بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
ما مدى تاثير السحر في المهدي ؟
تأثير السحر على المهدي يكون على مُستويات مُتفاوتة في القوة بحسب أهمّية المرحلة التي يمُر بها ، فتأثير هذا النوع من السحر الأسود يكون أقوى وأعنف وأشدّ كلّما إقترب المهدي أكثر فأكثر من حقيقة ذاته المفقودة (مــن أنــا ؟).
2) هل سيؤثر السحر على عقل المهدي خاصة اننا نعرف ان السحر يولد امراض نفسية للإنسان؟
السحر لن يُخِل بعقل المهدي ، و إنما يُشتّت أفكاره ، و يجعله مُتقلّب الميزاج ، كثير النسيان ، و يُقوّي عنده هاجز الشّك في كل شيء ، و يجعله مُترددا في أخذ القرار ، و حتى إذا نجح في إتخاذ قرار لتغيير وِجهة حياته ، فإنه لا يستطيع المُضيّ فيه و كأن حاجزا خفيا يمنعه من ذلك.
3) لوكان للسحر اثر على المهدي من الناحية النفسية فاكيد سيظهر ذلك من خلال تعامله مع الناس على انه انسان غير طبيعي ؟
السحر لن يكون له تأثير على سلوك المهدي الطبيعي ، بل بالعكس ، لأنك ستجد فيه كل صفات الطّيبة ، و المُعاملة الحسنة ، وهو خَلُوق بطبعه ، و لا يُقصّر مع أحد طلبه لحاجة، حتى و إن كانت به خَصَاصة أو فَاقَة.
و لكن في المُقابل هذا السحر كان له التأثير المُباشر على حياة المهدي و مَعاشه بشكل عام ، فإنسدّت أمامه الآفاق ، و تبخّرت الأحلام ، فشَقّ عليه رِزقُ الطّيرِ في الجو ، و تقطّعت به الأسباب ، و ضاقت عليه الأرض بما رَحُبت ، فكان قاب قوسين أو أدنى من البحر ، فتدلّى الى السفينة جالسا مَسنُود الظهر يتَرقّب ، أشعث الله إنتظر ، إن مع العُسر يُسرى ، إن مع العُسر يُسرى ، فطال بلاؤه ، و زاد همُّه ، ثم أصبح بعد ذلك نَسْيًا في عيون أهله ، و مَنْسِيًا في عيون أصحابه ، فكانت عُزلته عن الناس شاقة ، و جُلوسه في البيت فَاقَة ، و حِملُهُ على العمل شاق ، و شقاؤه مع الأهل باق ، حتى يأتي أمر الله و يَنفُخ فيه من روحه من جديد.
و بالتالي ، تعامل المهدي مع الناس سيكون بفطرته السليمة ، فيَسلم الناس من لسانه و يده ، حتى و إن تعرّض للظُلم و الإهانة منهم.
4) فكيف سيتبع الناس مستقبلا المهدي وهم كانوا يرونه انسان غير طبيعي بسبب السحر؟
المهدي هو إنسان سَوِيّ السّلوك مع الناس ، و لكنه في نفس الوقت يتجنبهم و لا يُعادي أحدا مُطلقا ، و يُفضّل العُزلة على الشهرة ، لأنه يعلم أن إشتهار أمره بين الناس سيَجلب له المَتاعب و المشاكل ، و هو عاجز حتى على حل مشاكله الخاصة. فهو يُفضّل عدم التورّط في عداوات ضدّ الآخرين ، و إجتناب ما أمكن الفتنة التي هي أشد من القتل ، و لذلك سيُبايع وهو كاره.
المعروف عن المهدي قبل الإصلاح أنه شاب يافع و رجل صالح ، لم يُسمع عنه أنه آذى أو إعتدى على إنسان ، و لكن في نفس الوقت هو غير معروف ، لأنه غامض بعض الشيء و لا يتواصل مع الآخرين الا لضرورة ، فحتى أهله و أصحابه المقربين لا يعرفون عنه الا ما أراد هو أن يُظهره ، فهو شخص كَتُوم و غامض بعض الشيء ، و لا يتأثر بالآخرين ، الا أنه يحب الخير للجميع و لا يخاف في الله لومة لائم.
والله أعلم.
وصلني...
و ما تأثير شرح كتاب بن عربي و تفسير الرؤيا على المهدي المنتظر ؟
إرسال ردحذف