بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
يقول الشيخ أريد أن أضع لك في هذا الكتاب أسرارا وأرسل سماءها عليك مدرارا فأوضحت لك أول قصدي وجعلته
قصداشرعيا ومقاما جمعيا فإنه إذا كان القصد بهذه المثابه وهو البدايه فما ظنك بالنهايه وأين من يقدر قدر الغايه.
كتاب عنقاء مغرب هو كتاب في التصوف يعتبر من الكتب المشهورة للشيخ الاكبر محي الدين ابن عربي تكلم فيه على الكثير من قواعد التصوف واصوله واركانه وتكلم على موضوع الامام المهدي وتكلم فيه عن الولايه العامه وعلى كثير من الامور المتعلقه بالتصوف.
الاسم الكامل للكتاب هو كتاب عنقاء مغرب في ختم الاولياء وشمس المغرب تحدث هذا الكتاب عن شخص الامام الختم او الامام المهدي حيث يسمى بالامام الخاتم عند العارفين ويسمى بالامام المهدي عند علماء الظاهر وعندما نقول علماء الظاهر نقصد من يهتمون فقط بالجانب الظاهر من العبادة كالهندام وطريقة الوضوء و الصلاة بالتفصيل و هذا امر مطلوب طبعا والله تعالى اعلم بالقلوب ولانحكم على أحد عموما هناك الجانب الروحاني وهناك الجانب الشكلي ويجب الاعتناء بهما معا.
هذا الكتاب تحدث فيه الشيخ مباشرة مع الامام وقال له :
تدبر ايها الحبر اللبيب.... امورا قالها الفاطن المصيب
وحقق ما رمى اليك من معاني .... حواها لفظه العذب العجيب
ولا تنظره في الاكوان تشقى.... ويتعب جسمك الفذ الغريب.
يقول الشيخ كنا الفنا كتابا روحانيا اسمه التدبيرات الالهيه في اصلاح المملكه الانسانيه تكلمنا فيه على ان الانسان عالم صغير مسلوخ من العالم الاكبر فكل ما ظهر في الكون الاكبر فهو في هذا العين الاصغر ولم اتكلم في تلك الاوراق على مظاهرات الانسان بالعالم على الاطلاق ولكن على ما يقابله من جهه الخلافه والتدبير... يقول بينت فيه ما هو الكاتب ومن هو الوزير والقاضي العادل والامناء والسفر والسبب الذي جعل الحرب له بين العقل والهوى ورتبت فيه بين مقابله الاعداء ومتى يكون اللقاء ونصرته نصرا مؤزرا وجعلته اميرا مدبرا وانشات فيه المماليك واقمت ببعض عالمه الحياه وبعضها المهالك وكمل الغرض وامن من كان في قلبه مرض وكنت نويت ان اجعل فيه ما اوضحه تاره واخفيه واين يكون من هذه النسخه الانسانيه والنشأة الروحانية مقام الامام المهدي المنسوب الى اهل بيت النبي لكني خفت من نزعه العدو الشيطان ان يصرخ بي في حضره السلطان فيقول لي على ما لم انويه واحصل من اجله في بيت التشويه فسترت بالغيران الشان صيانه لهذا الجسمان ثم رايت ما اودع الحق فيه من الاسرار وتوكلت في ابرازه عليه فجعلت هذا الكتاب لهذين المقامين ومتى تكلمت على هذا فانما اذكر العالمين لتبيان الامر فيه للسامع و الكبير الذي يعرفه ويعقله ثم اضاهيه بسره المودع في الانسان الذي ينكره ويجهله
فليس من غرض في كل ما اصنفه في هذا الفن معرفه ما ظهر في الكون وانما الاغراض ما اوجد في هذا العين الانساني والشخص الادمي فحقق نظرك ايها العقل وتدبر ايها الغافل واجعل عقلك اماما وبايعه على الصلاه
يقول الشيخ فمتى ذكرت في كتابي هذا او غيره حادثا من حوادث الكون فانما غرض ان اثبته في سمع السامع واقابله بمثله في الانسان فانك ان تتوهم ايها الاخ الشقيق ان غرضي من كتبي كلها الكلام في ما خرج عن ذاتي من غير ان انظر في سبيل نجاتي
ويقول أيضا
تامل يا ولي في هذا الكتاب فاني اذكر الامر في العالم الاكبر واجعله كالقشر واجعل ما يقابله من الانسان كاللبلب لسبب الذي ذكرته ان يتبين للسامع ما يجهله في الشيء الذي يعرفه ويعقله ولو وصل فهمه اليه دون ذكره اياه ما لاحظت ساعه حياه ولا عرضت لمحه بارق على معناه وانما اسوقه مثل للتقريب ومجال للتهذيب ان شاء الله تعالى في هذا الكتاب
أترككم مع تحميل الكتاب ولنا في القادم تفصيل باذن الله
😀😀😀
😀😀😀