اخر الاخبار

فضفضة في سيرة الامام عليه السلام

 



🌹 فضفضة  🌹


السلام عليكم جميعا... ( أعتذر على طول المقال... ) 👇👇


إن الكامل لا يكتمل إلا بعد أن يكون فانيا في طيبة الجمال، و يموت عن هبة الجلال، رغم أنهم قالوا على الجناحين معا إلى الأمام في طلب الكمال، ونقصد الكمال الروحي طبعا فلا كمال مطلق في حق الانسان.


 الاخوان الكرام، ما أجمل المعرفة وما أجمل الطريق إلى الله تعالى، بل ما أجمل أن تكون محبا وفانيا في الحق سبحانه، لكنهم قالوا إن الطريق إلى الحق عسير، فهناك نفس، وهناك هوى، و هناك شياطين، كما أن هناك قرين، فرغم الصدق في الطلب فإن الطريق وعرة، اذ بها شعاب ووديان و أوكار، قد تؤدي بالانسان إلى التيه و الهلاك و الاحتيار، فكذلك شأن الإمام، في كل واد قبل الكمال، في كل مرتبة، وفي كل حال، يميزه صدقه وتلونه بمختلف الطباع موطنا موطن، اذ لبد أن يستوفيها كلها قبل أن يظهر، ولن يظهر قبل أن يقهر، والقهر من الابتلاء و هو فقر وسحر وغيره والله تعالى أعلم  ...


 تجدر الإشارة أن ما نأتي به من كلام أقرب للصواب من البهتان، لأن  هناك علاقة روحية بين الشيخ وبين الإمام، روحانية مدروسة بعناية شديدة، و محروسة بسبل عديدة، فعن طريقه أتى إليه الحق بأثره وخبره، وما قيل في أزله، حتى أصبح حيا بشهادته، مشحونا بعجائب صنعته، فكأنما حشي بالعلم و الإيمان، وملئ نورا وحكمة وفرقان، ومع ذلك لا يقدر أحد أن يبصره حقيقة، كما قال الحق في حق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون" فحتى لو كان قريب يكلمنا ونكلمه، ويسمعنا ونسمعه، فهو  يعرفنا ولا نعرفه، ويبصرنا ولا نبصره.


سر الإمام سر عظيم، ونحن لا نكرر هذا من فراغ، أو من شح قاموس العارفين، أو أن همنا ليس إلا التكرار بعيدا عن الإفادة، بل يبقى شغلنا الشاغل هو التأكيد على الأمر، و تعظيم الشأن، ورسم الحقيقة المخفية، المشفرة بالرموز الأزلية، لا شك أن الإمام معروف وجوده من الأحاديث، ومن تواترها زاد التأكيد، لكنها بصراحة ليست قطعية الدليل، ولا تشفي الغليل!! أقصد فيما يخص اسم هذا العبد المسكين، وعن زمن الظهور والتمكين، ويتضح ذلك من الأحاديث التي جاءت ملغزة، وان جاءت كذلك فبحكم أن الله سبحانه وتعالى أراده وجود مخفي، في حق هذا الخليفة الأصلي، العبد الذي ابتلي بالتلون بالقوالب الخلقية جميعها قبل أن يتحلى بالثوب الكمالي المحمدي.


و في ظل هذا الابهام ان صح التعبير، فإن لهذه الحقائق الخفية أن تتجلى بالكشف الرباني، الذي يفهم بالتسليم و الالتجاء إلى الله تعالى، فالله سبحانه قد يرزق بالفراسة والحكمة، والنورانيات وعلى لسان أولياءه ما كان مقصود تشفيره في زمن من الأزمان، عند بلوغ الأجل المسمى، تصبح هي الدليل والبرهان، والله أعلم بالصواب..


جاء في كتاب عنقاء مغرب كلام يدل على مدى العلاقة الروحية بين الشيخ والإمام والتي تحتاج إلى إلمام وتدبر و إيمان...


يقول...


🌹فلما سمع وصف حالته، سجن بدر سره في إرادة هالته، وتنبه لما أخفي فيه، وأبرزت له نبذة من معانيه، ورأيته قد أصغى إلي بكليته وخرج عن ملاحظة نفسيته صرفت وجهي إليه، وهو فان فيما أوردته عليه، متعطش للزيادة فيما أنشدته، وطلب مني الزيادة فقلت🌹


فما ترى فوق أرض الجسم مرقبة...

 إلا وفيها من الأنوار تزيين.


والقلب يلتذ في تقليب مشهده....

بكل وجه من التزيين ضنين.


 هذا الكلام نظنه واضح ومع ذلك سنضيف عليه بعض المعاني....


👈 فلما سمع وصف حالته : في أبيات سابقة، وهو يحدثه فيها بحاله ومدى تعلقه به، وعن سلوكه وأشواقه وأسراره، ومن رجع للكتاب سيجدها، ولا نريد أن نطيل وإلا لذكرتهاهنا.


👈 قال سجن بدر سره :  أي ذهبت أسراره لم يعد يستحضرها، لأنه رأى وسمع ما يشغله عنها، أي أصيب بحالة جمود حتى أن كمال أسراره ومعرفته أصبح سجين غائبة عنه، لأنه مشغول بكلام الشيخ الذي أدهشه والله أعلم...


👈 في إرادة هالته : أي طاقته الروحية الايجابية أو الايمانية ان صح التعبير ازدادت، لأنها نابعة من إيمانه وحضوره وخشوعه، أي يخشع من هذه الحال، فالهالة دليل على إيمانه بهذا الكلام وتصديقه له وفهمه عنه بشكل يفوق تصورنا، بأسرار دقيقة لا نستطيع نحن الوصول لها بمنظورنا الناقص للأحداث الخفية التي تتكامل مع ما جاء في الأثر والله تعالى أعلم...


👈 قال وتنبه لما أخفي فيه أي : كلامه أخرج حقائق لم يعبئ بها لكنها موجودة، ولما رآها موصوفة بتلك الدقة الزمكانية جعلت ما خفي عنه يظهر، أي عرف أمور كان يجهلها في نفسه من باب الانتباه، أي أن الشيخ لم يصرح بل بين الافشاء والكتم....


👈 قال وأبرزت له نبذة من معانيه أي : لخصت له سلوكه في كلمات معدودة من سبعة أبيات، جعلته يدرك أن الحديث عنه لا عن غيره، ويمكنك الرجوع للأبيات فإنها تتضمن المعاني التي أشار إليها الشيخ هنا...


👈 قال ورأيته قد أصغى إلي بكليته:  الغرييب هنا أنه يتحدث في زمن ويصف زمن، هذا دليل على أنه كلام فوق الطاقة البشرية، فكيف علم أنه سوف يصغي إليه بكليته، ومعناه أنه لفت كل إنتباهه بسمعه وبصيرته حتى أنه في مقام المحو...


 👈 قال وخرج عن ملاحظة نفسيته: أي رفع عن إدراكه و وجده، بل ربما إحساسه، ولم ينتبه لما حوله، فهذا معنى الخروج والذهول، وهذا يدل على ردة فعله أمام كلام يصف حاله بالملموس، والله أعلم...


👈 ثم قال صرفت وجهي إليه:  أي تجاوب مع حالته وهو يكتب ما يكتبه في زمانه بعد أن رأى ردة فعله، أي الشيخ من تجاوب معه ومع حالته الوجدانية، و كأنه يعيش معه أحواله، أو كأنهما وجهان لعملة واحدة، أو شيء من هذا القبيل...


👈 قال وهو فان فيما أوردته عليه : أي ما أخبرته به من أسرار عنه وعن حاله وسلوكه جعله في حال من الدهشة والخشوع و التسليم واليقين أن ما يقال لا يحتمل إلا الصدق... 


👈 قال متعطش للزيادة فيما أوردته عليه : ازداد طلبه ورغبته في تحقق أحوال و وقائع أخرى يعيشها، كأن لسان حاله يقول هل من مزيد من هذه المعارف والأنوار التي تصف حاله بالتدقيق.... 


 👈 قال وطلب مني الزيادة بحاله فزدته : هنا الحديث عن قراءة الباطن من أفكار، فقوله طلب الزيادة  كلام عن حديث نفس، وهو رغبته في طلب زيادة معارف أخرى، وإن لم يصرح بها، أو أنه صرح بذلك فعلا فسمعه فزاده، فماذا قال له ؟


👈 قال فما ترى فوق ارض الجسم من مرقبة : أي ما تراه على جسمك فارض جسم مجاز ما تراه من ايات ربانية وتراقبه فذلك من عظمة الخالق، فذاك نوره، وذلك تجليه لك، مهما اختلفت الصور التي ترى، وهو ما يسميه الشيخ بتجلي الصور ...


👈 إلا وفيها من الأنوار تزيين : كل شيء جميل ومزين، فحتما فيه من النور قدر معين، وكل واحد و مقدار النور المودع فيه، فهذه أو ما يراه فوق ارض الجسم فهي من هذا النور، وهو من زينها وجعله تلتذ بمشاهدتها....


 👈 قال والقلب يلتذ في تقليب مشهده : أي أن القلب هو من يرى، أي صفاء قلبه من أظهر له تلك المشاهد التي يلتذ بها، فهو يصفها هنا، وقال فيها لذة يتقلب فيها بين المشاهد أو التجليات...


 👈 بكل وجه من التزيين ضنين : أي ذلك التزيين من الوجوه، أو الصور، في كل شكل تتخذه تخلق ظن في نفس من راها، فهي تزيين لكنه يخلق مشاهد معينة، وكلها من النور والله أعلم...


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -