السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد
الحمد لله الذي زين وجه الفتى بمكارم الاخلاق و جعل له فتحا بعد انطواء الميثاق له الحمد اذ حسن وجهه بترياق الاشواق وجعله محبوبا في كل الافاق ومطلوبا عند الصادقين في كل محفل أو لقاء أو رواق فكانما هوبدر الذرائع و الاشراق ونبراس الهام لكل الانصار والرفاق نحمده بقدر سيمياء الارواح وندعو لعبده بنعت النجاح والفلاح والصلاح و الافلات من ظلمات الاجساد والاشباح الى قدس الفتاح الذي سيهدي عبده من ظلمات حضيض النفس الى أنوار الصلاح لا جرم قد طهره عن المثل و المثل و أظفره على العلم والعمل و زكاه عن الحرص والامل و نجاه عن الكبائر و الزلل الى الاعتراف وقول نعم وأجل وحلاه بحلل المناجاة و حلية المناداة فاختاره بلا اختيار و حدثه حديث الحبيب في الغارو أصلي و أسلم عللى حبيب القلوب و شفيعالامة في اليومالموعود عليهأفضل الصلاةو ازكى السلام...
وبعد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يشرفني أن اكون معكم في شرح جديد من دروس شرح كلام الشيخ ابن عربي الشيخ الذي حير عقول الباحثين الشيخ الذي خصه الله تعالى بعلوم وكشف و تمكين وهو الذي يقول
وما انا باللفظ المركب كاشف...... و ماتم تصريح لذاك عيوننا
وقال أيضا
اني جعلت رسول الله خير شفيع فكن لي يا ولي اليوم خير سميع
وقال مخاطبا من ينكر ما جاء به عن الامام و العلوم العرفانية
هذا هوالحق بدا فخذ بقولي او فدع
وان شاء الله في هذا اللقاء سنشرح كلمات في حق العبد وهذه الكلمات تتجلى عظمتها كون ان الحق ارادها ان تصل هكذا بهذا الوصف وبهذه الاسطر و الابيات ففي طيها يقين يتسرب لصاحبها بذوق راقي واحساس ملكي يجعل قلبه يتقبل الحقائق وعقله يصدقها بدون شك أو نزاع داخلي وهنا أشير ان كلامنا لا نقصد به شخصا معين أعرفه أو أشك أنه الامام زمن الخلافة الاسلامية العظمى لا أبدا... بل للاسف هناك من ياخد الكلام ويسقطه على نفسه وهولا توجدبه اي علامة من العلامات التي تحدث عنها سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام نحن فقط نجتهد والكلام يقبل الخطا اكثر من الصواب كما هو شعارنا دائما وأبداوالله ولي التوفيق...
يقول الشيخ
غوى من له حكم الخلافة في الورى …..لذا جاء في القران حقا سنفرغ
غريق ببحر و النجاة بعيدة……ولولا وجودي لم يرى الحق يدمغ
غني و اني أكثر الذكر جاهدا….فقال انا عن كل ذاك مفرغ
غنيت به اذ كان كوني وجوده …. ونشئيه في قالب الطبع يفرغ
غريب تراه العين في أرض غربة …. من الأهل و المرجو منه سيبلغ
محاولة شرح
غوى من له حكم الخلافة في الورى …..لذا جاء في القران حقا سنفرغ
يقول تعالى في حق سيدنا محمد ما ضل صاحبكم وما غوى فغوى من الغي وهو جهل من اعتقاد خاطئ فغوى هنا اي حاد و مال عن الحق في شأن مسألة معينة وماهي الا أمر الخلافة ومكانته بين الورى فهو يتناولها بشكل خاطئ اوبمفهوم حاد عن الصواب وندرك ذلك بقول الشيخ
وهو في بدايته يعبد على مقتضى العادة وعلى موجب العلة والعورة وهو مرهون ببلائه و بلواه
