اخر الاخبار

تحميل كتاب الاسرا إلى المقام الأسرى للشيخ ابن عربي من تحقيق الاستاذة سعاد الحكيم

 




بسم الله الرحمان الرحيم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد 


وبعد 


تحميل كتاب الاسرا إلى المقام الأسرى للشيخ ابن عربي 

من تحقيق الاستاذة سعاد الحكيم 


الرابط في الأسفل 


مقتطف 

من مقدمة الكتاب


 جاء زمن محيي الدين بن العربي (560 هـ ـ 638 هـ ) على هدأة من حمى الأحداث ، في ظل انفراج عهد الأيوبيين والسلاجقة .. ابن عربي

كاتب صوفي رؤيوي ، إنتمى ببدنه الى دنيا الأحداث والوقائع ، فتعلم وخدم العلماء ، وساح في الشرق والغرب ، وخاطب الناس على قدر العقول ؛ وانتمى بروحه الى عالم السيادة فيه لمحمد ﷺ ، لا يشاركه فيها مخلوق ، مهما علت رتبته في مقامات الولاية .


وجاءت كتب ابن عربي جميعاً ناطقة بهذه السيادة ، وبتفرد النبي ﷺ في عالم الكمال ؛ وكتاب « الإسرا» الذي ننشره هنا يبين بكل الأسانيد المتوفرة

للكاتب المسلم ، من عقلية وشرعية ، قرآنية وحديثية ، استدلالية وذوقية ، سيادة

النبي ﷺ على قمة البناء الروحي للعالم ، وأنه فرد وأعظم حرمة في الاسلام سر اهتمامي الشخصي بإبن عربي ،انني أنتسب إلى جمع

اسلامي ، أسسه في النصف الثاني من القرن التاسع عشر المصلح الإسلامي الكبير،والإمام الصوفي المجدد السيد محمد الدندراوي ، الذي يلتقي مع الصوفية عامة،خاصة في نظرتهم إلى الشخصية المحمدية وكمالها ، إلا أنه يفترق عنهم،في قراءته لهذا الكمال ؛ فالكمال المحمدي عند الإمام الدندراوي لا يظل حبيس

نظرة روحية صوفية ، بل هو كمال إسلامي شامل ، ترجمته أعمـال النبي ﷺ في بناء الفرد والمجتمع والأمة ، كمال علينا أن نقرأه اليوم على مستوى الوجود الديني والإجتماعي والأممي للإنسان المسلم .


 وجاء فيها أيضا 


عالم ملهم : تنوعت أحوال رجال الصوفية قبل ابن عربي ، فتنوعت

بالتالي كتاباتهم وعلومهم وأقوالهم ، وكان على الطالب للتصـوف، المهتم ببلوغ الغاية العلمية منه ، أن يقرأ للجميع ويؤلف من شتاتهم صورة واحدة النسق فهذا الجنيد ، شيخ الطائفة ، يتلخص نشاطه الصوفي بالتوحيد ؛ فهو مـوحـد سحقه التوحيد، ومحقه ، وأفناه عن كل علم سواه . . وهذا الحلاج هام عاشقاً

فرددت أشعاره ونصوصه أنين أعماقه الملتهبة شوقاً ووجوداً وفقداً  وهذا النقري

يقف ولا يبارح ، ينظر إلى السوى ولا يرى ، خوف أن يحرمه الالتفات جماع كليته لاستماع الخطاب الإلهي ، فتسقط العوالم عنده في العـدم ، ولا يبقى إلا مخاطب ومخاطب وخطاب . . ولو أردنا أن نعـدد جميع من تقـدم ابن عربي في طريق الرجال ، لما اتسع لنا المقال ؛ وخلافاً للجميع نرى ابن عربي وقد خرج عن قيد

الحال الواحد ، الذي يرفد جملة النشاط الصوفي في مسلك واحد ، ويحصر بالتالي النص الصوفي في الفردية والذاتية ، إلى فضاء العلوم نعم خرج ابن عربي عن ذاتية الأحوال الى موضوعية العلوم ، ولكن خروجه هذا كان صوفياً أصيلا ، لأننا إذا دققنا بمصادر علومه الصوفية ، نجدها في الفتوحات والمشاهدات والإلهامات والرؤى المنامية . باختصار ان علم ابن عربي

هو علم إلهامي لدني ، وليس هذا بمستغرب على إنسان تلقي « الخرقة » الصوفية

من الخضر عليه السلام ثلاث مرات ؛ وتلقي الخرقة عمل رمزي يدل على الأخذ والمتابعة في الحال والمسلك . وكما أن الخضر عليه السلام ، علمه الله لدنه علما ، كذلك سيكون الشيخ الأكبر ممن اختارهم الله عز وجل للعلم اللدني

أي العلم الإلهامي بكل أشكاله

وتصبح الرؤى المنامية عند ابن عربي أبواباً مفتوحة على عالم الأسـرار والمعارف اللدنية ، وليس ذلك ببعيد عقلا ولا شرعاً على رجال استقامـوا....



منذ البداية يأخذ معراج ابن عربي مكانته كرؤيا منامية خلية من تشريع لذلك لا مقارنة بينه وبين معراج النبي ﷺ . . لأن معراج البدن في اليقظة هو وقف على النبي ﷺ ولا ذوق للولي أبدأ في مقام النبوة . ويؤكـد ابن عربي في الباب الثاني والستون وأربعماية من الفتوحات المكية انه لا ذوق له في مقام

النبوة ليتكلم عليه ، وإنما يتكلم على ذلك بقدر ما أعطي من مقام الإرث فقط ، لأنه لا لأحد من التابعين دخول مقام النبوة

  ويؤكد هذا المعنى نفسه في «ترجمان الأشواق» أن مقام النبي ممنوع للتابعين دخوله ، وغاية معرفة التابع به من

طريق الإرث ، النظر اليه كما ينظر من هو في أسفل الجنة إلى من هو في أعلى عليين ، وكما ينظر أهل الأرض إلى كوكب السماء . ويروى عن الشيخ أبي يزيد أنه فتح له من مقام النبوة قدر خرم الإبرة ـ تجلياً لا دخولاً ـ فكاد أن يحترق فالمعراج الحسي التشريعي خصوصية نبوية ، والمعراج المنامي الروحي

العرفاني إرث يحظى به الولي التابع المحمدي وهو لا يلحق النبي أبدأ ؛ يقـول الشعراني في « اليواقيت والجواهر » ج ۲ ص ٦٤ : « فلا تلحق نهاية الولاية بداية

النبوة أبداً ، ولو أن ولياً تقدم إلى العين التي يأخذ منها الأنبياء لاحترق . وغاية أمر

الأولياء أنهم يتعبدون بشريعة محمد ﷺ قبل الفتح عليهم وبعده . . فلا يمكنهم أن

يستقلوا بالأخذ عن الله أبداً .


وهكذا تتميز المراتب ، فالأولياء وإن فضلوا العوام بعرفان وتصريف ، إلا أنهم تراجعوا عن مداناة سلسلة طاهرة مطهرة معصومة ، ضمانة للناس ، سلسلة ختمت بمحمد ﷺ ، فلا شريعة بعده ولا نبي وانحصر تنافس الناس بعده في أتباعه...


للتحميل اضغط هنا 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -