالعلم البسيط يقول الشيخ ولما سرى القلب الأعلى وصار إلى عدن غازله حور بها عين هذه الأخبار توجب كتمان الأسرار حتى لا يقع الانكار فيوجب الاعتذار والقلب يلتذ في تقليب مشهده بكل وجه من التزيين ضنين لذلك يعرف السبعة الأعلام ومعهم الخاصة عند الكعبة يعرفون المهدي عليه السلام، يعرفونه بسر القلب، فإن أصحاب المهدي الذين يبايعونه البيعة الأولى عند الكعبة بين الركن والمقام هم خاصة الله تعالى وأهل كشف إلهي وأهل علم بالله من أعلم أهل الأرض بل أعلم أهل زمانهم وأصدق أهل زمانهم وأعلمهم علما
بالشريعة والحقيقة، مؤيدون بروح القدس، فيعرفون المهدي برؤيته،
بعلاماته وسمته اللائح على ظاهره ووجهه، فوجهه من أحسن الناس
صورة وسمتا، سمته وملامحه دالة على فتى كما يسميه الشيخ فهو مرقوم بالعزة والجلال ومرقوم بالرحمة والصفاء، وكذا فإنهم يعرفونه بقلبه وسره وللحديث بقية ....والله أعلم