بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
شكل المهدي عليه السلام
منقووول
.........................................................
وأما حليته: فإنه آدم ضربٌ من الرجال رَبعةٌ، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أشمه، أزج أبلج، أعين، أكحل العينين، براق الثنايا، أفرقها، في خَدِّه الأيمن خالٌ أسود، يُضيءُ وجهه كأنه كوكب دُري، كث اللحية، في كتفه علامةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أذيل الفخذين، لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، في لسانه ثقل، وإذا أبطأ عليه الكلام ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى، ابن أربعين سنة.
وفي رواية: ما بين الثلاثين إلى أربعين، خاشعٌ لله خشوع النسر بجناحيه، عليه عبايتان قِطْوَانيتان، يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخُلُق -أي: بالضم- لا في الخَلْق -أي بالفتح-.
ولنذكر تفسير بعض كلماته:
قوله: (آدم): هو الأسمر شديد السُّمرة، أو هو الذي لونه لون الأرض، وبه سُمّي آدم عليه السلام.
قوله: (ضرب من الرجال): هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق.
قوله: (رَبعةٌ): هو بين الطويل والقصير.
قوله: (أجلى الجبهة): هو الخفيف شعر النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته.
قوله: (أقنى الأنف): القنا في الأنف: طوله ودقة أرنبته، يقال: رجل أقنى، وامرأة قنواء.
قوله: (أشمه): يقال: فلان أشم الأنف، إذا كان عرنينه رفيعًا.
قوله: (أزج أبلج): الزجج: هو تقويس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد، وفلان أزج حاجبه كذلك.
و(الأبلج): هو المشرق اللون مسفره، و (الأبلج) أيضًا: هو الذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا، والاسم: البَلج؛ بفتح اللام.
قوله: (أعين أكحل العينين): الأعين: الواسع العين، والمرأة العيناء، والجمع: عِينٌ.
ومنه قوله تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ}.
و(الكَحَل) -بفتحتين-: سواد في أجفان العين خلقة من غير اكتحال، والرجل أكحل، والمرأة كحلاء.
قوله: (بَرّاق الثنايا أفرقها)؛ أي: لها بريق ولمعان من شدة بياضها.
و (أفرقها)؛ أي: ثناياه متباعدة ليست مُتلاصقة.
قوله: (أذيل الفخذين)؛ أي: منفرج الفخذين متباعدهما.
قوله: (عبايتان قِطْوَانيتان)؛ القطوانية: قال في "النهاية": عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة، يقال: كساء قِطْوَاني، وعباءة قِطْوانية.
وأما سيرته: فإنه يعمل بسُنّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يُوقِظُ نائمًا، ولا يهريق دمًا، يقاتل على السُنّة لا يترك سُنّةً إلَّا أقامها، ولا بدعةً إلَّا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان؛ كما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - أوله، يملك الدنيا كلها؛ كما ملك ذو القرنين وسليمان.
يكسr الصلeب، ويقتل الخنزير، يَردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قِسطًا وعدلًا؛ كما مُلِئَت ظُلمًا وجورًا، يحثو المال حثيًا، ولا يَعُدهُ عدًا، يقسم المال صِحاحًا بالسوية، يَرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، والطير في الجو، والوحش في القفر، والحيتان في البحر.
يملأ قلوب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - غِنىً حتى إنه يأمر مناديًا ينادي: ألا من له حاجة في المال. فلا يأتيه إلَّا رجل واحد، فيقول: أنا.
فيقول: ائْتِ السَّادِن -يعني: الخازن- فقل له: إنَّ المهدي يَأمُرك أن تُعطيني مالًا.
فيقول له: احثُ. حتى إذا جعله في حِجْرهِ وأبرزه نَدِم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. -أي: أحرصهم. والجشع: أشد الحرص- ويقول: أَعْجَز عما وسعهم. قال: فيرده فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخُذُ شيئًا أعطيناه.
تَنْعَمُ الأمة برها وفاجرها في زمنه نعمة لم يُسمع بمثلها قط، تُرسل السماء عليهم مِدرارًا لا تدخر شيئا من قطرها، تُؤتي الأرض أُكلها لا تدخر عنهم شيئًا من بذرها، تجري على يديه الملاحم، يستخرج الكنوز، ويفتح المدائن ما بين الخافقين، يُؤتى إليه بملوك الهند مَغلولين، وتُجعل خزائنهم حُليًا لبيت المقدس، يأوي إليه الناس كما تأوي النحل إلى يَعْسُوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول.
يُمِدُه الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وُجُوه مخالفيه وأدبارهم، جبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته.
ترعى الشاة والذئب في زمنه في مكان واحد، وتلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا تضرهم شيئًا، ويزرع الإنسان مُدًا؛ يخرج له سبع مئة مُدّ.
ويُرفع الربا، والرياء، والزنا، وشرب الخمر، وتطول الأعمار وتؤدى الأمانة، وتهلك الأشرار، ولا يبقى من يُبْغِضُ آل محمد - صلى الله عليه وسلم -.
محبوب في الخلائق، يُطفئُ الله به الفتنة العمياء، وتأمن الأرض حتى إن المرأة تحج في خمس نسوة ما معهن رجل لا يخفن شيئًا إلَّا الله.
مكتوب في أسفار الأنبياء: "ما في حكمه ظُلم ولا عيب".
قال الفقيه ابن حجر في "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر": ولا يُنافي هذا أنَّ عيسى عليه السلام يفعل بعض ما ذُكر؛ من قتل الخنزير، وكَسْرِ الصليب؛ إذ لا مانع أن كُلًا منهما يفعله.
أقول: ويحتمل أن يكون الزمان واحدًا، ويُنْسَبُ إلى كُلّ منهما باعتبار؛ كما سيأتي.
الكتاب: الإشاعة لأشراط الساعة
المؤلف: محمد بن رسول البرزنجي الحسيني (1040 هـ - 1103 هـ)