بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد
وبعد
أحاديث اخر الزمان
( بابُ الفِتَنْ ) قال رحمهُ الله : -
1 - عن أَبي هريرة : قال رسولُ اللهِ صـلى الله عليه وسلم : ' بَادِروا بالأعمالِ فِتناً كقِطَعِ اللَّيلِ
____________________
المُظْلِم . يصبحُ الرجلُ مؤمناً ويُمْسي كافراً . ويُمْسي
____________________
مؤمناً ويُصبحُ كافراً . يَبيعُ دينَهُ بِعَرَضٍ مِن الدنْيا ' . رواه مسلم .
2 - وللبُخارِيِّ : عنْ زَيْنَبَ بنتِ جَحْشٍ : أنَّ النبيَّ صـلى الله عليه وسلم خَرَجَ يوماً فَزِعاً ، مُحْمَرَّا وَجْهُهُ ، يَقولُ : ' لا إلهَ إلا اللهُ . وَيْلٌ للعَرَبَ مِنْ
____________________
شَر قَدِ اقْتَرَبَ : فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يأجوجَ ومأْجوجَ مِثْلُ هذِه ' . وحلَّقَ بإصْبَعَيْهِ : الإبْهامِ والتي تَليها . قالت : فقُلتُ : يا رسول الله : أنَهْلِكُ وفِينا الصَّالِحون ؟ قال : ' نَعَمْ إذا كَثُرَ الخَبَثُ ' .
____________________
3 - وله : عنْ أُسامةَ : أن النبيَّ صـلى الله عليه وسلم أشْرَفَ عَلى أُطُمٍ مِنْ آطامِ المدينةِ . ثم قال : ' هل تَروْنَ ما أَرَى ؟ إني لأَرى مَواقِعَ الفِتَن خِلالَ بُيوتِكمْ كَمَواقِع القَطْر ' .
____________________
4 - ولمسلم : عن سالم بن عبد الله . قال : يا أهلَ العراق ! ما أسألكُمْ الصَّغيرةَ ، وَما أرْكَبَكُم الكبيرةَ . سمعتُ أبي : عبدَ اللهِ ابن عمر يقولُ : سمعتُ رسولَ اللهِ صـلى الله عليه وسلم يقول : ' إنَّ الفِتْنَةَ تَجيءُ من هَهُنا - وأوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْو المَشْرِقِ - : من حَيثُ يَطلعُ قرْنُ الشَّيْطانِ ، وأنْتُمْ
____________________
يضْرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ . وإنَّما قَتَلَ موسى الذي قَتَلَ من آلِ فِرْعَونَ خطأً . فقال الله لهُ : ! ( وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ) ! .
5 - وله : عن مَعْقِلِ بن يَسارٍ : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' العبادَةُ في الهَرْج كهِجْرةٍ إليَّ ' .
____________________
6 - ولمسلم : عن ابنِ عَمْرو : أن رسولَ الله صـلى الله عليه وسلم قال : ' إذا فتِحَتْ عَلَيْكُم فارِسُ والرُّوم ! أيُّ قَوْمٍ أنْتُمْ ؟ ' قال عبد الرحمن بن عوفٍ : نَكونُ كَما أَمَرَ اللهُ . فقال النبيُّ صـلى الله عليه وسلم ' أوْ غَيْرَ ذلكَ تَتَنافَسونَ ، ثم تَتَحاسَدونَ . ثم تَتَدابَرونَ . ثم تَتَباغَضونَ . أو نحوَ ذلك . ثمَّ تَنْطَلِقونَ في مَساكِنِ المُهاجرينَ ، فَتَجْعَلونَ بعضَهُم عَلى رِقاب بَعْضٍ ' .
____________________
7 - ولَه : عن عَمْرو بن عَوفٍ : أن النبيَّ - صـلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أبا عُبَيْدَةَ إلى البَحْرَينِ ، فَأَتى بجِزْيَتِها . وكان رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - صالَحَ أهلَ البَحْرين ، وأمَّرَ عَلَيْهِم العلاءَ بن الحَضْرمي . فَقَدِمَ أبو عُبَيْدَةَ بمالٍ من البَحْرينِ . فسَمِعْتِ الأنصار بقُدوم أبي عُبَيْدَةَ . فَوافوْا صلاةَ الفَجْرِ مع رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - فلمَّا صَلَّى رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - انْصرَفَ . فَتَعَرَّضوا لهُ . فَتَبَسَّمَ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - حينَ رَآهُمْ ، ثمَّ قال :
____________________
' أظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أبا عُبَيْدة قدم بشيءٍ من البَحْرَيْن ' قالوا : أجلْ يا رسولَ الله . قال : ' فأَبْشِروا ، وأَمِّلوا ما يَسُرُّكُمْ ، فَو الله ما الفَقْرَ أخْشى عَلَيْكُمْ . ولكن أخْشى عَلَيْكُمْ أن تُبْسَطَ عَلَيْكُم الدُّنْيا ، كَما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قَبْلَكُم ، فَتَنافَسوا فيها ، كَما تَنافَسوها ، فَتَهْلِكَكُم كما أهْلَكَتْهُمْ ' . وفي روايةٍ ' فَتُلْهِيَكُم كَما أَلْهَتْهُمْ ' .
8 - ولهما : عن أُسامَة بن زيدٍ : قال رسول الله
____________________
صـلى الله عليه وسلم : ' ما تَرَكْتُ بَعْدي فِتْنَةً أضرَّ على الرِّجالِ مِنَ النِّساءَ ' .
9 - ولمُسلم : من حديثِ أبي سَعيدٍ : ' إنَّ الدُّنْيا خَضْرةٌ حُلْوَةٌ . وإنَّ الله مُسْتَخْلِفُكُمْ فيها
____________________
فَناظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلونَ . ألا فاتَّقوا الله ، واتَّقوا النِّساء ' .
10 - وله : عن حُذَيْفَة قال : والله إني لأعْلَمُ النَّاسَ بكلِّ فِتْنَةِ هِيَ كائِنَةٌ فيما بَيْني وبينَ السَّاعَةِ . وما بي ألاَّ يَكونُ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - أسَرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحدِّثْهُ غَيْري . ولكن رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال ، وهُو يُحدِّثُ
____________________
مَجْلِساً أنا فيه : عن الفِتَنِ . فقال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - وهُو يَعُد الفِتَنَ : ' مِنْهُنَّ ثلاثٌ ، لا يَكِدْنَ يَذَرْنَ شَيئاً . ومنهُنَّ فِتَنٌ كَرِياحِ الصَّيفِ . منها صِغارٌ ومِنها كِبارٌ ' . قال حُذَيفةُ : فذهبَ أولئكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ غَيْري .
11 - وله : عَنه . قال : أخْبرني رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - بما هُوَ كائِنٌ إلى أن تَقومَ السَّاعةُ . فما مِنْهُ شيء إلا قَدْ سَأَلْتُهُ ، إلاَّ أني لم أسْأَلْهُ : ما يُخْرِجُ أهْلَ المدينةِ من المدينةِ ؟
____________________
12 - وله : عن أبي زَيْدٍ . قال : صلَّى بنا رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - الفَجْرَ ، وصَعَدَ المنْبَرَ ، فَخَطَبَنا حتى حَضَرَتِ الظُّهْرُ ، فَنَزَل فَصَلَّى بنا ، ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَرَ ، فَخَطَبَنا حتَّى حَضَرتِ العَصْرُ . ثُمَّ نَزَلَ فصلَّى ، ثمَّ صَعَدَ المِنْبَرَ ، فَخَطَبَنا حتى غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، فأخْبَرَنا بما كان وما هُوَ كائِنٌ ، فأعْلَمُنا : أحْفَظُنا .
13 - وله : عن عَمْرو بن العاصِ : أنَّ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' إنَّه لم يَكُنْ نَبيٌ قَبْلي إلا كان عَلَيه أن يَدُلَّ أُمَّتَهُ على خَيْرٍ ما يَعْلَمُهُ لَهُمْ ،
____________________
ويُنْذِرَهُمْ شرَّ ما يَعْلَمُهُ لهم . وإنَّ أُمَّتُكُمْ هذه جُعِلَتْ عافِيتُها في أوَّلِها . وسَيُصيبُ آخِرَها بلاءُ ، وأمورٌ تُنْكَر فَتَجيءُ فِتْنَةٌ ، فَيُرَقَقُ بعْضُها بعضاً ، وتَجيءُ الفتنَةُ ، فيقولُ المؤمِنُ : هذه مُهْلِكَتي . وتجيءُ الفتنَةُ ، فيقولُ المؤمنُ : هذه هذه . فمن أحبَّ أن يُزَحْزَح عن النَّار ، ويدْخُلَ الجنَّة ، فلْتَأْتِهِ منيَّتَهُ وهُوَ يُؤْمِنُ باللهِ
____________________
واليَوْم الآخِرِ ، ولْيَأْتِ إلى النَّاس الذي يُحِبُّ أن يُؤْتى إليهِ . ومن بايَعَ إماماً ، فأعْطاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وثَمَرةَ قَلْبِهِ ، فلْيُطِعْهُ ما استَطاعَ فإن جاء آخرٌ يُنازِعُهُ ، فاضْرِبوا عُنُقَ الآخرَ ' .
14 - ولَهما عن ابن عبَّاٍ س : أنَّ رسولَ اللهِ صـلى الله عليه وسلم قال : ' من كَرِهَ من أميرِهِ شيئاً فلْيَصْبِرَ
____________________
علَيه ؛ فإنَّهُ من فارقَ الجَماعَةَ شِبْراً ، فَماتَ ، فَمَيْتَةٌ جاهِلِيَّةٌ ' .
15 - ولأبي داودَ : عن ابن مَسْعودٍ : عن النَّبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' تَدورُ رَحى الإسْلام لخَمْسٍ وثَلاثينَ ، أو سِت وثَلاثينَ ، أو سَبْع وَثَلاثين . فَإِن
____________________
يَهْلِكُوا فَسَبيلُ مَن هَلَكَ ، وإنْ يَقُمْ لهُمْ دينُهُمْ ، يَقُمْ سبعينَ عاماً ' قال : قُلتُ : أممّا بقي ؟ قال : ' ممّا مَضَى ' .
16 - وللترمذيِّ : عن ابن أخي عبد الله بن سلام . قال : لمَّا أُريدَ عُثمانُ : جاءَهُ عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ . فقال له عثمان - رضـي الله عنه : ما جاءَ بِكَ ؟ قال : جئتُ في نَصْرَتِكَ . قال : أَخْرُجْ إلى الناسِ فاطْرُدْهُمْ عَني . فإنَّكَ خارجٌ خيْرٌ لي من داخلٍ . قال قال : فخَرَجَ
____________________
عبدُ الله بن سلامٍ إلى الناسِ فقال : أيُّها الناسُ إنه كانَ اسْمي في الجاهليّةِ فَلانٌ . فسَمَّاني رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم عبدَ اللهِ . ونَزَلَتْ فيَّ آياتٌ من كتابِ الله : نَزَلَ فيَّ : ! ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ) ! الآية . ونزل فيَّ : ( قُلْ كَفَى باللهِ شهيداً بَيْني وبَيْنَكُمْ ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتابِ ) . إنَّ للهِ سيفاً مغْمُوداً عنكُمْ . وإنَّ الملائكَةَ قد جاوَرَتْكُمْ في بلدِكُمْ هذا ، الذي نَزَلً فيهِ نَبِيكُمْ . فالله الله في
____________________
هذا الرَّجُلِ . إنْ تَقْتُلُوهُ ، فو اللهِ إنْ قَتَلْتُمُوْهَ لَتَطْرُدَنَّ جيرانَكُم : الملائكَةَ . ولَيَسَلنَّ سيفُ اللهِ المغْمُودُ عنْكُم ، فلا يُغْمَدُ إلى يومِ القيامةِ . فقالوا : اقْتُلوا اليهودِيَّ ، واقْتُلُوا عُثمانَ . قال التِّرمذي : حسن غريب .
17 - ولهما : أنَّ عُمَر قال : أيُّكُم يحفظُ حديثَ رسولِ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - في الفِتْنةِ ؟ قال حُذَيْفَة : فقلتُ : أنا . فقالَ : إنَّك لَجَريء . قال : كيفَ . قالَ : سمعت رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - يقول : فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ، وولدِهِ ، وجارِهِ تُكَفِّرُها الصلاةُ ، والصيامُ ، والصدقةُ ،
____________________
والأمْرُ بالمعروفِ ، والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ ' فقال عُمَرُ : ليس هذا أُريد . إنّما أُريدُ التي تَموجُ مَوْجَ البحرِ . قال : مالَكَ ولها يا أمير المؤمنين ؟ إنَّ بَيْنَكَ وبَيْنَها باباً مُغْلقاً . قال : أيُفْتَحُ البابُ أم يُكْسَرُ ؟ قال : بلْ يُكْسَرُ . قال : ذاك أجْدَرُ ألاّ يُغْلَقَ . فقلتُ لحُذيفةَ : أكانَ عُمَر يعلَمُ مَنِ البابُ ؟ قال : كما يَعْلَمُ أنّ دُونَ غدٍ الليلةَ . إني حَدَّثْتُهُ حديثاً ليس بالأغاليطِ . قال : فَهِبْنا أن نسألَهُ مَنِ البابُ ؟ فقلنا لمسْروقٍ : سلْهُ . فسألَه . فقال : عُمَر .
18 - ولأبي داودُ : عَنْ نَصْرِ بن عاصِمِ اللّيثيَّ . قال :
____________________
أتَيْنا اليَشْكُريَّ في رهْطٍ مِنْ بَني ليْثٍ . فقال : مَنِ القومُ ؟ فقُلنا : بنو ليْثٍ : أتيْناكَ نسألُكَ عن حديثِ حُذيفةَ . فقال : أقْبَلْنا مع أبي موسى قافلينَ ، وغَلَتِ الدَّوابُّ بالكوفةِ . قال : فسألتُ أبا مُوسى أنا وصاحِبٌ لي ، فأذِنَ لنا ، فقدِمْنا الكوفَةُ . . فقلتُ لصاحبي : إني داخلٌ المسجدَ ، إذا قامتِ السوقُ خَرَجَتْ إليكَ ، فدخلْتُ المسجدَ فإذا فيه حَلْقَةٌ ، كأنما قُطِعَتْ رُءُوسُهُمْ ، يَسْتمعونَ لحديثِ رَجُلٍ . قال : فقمتُ عليهِمْ ، فجاء رجلٌ ، فقام إلى جَنْبي . قال : فقلتُ مَنْ هذا ؟ قال : أبَصْرِيٌ أنت ؟ قلتُ : نَعَمْ . قال : قد عَرَفْتُ ولو كُنْتَ كوفِيّاً لم تسأل عن هذا . فدنَوْتُ مِنْهُ ، فسمعتُ حذيفة يقول : كان النّاسُ يسألونَ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - عن الخَيْرِ ، وكنتُ أسألُهُ عن الشرِّ . وعرَفْتُ أنّ الخيرَ يسبِقُني . قال : قلتُ : يا رسول اللهِ : أبَعْدَ
____________________
هذا الخيرِ شَرٌ ؟ فقال : ' يا حُذيفةُ : تَعَلَّم كتابَ الله ، واتَّبِعْ ما فيه ' . قلتُ : يا رسول الله : أبَعْدَ هذا الخيرِ شرّا ؟ قال : ( فِتْنَةٌ وشَرٌّ ) . قلت : يا رسول الله : بعد هذا الشّرِّ خيرٌ ؟ . قال : ' يا حذيفة : تَعَلَّمْ كتابَ اللهِ ، واتّبع ما فيه ' . ثلاث مرات قلتُ : يا رسول الله : أبعد هذا الشّر خيرٌ قال : ' هُدْنَةٌ على دَخَنٍ وجماعةٌ على أقْذاء فيها ، أوْفِيهم ' . قلت : يا رسول الله : أبعد هذا الخير شر ؟ قال : ' يا حذيفة : تَعَلَّمْ كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، واتّبع ما فيه ' : ثلاث مرّاتٍ . قال : قلتُ يا رسول الله : هل بعْدَ الخيرِ
____________________
شَرٌّ ؟ قال : ' فتْنةٌ عَمْياءُ صَمْياءُ عليها دعاةٌ على أبوابِ النّارِ . فإنْ مُتَّ يا حُذيفة ، وأنت عاضٌ على جَذْلٍ خيرٌ لكَ من أنْ تَتَّبِعَ أحداً منْهُم ' .
19 - ولهما : عن أبي إدريس الخَوْلاني : إنّهُ سَمِعَ
____________________
حُذيْفةَ يقولُ : كان النّاسُ يسْألونَ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - عن الخَيْرِ ، وكنْتُ أسألُهُ عن الشَّرِّ ؛ مخافَةَ أنْ يُدْرِكني . فقلتُ : يا رسول اللهِ : إنا كُنّا في جاهليَّةٍ وشَرٍّ ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد الخير شَر ؟ قال : ' نعم ' فقلتُ : هل بعد هذا الشر من خيرٍ ؟ قال : نعم ، وفيه دَخَنٌ ' قال : قلت : وما دَخَنُهُ ؟ قال : ' قوْمٌ يَسْتَنُّونَ بغيرِ سُنّتي ، ويَهْدُنَ بغيرِ هَدْيي ، تعْرِفُ منهم وتُنْكِر ' فقلت : هل بعد ذاك الخير من شر ؟ قال : نعم : فتْنةٌ عمْياءُ : دُعاةٌ على أبوابِ جهنَّم . من أجابهُم إليها قَذَفُوهُ فيها '
____________________
فقلت : يا رسول الله : صِفْهُم لنا . قال : نعم : قوْمٌ من جِلْدَتِنا ، ويتكَلَّمونَ بألْسِنَتِنا ' فقلت : يا رسول الله : ما تأمرني إنْ أدْرَكْتُ ذلك ؟ قال : ' تلْزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامهم ' قلتُ : فإنْ لم يكنْ لهُمْ جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال : فأعْتَزِلْ تِلكِ الفِرَقَ كُلَّها ، ولو أنْ تَعَضَ على أصْلِ الشجرةِ ، حتى يُدْرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك .
____________________
20 - وفي روايةٍ : ' يكونُ بعدي أئمّةُ ، لا يهْتَدون بِهُدايَ ، ولا يَسْتَنّون بِسُنّتي ، وسيقومُ فيهم رجالٌ : قلوبُهُم قلوب الشّياطينِ ، في جُثْمانِ إنْسٍ ' . قال : قلتُ : كيف أصنعُ يا رسول الله إنْ أدْرَكْتُ ذلك ؟ قال : ' تَسْمَعُ وتُطيعُ ، وإنْ ضُرِبَ ظهْرُكَ ، وأُخِذَ مالُكَ ، فاسْمع وأطِعْ .
21 - ولمسلم : ' إن كان لله خليفَةً في الأرض ، فَضَرِبِ على ظهرِك ، وأخَذَ مالَكَ ، فأطِعْهُ ، وإلا فمتْ وأنت عاضٌّ بِجِذْلِ شجرةٍ ' قلت : ثم ماذا ؟ قال :
____________________
' ثم يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مَعَه نَهْرٌ ونارٌ ، فَمَنْ وَقَعَ في ناره ، وجَبَ أجْرَه ، وحُطَّ وِزْرَهُ . ومن وَقَعَ في نَهْرِهِ ، وَجَبَ وزْرُهُ وحُطَّ أجْرُه ' . قلت : ثم ماذا ؟ قال : ' هي قِيامُ السَّاعَة ' .
