بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
سؤال يطرحه العديد من الاخوة
لماذا المهدي ان كان سيصلح في ليلة وله ذنوب؟
منقول
السلام عليكم
بتقصي الأثر وأقوال العارفين علمنا أن المهدي رجل يأتي ذنوبا ما ولو لم يكن كذلك لما قال فيه رسول الله يصلحه الله في ليلة، أشارت السيدة زينب أيضا أنه يقال أنه معيوب والمعيوب من اعتراه نقص ما ، ابن عربي قال أيضا يرمونه بالتهم وهو نعمة النعم ...السؤال البديهي : ما سر اختياره اذا كان يأتي ذنوبا؟
السر بلا شك في القلب، تقول احدى الرؤى : نظر الله في قلوب الخلق فلم يجد أفضل من قلب المهدي.
يقول الحق: ما وسعني إلا قلب عبدي.
تلك اشارة واضحة إلى عظم القلب ،فما قال الرحمان وسعني لسانه ولا عبادته ولا ذكره رغم أهمية هذه الأمور.
القلب نقطة الارتكاز في كل عمل فكل عمل محل النظر فيه من الحق هو القلب ،ما لم يكن الذكر مرتبطا بالقلب فهو ناقص وما لم تكن الصدقة من القلب فهي ناقصة وما لم يكن العمل من القلب فهو ناقص..القلب ليس مضخة الحياة فحسب بل هو محل شفرة الصدق حتى أن النية مرتبطة به والله تعالى يقول : إنما الأعمال بالنيات. ويقول تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم.
السؤال ماهو القلب السليم : القلب السليم هو من سلم من الآفات من بغي وكره وحسد وبغض وأنانية وعداوة وحقد وحب دنيا وغيرها وهو ذاته القلب المتسامح العطوف المحب الراحم ...هذه الآفات لاشك هي محرك النفس الذي يشعل نيرانها.
لاشك ان المهدي يتحلى بكل اللطائف القلبية ولولاها ما كان صاحب أحسن قلب: من اللطائف القلبية التحلي بالرحمة وقد قرأنا في الأثر أنه كريم يؤثر على نفسه وتلك صفة الرحمة والكرم، وقرأنا أنه يرفق بالفقير والارملة وتلك من سمات الرفق .وقرأنا أنه يدفع السيئة بالحسنة وتلك سمة عظيمة ما يلقاها الا ذو حظ عظيم ، وقرأنا أنه ليس لعانا ولا أفاكا ولا نماما وتلك خصلة مأتاها القلب السليم ...قرأنا أنه لا يظلم وابن عربي يقول صراحة: يلزم حدوده اي لا يظلم غيره.
لم نقرأ عن ذنب للمهدي مأتاه علة في القلب بل هي علل نفس بفعل تسليط مقدر وقد فصلنا تأثير الاسحار على النفس.
المهدي في ما فهمنا فطرته ظلت سليمة رغم الزجرات والابتلاءات : ابن عربي يقول عنه: طيب التربة عذب الفطرة.
كل مولود يولد على الفطرة والفطرة هي الاسلام : يقول رسول الله: ما من مولود الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه.
لم يقل رسول الله يأسلمانه لان الفطرة هي الاسلام.
المهدي ظل على الفطرة لذلك صح توحيده ولم تشبه شائبة رغم مرحلة الشك التي مر بها والتي كانت اشبه بالشك الابراهيمي. ابن عربي قال : توحده سليم.
كل هذه المقومات مأتاها انه ولي بالاصطفاء لا بالكسب اي ولي على طريقة اصطفاء الانبياء .هو يتمتع اصلا بخصال قبلية وقلبية جعلته مؤهلا بالفطرة ليكون محل اختيار واستثناء...