اخر الاخبار

من خطبة "البيان" للإمام علي بن أبي طالب : ويتختم بخاتمه الأعظم




بسم الله الرحمان الرحيم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد 


وبعد


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد





 من خطبة "البيان" للإمام علي بن أبي طالب .. باب مدينة العلم، كرم الله وجهه و عليه السلام و رضي الله عنه:

"وينزل على سرير النبي سليمان، ويحلق الطير على رأسه، ويتختم بخاتمه الأعظم فيه، وبيمينه عصا موسى، وجليسه روح الأمين، وعيسى بن مريم، متشحاً ببرد النبي، متقلداً بذي الفقار، ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله. يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، على رأسه تاج من نور، راكب على أسد من نور، إن يقل للشيء كن فيكون بقدرة الله تعالى، ويبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، ويميت الأحياء، وتسفر الأرض له عن كنوزها.
حوى حكمة آدم، ووفاء إبراهيم، وحسن يوسف، وملاحة محمد «صلى الله عليه وآله و سلم»، وجبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، وإسرافيل من ورائه، والغمام من فوق رأسه، والنصر من بين يديه، والعدل تحت أقدامه.
ويظهر للناس كتاباً جديداً، وهو على الكافرين صعب شديد، يدعو الناس إلى أمر من أقر به هدي، ومن أنكره غوى. فالويل كل الويل لمن أنكره، رؤوف بالمؤمنين، شديد الإنتقام على الكافرين.
ويستدعي إلى بين يديه كبار اليهود وأحبارهم، ورؤساء دين النصارى وعلماءهم، ويحضر التوراة والإنجيل، والزبور والفرقان، ويجادلهم على كل كتاب بمفرده، يطلب منهم تأويله، ويعرفهم تبديله، ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله.
ثم يرجع بعد ذلك إلى هذه الأمة شديدة الخلاف، قليلة الإئتلاف، وسيدعي إليه من سائر البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين، وفقهاء اليقين، والحكماء والمنجمين، والمتفلسفين والأطباء الضالين، والشيعة المذعنين، فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون، ويتلو عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام، ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.
يتضح للناس الحق، وينجلي الصدق، وينكشف المستور، ويحصل ما في الصدور، ويعلم الدار والمصير، ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها، ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها، ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم. يهدي إلى صراط مستقيم، وتكشف الغطاء عن أعين الأثماء، ويشيد القياس، ويخمد نار الخناس، ويقرض الدولة الباطلة، ويعطل العاطل، ويفرق بين المفضول والفاضل، ويعرف للناس المقتول والقاتل، ويترحم عن الذبيح، ويصح الصحيح، ويتكلم عن المسموم، وينبه الندم، ويظهر إليه المصون، ويفتضح الخؤون، وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون. فتعساً لهم ولأتباعهم، أكان الدين ناقصاً، فتمموه؟! أم كان به عوج، فقوموه؟! أم الناس هموا بالخلاف، فأطاعوه؟! أم أمرهم بالصواب، فعصوه؟! أم وهم المختار فيما أوحي إليه، فذكروه؟! أم الدين لم يكمل على عهده، فكملوه وتمموه؟! أم جاء نبي بعده، فاتبعوه؟! أم القوم كانوا صوامت على عهده، فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم؟! فهيهات، وأيم الله لم يبق أمر مبهم، ولا مفصل إلا أوضحه وبينه، حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا، إنما يتذكر أولوا الألباب.
فكم من ولي جحدوه، وكم وصي ضيعوه، وحق أنكروه، ومؤمن شردوه، وكم من حديث باطل عن الرسول «صلى الله عليه وآله» وأهل بيته نقلوه، وكم من قبيح منا جوزوه، وخبر عن رأيهم تأولوه، وكم من آية ومعجزة أجراها الله تعالى عن يده أنكروها، وصدوا عن سماعها ووضعوها، وسنقف ويقفون، ونسأل ويسألون، وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون"
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -