اخر الاخبار

معنى قول الشيخ : المهدي تعمل في إصلاح نفسه لينال مالم ينله يوم بدره

 


 

 

بسم الله الرحمان الرحيم 

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد 

وبعد 


وصلني 


من فضلك يا أخ أحمد ما معنى قول الشيخ ابن عربي في حق الإمام 

 🌱 المهدي تعمل في إصلاح نفسه لينال مالم ينله يوم بدره 🌱 👈


 الجوااااب :


 وعليكم السلام أختي الكريمة، بوركتم وبورك مسعاكم، وتحريكم في معرفة أسرار و خبايا اخر الزمن، ومن ضمنها الإمام، الذي ضرب على شخصه الكتمان، وهذا حتما فضل من الله سبحانه، فالمرء مع من أحب، ومن أحب وليا نال حظا معرفيا من حقائقه وإن لم يكن أهلا لها بأعماله. 

 ولتعلمي أختي أنك تخوضي في أمر قال فيه الكبار من الأولياء : بقيت مع هذا النور الشمسي، في مقامه القدسي، أناجيه أعواما، إلى أن أوضح الله لهم العلامة، أن هذا العبد هو ختم الولاية، و إذا كان الشيوخ طلبوا معرفته لأعوام، فكيف نريد نحن ذلك في أيام.


وقالوا أيضا نصون الأمر صيانة لهذا الجسم، ويقول هذه الأسرار لا يصح في كل وقت إفشاؤها، ولا بأي نفخ بعثها وإحياؤها، ومن فضله سبحانه علينا أنه في ظل انشغال الناس من الرجال والنساء، بأمور مقبولة الى أحيانا تافهة، نحن قدر الله لنا الله سبحانه هذا الأمر الجلل، وأقول جلل لأنه بداية النهاية، وحتما هناك فسطاطين، نحن نرسم بداية نهاية مشرقة بفضل الله، نحن نسعى لنكون من الفسطاط الحق ومن سعى للحق وجده، فبارك الله فيك وزادك حرصا وفهما وعلما و تحري، وجعلك من الناجين من الفتن القادمة، وجميع الأخوة الأفاضل.... 


 👈 أما عن سؤالك. قول الشيخ يعني أن الإمام يسعى للرجوع لحالة الكمال، والكمال لله تعالى، وإنما الإشارة للكمال الروحي بعد الولادة الروحية، أو طفل المعاني كما يسميه البعض.

 عموما هو يوم البدر، أي اكتمال القمر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير... إلى اخر الحديث. 

 فيوم البدر يوم الكمال، حيث من تحقق فيه هذا الأخير يطلق عليه الإنسان الكامل، والكمال لله تعالى، ثم يخرج الوارث منها بعدها بعلم رباني، وتمكين في الوجود، وتوفيق وعناية من الله تعالى. 

 هذا التمكين لا نعرفه حق المعرفة، ولا نعرف أبعاده التي هي عليه مترتبة، لبد أن نسأل من حصل معه الأمر، فهذه أسرار والكامل كمالا روحيا لا يفشي سرا، والإمام لم ينل ما يأخذه الكامل عند كماله، أو عند الفناء بعبارة أصح، والإشارة هنا ليوم بدره، لأن الشيخ يقول في كتاب ( عنقاء مغرب ) رده من عالم البقاء إلى لبس الكون، ولبس الكون أي أسراره وخباياه، وهي حجاب، والأصل أن من أدرك مرتبة البقاء يبقى مع الله بالله، نعم هو رجع إلى لبس الكون وازداد تحضيض بفعل إبليس من الأسحار المذكورة سابقا، يقول الشيخ وتم إلحاقه بالنقص والحط و النقض بعد الشد والربط، أي بعد شدة الفناء والوصول وتحقق الربط، تم إرجاعه للنقص والحط، لهذا قال يتعمل إصلاح نفسه، و أيضا يقطع العهود، لهذا قال الشيخ في قوله تعالى "عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده" قال : بشرط الوفاء بالعهد والكلام يطول... 


 إذن هو يعلم أن هناك جزاء بعد الكمال الروحي لكنه لم يدركه، لهذا يحاول وقال تعمد في إصلاح نفسه أي ينوي ويجتهد لمحاربة خطط إبليس له، لكنه يتخبط ان صح التعبير في آخر المطاف، لهذا قالوا يتوب ويتوب، لكن هذا كله لحكمة يقول الشيخ : حتى تصريح النص ألحقه بالعالم الأنقص، والحكمة من ذلك تكميل العلم وتنقيح الفهم، فحتى عندما فكر في الرجوع كما قال الشيخ : فأراد الرجوع عن مدركه والسلوك على منهجه، نودي في عرصات الكيان بلسانك الشرك، أي اعتماد على النفس وهو معنى تعمل أي يعتمد على نفسه وهذا شرك، و غياب حقيقة التوكل عند العارفين هذا وان تم و تخلى عن إرادته وسلم ودخل من غير حق النفس كما قال الحكيم رحمه الله تعالى، حينها يمهد له السبيل، و يعرف أسباب التنزيل، ويرتق رتقا في خلق جديد والله تعالى أعلم، وللكلام بقية... لا نريد أن نطيل أختي حفظك الله ورعاك وجعلك من أهل المقامات وليس فقط الخوض و البحث في المخطوطات و الرؤى والمشاهدات.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -