بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
منقووول
من اقوال العارفين
طفولة المهدي لم تكن طفولة عادية في جميع الأحوال ، هناك لغط حول المهدي منذ البداية ، هناك اختلاف عليه منذ ولادته ، نظرة المهدي للطبيعة والكون ليست نظرة عادية ، لم يكن قط بشرا مثل باقي البشر ، نفسه تحيره هو نفسه ، إنه أكثر كائن كان يستمع للصمت ويغوص فيه ، كأنه كان في تواصل دائم حتى مع الجمادات ، الوديان ، الصخور ، السماء ، النجوم ، الشمس ، القمر ، الخيل ، القطعان ، الربيع ، الصيف ، المطر ، الصحراء ، لكنه كلما كبر يشعر أنه يبتعد عن أبديته شيئا فشيئا ، إنه وهو طفل كان مختلفا جدا عن باقي الصغار ، إنه معهم وليس معهم ، منهم وليس منهم ، تارة يظهر لهم حكيما ، وتارة غبيا وأحمقا ، وتارة مغفلا ، وتارة داهية ، وتارة غريبا شاذا عن الطبيعة الإنسانية ، وتارة ساحرا وعرافا ، وتارة شاعرا ، وتارة متدينا ، وتارة نزقا غافلا ، وتارة عالما ، وتارة جاهلا ، وتارة زاهدا ، وتارة صوفيا ، لكن جماله يطغى على كل قبحه ، فلا يستطيعون إلا أن يحبوه ، يكرهونه ويحبونه ، كلما وضع يده على شيء إلا وأحب غيره امتلاكه وحرمانه منه ، لحسن حظ المهدي أنه كان قارئا نهما ، يتابع كل صغيرة وكبيرة ، لقد عاش شخصيات كثيرة وحيوات لا تحصى ، هو لا يدري لماذا روحه معلقة بالصحراء العربية ، رغم أنه ليس من تلك البلاد ، هو يحن إلى الشرق منذ الأزل ، إنه منفي عن شرقه في غربه ، الشرق مهد الحكمة القديمة تلك ، أرض إبراهيم وإسماعيل ، ولهذا سمي عنقاء مغرب ، فهو قلبه معلق بأنوار قلوب أولياء المغرب ، وهو لم يكن يوما في مغربه ولا في مشرقه ولا في أي مكان آخر ، لم يصل هو نفسه إلى نفسه السحيقة -البعيدة فكيف تصلون أنتم إليه ، هيهات هيهات ، أخفاه حتى عن نفسه ، يهاجر إلى الله في سر السر ، أولا تطرق كلماتي الغريبة أبواب قلوبكم ؟