السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تحميل كتب الشيخ ابن عربي الحب والمحبة الالهية
هذا الكتاب باب لرفع الحجاب والدخول للحضرة ومعرف الحق
فمن اراد ان يتزود فليكرر قراءة ما جاء فيه عن المحبة
لعل الحق يفتح لنا ولكم بابا للحقائق العرفانية
يقول الشيخ
لمحبة الإلهية :
أعلم وفقك الله أن الحب الإلهي هو أن يحبنا الله تعالى لنا ولنفسه؛ أما حبه إيانا لنفسه فهو قوله : «أحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم فعرفوني، فما خلقنا إلا لنفسه حتى نعرفه، وقوله : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فيما خلقنا إلا لنفسه ، خلق سبحانه الخلق ليسبحوه فنطقهم بالتسبيح له والثناء عليه والسجود له، ثم عرفنا بذلك فقال : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) أي بالثناء عليه بها هو عليه وبها يكون منه، وهذا تسبيح فطري ذاتي عن تجل تجلى لهم، فأحبوه فانبعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف بل اقتضاء ذاتي، وهذه هي العبادة الذاتية التي أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه، فالعالم كله في مقام الشهود والعبادة إلا كل مخلوق له قوة التفكر، وليس إلا النفوس الناطقة الإنسانية والجانية خاصة، من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم ، فإن هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلها بتسبيحه ناطقة ، وهذا كله من حكم حبه إيانا لنفسه، فمن وفي شكره ومن لم يوف عاقبه، فنفسه أحب،
ويقول ايضا
ولما كان الخيال هو الحضرة التي يتجلى فيها الحق ، وكان التجلي على ما هو المتجلي عليه في نفسه لنفسه محال حصوله لأحد ، فلا يقع التجلي إلا من دون ذلك ، أي على قدر طاقة المتجلى له ، فإنه لو تجلى على ما هو عليه في نفسه لنفسه لأحد ، لأحاط المتجلى له علا به ، وهو محال ، فالفائدة من جانب الحق لعباده بكل ما أعطى التقييد ، فإنه إذا تقييد تميز وتعينت المرتبة ، ولهذا يدعو الحق قلوب المحبين إلى حسن جماله المقيد ، فإن اللحظ المطلق تقع به الفائدة في العالم أصلا ، فالمشهد الذاتي لا يتحصل منه علم في نفس المشاهد ، لأنه - تجلى في غير صورة مادية ، فلم يكن للخيال ما يضبطه به ، فلم يكن للعقل ما يعقله ، إذ لا يدخل تحت كيف ولا كم ولا حال ولا نعت ولا وصف ، فالمشهد الذاتي لا ينتج شيئاً في قلب العبد ، لأنه لا ينضبط ولا يتحصل منه سوى شهوده عند خفقانه ، فإنه تعالى أن يحصره كون أصلا ، بخلاف التجلي في الصورة في عالم التمثيل ، فإن الرائي يضبط صورة ما تجلى له ويعبر عنها ، فالتجلي الصوري أليق بالعاشق ، والمشهد الذاتي أتم للعارف . ( ذخائر الأعلاق ) والمحب الإلهي إذا رأى الحق في الخلق ، والتجلي الإلهي في الصور ، أداه ذلك إلى التعلق بالأكوان ، وهي الصور الطبيعية في عالم الشهادة ، لما ظهر التجلي فيها ، فغرامه لمن يتجلى فيه الحق بحكم التبعية ، كالتولع بمنازل الأحبة من حيث هي منازل لهم خاصة ، لا هي منازل ، ولو وقع تجلي الحق على القلوب - وهو تجلي الهوية .. لحن أيضاً هذا....
تحميل الكتاب