ويقول له أيضا ولما تلتزم الوفاء بالعهود اي هناك تناقض بين مايريد وما يفعل هناك انفصام بريئ عن اضظرار هناك خوف هناك رهبة وايضا يقول الشيخ الخليفة يتصف بجميع الاوصاف الاجابية والسلبية ليكتمل الاستخلاف لكن سرعان ما تتم الهداية و الصلاح في ليلة كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما قال جاء في القران سنفرغ هنا اشارة او استعارة المعاني من القران الكريم اي سنخصص لك وقت ندبر أمرك ونوجهك للصواب ونصلح حالك ونشد بيدك ونزيل خوفك ونقويك ونرزقك القوة والشهامة والمكانة والعلم والفهم و الدراية وحسن تدبير الامور العامة والخاصة ونشفيك من ذلك الابتلاء الذي ارقك ذاك الابتلاء الذي يقول الشيخ في حقه وقع هذا الأمر (الابتلاء) لحكمة لطيفة و سر عجيب وهو أن الله عز وجل لما أوجد هذا الخليفة على ما وصفناه من الكمال الروحي أراد أن يعرفه سبحانه أنه فقير ولا حول له ولا قوة إلا لسيده ربه عز وجل ولهذا أوجد له منازعا ينازعه فيما قلده وهذا المنازع هو أمير قوي مطاع يقال له الهوى والهوى شهوة يتم إثارتها بالسحر كما قلنا هذا يعني أنه محاط بهذه الأمور رغما عنه تحت طائلة المشعوذات خادمات الشيطان وهنا كما قلنا هذه التفاصيل ليست تنقيص بل شدة الاهتمام رب العزة يخبرنا بتفاصيل التفاصيل عنه لحبه له فبين هذه الأسطر نرى حب الله له أما حسن الاستعداد أي بمجرد بلوغ الأجل المسمى سينسى كل شيء ويخرج في هيئة جديدة وطلعة فريدة يقبل كل ما يرد عليه من خطابات ربانية وتوجيهات إلهية من داخل الحضرة الربانية يعني هو على استعداد عند الإصلاح
غريق ببحر و النجاة بعيدة……ولولا وجودي لم يرى الحق يدمغ
بداية هذا البيت الشعري تذكرني بكلام جميل وهو وحيد بلا رفيق في بئر عميق تعمد في اصلاح نفسه ويأبى الخرق الا اتساعا والعزم الا امتناعا كل هذا نعت للامام ولاحواله ولمقامه وصفه بالغريق كوصف لحال انسان يعاني الالام من وضع فريد خصه الله به فهو في بحر التسويف وخذلان العهود و رغبة بشدة في المقام خاصة عندما يتحقق بالحال عند صفاء الاجواء ودخول روحه لمحراب العشق الالهي حينها يتصدع فؤاده وتدمع عينه ويزداد الالم لكن كما قال الشيخ النجاة بعيدة لان امر الابتلاء مستمر لمدة طويلة والاصلاح في ليلة لهذه الدرة التي كانت في الأذهان وهي عند البعض ليست الا هوان وأقوال وعند البعض هي الاساس والركيزة والسر في استخلاف الانسان ونرى أنه قد حال عليها الزمان لتتحصن بدرع الامان وتظهر بين الانام وتحقق مبتغى الحق منها على كل البشرية من مختلف الاديان
وقال والنجاة بعيدة ونستنتج أنها بعيدة وطويلة المدى من خلال قوله ونقمة لا تزال تصحبه ليس ذو رتبة ولا نظر أي الابتلاء يرافقه لمدة وهوليس ذو مكانة وهيبة
وقوله أيضا
شكا العهد فجاءه النداء يا حبيبي زال ذا وقت العمل وأيضا في موضع اخر شكا طول الأمد
وقوله أيضا
ان في السجن بليغ الأمل وبيت القصيد هنا قوله ان في السجن اي يطول الامر
ويقول ايضا
فقلت وهل يبقى له الوقت عندما .... نراه قال نعم و الامر فيه جسيم
ثم قال ولولا وجودي لم يرى الحق يدمغ هنا إشارة لحقيقة فرضت نفسها وهي علاقة الشيخ بالامام وقد ذكرها الشيخ في مواضع كثيرة حيث قال انا في الغيب وانت في عالم الشهادة وقال انا الموصي به غيري في غير موضع من شعري ونثري وقال أيضا
تركنا تعيين ماذكرته موقوفا -غيبيات- على نفسك حتى تتطلع على ذلك
ببصرك
عند شروق شمسك
كل هذا يدل على ان الشيخ اختاره الله ان يدون كلاما يظهر عاديا وغريبا في زمانه لكن حقيقته انها رسائل مجمدة لزمن ظهور الولي الخاتم وحتى لانطيل نشرح الكلام الباقي في موضع اخر ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يوجد كلمتين شفرهم ابن عربي ذكر فيهم ميلاد المهدي (والله أعلم)
إرسال ردحذف