____________________
( بابُ أماراتِ السَّاعَة )
22 - ولمسلم : عن أنس . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - : ' بُعِثْتُ أنا والسّاعةُ كهاتَيْن ' . وضَمَّ السَّبَابَةَ والوُسْطَى .
23 - وللبخاري : عن أبي هريرة : أنّ رسول
____________________
الله - صـلى الله عليه وسلم - . قال : ' لا تَقُومُ السّاعَةُ حتى تَقْتَتِل فِئتانِ عَظيمتانِ . يكونُ بينهما مَقْتَلَةٌ عظيمةٌ . دَعْواهُما واحدة ، وحتى يُبْعَثُ دَجَّالُونَ كَذَّابُون ، قريبٌ من ثلاثين ، كُلُّهم يزْعَمُ : أنّه رسول الله . وحتى يُقْبَضَ العِلْمُ ، وتَكثُر الزَّلازِلَ ، ويتقارَبَ الزَّمانُ ، وتظهرَ الفِتن ، ويكْثُر الهَرَجُ - وهو القتل - وحتى يكثر فيكُم المالُ فيفيضَ ، وحتى يُهمَّ رب المالِ من يقْبَلُ صَدَقَتَهُ ، وحتى يَعْرِضَهُ
____________________
فيقولُ الذي يعْرِضُهُ عليهِ : لا أرَبَ لي فيه . وحتى يتطاولَ الناسُ في البنيانِ . وحتى يَمُرَّ الرجُلُ بقبرِ الرجلِ فيقول : يا ليتني مكانَه . وحتى تطْلَع الشّمْسُ من مغرِبها . فإذا طلعتْ ورآها الناس ، آمن الناسُ أجمعونَ . فذلك حينَ ! ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) ! ولَتَقُومَنّ الساعةُ وقد نَشَرَ الرّجلانِ ثَوْبهما بينَهُما ، فلا يَتَبَايَعانِهِ ولا يَطْوِيانِهِ . ولَتَقُومَنّ الساعةُ وقد انْصرَفَ
____________________
الرَّجُلُ بِلَبَن لِقْحَتِهِ ، فلا يَطْعَمُهُ . ولَتَقومَنَّ السّاعةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقي منه . ولَتَقُومَنّ الساعة وقد رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فِيهِ ، فلا يَطْعَمُها .
24 - ولمسلم : عن أبي هريرة . قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' لا تقومُ السّاعةُ حتى تَضْطَربَ ألَيَات نِساء دَوْسٍ
____________________
حَوَلَ ذي الخَصَلَة ' وكانت صَنماً تَعْبُدُها دَوْسُ في الجاهليةِ بِتَبالَةَ .
25 - وله : عن عائشة : سَمِعْت رسول - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ : ' لا يذهبُ اللَّيلُ والنَّهارُ حتى تُعْبَدَ اللاتُ والعُزَّى ' فقلتُ : يا رسول الله : إنْ كُنْتُ لأظُنُّ حين أنْزَلَ الله : ! ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ! . أنّ ذلك تامّاً . قال : ' إنّه سيكونُ مِنْ ذلكَ ما شاءَ الله ' .
____________________
ثمّ يَبْعَثُ اللهُ ريحاً طَيِّبةً ، فَتَوَفَّى كُلّ مَنْ كان في قلبهِ مثقالُ حَبّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ من إيمانٍ . فيبقَى من لا خَيْرَ فيه ، فيرجعونَ إلى دينِآبائهِم .
26 - ولهما : عن أبي هريرة : أنّ رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' لا تقومُ السّاعةُ حتى تَخْرُجَ نارٌ من أرضِ الحِجاز ، تُضيءُ أعناقَ الإبلِ ببَصَرى ' .
27 - وللترمذي : عن ابنِ عُمَرَ . قال رسول الله
____________________
- صـلى الله عليه وسلم : ' ستخرُجُ نارُ من حَضَرمَوْت قَبْلَ القِيامةِ ' قالوا : يا رسولَ اللهِ : فما تأمُرُنا ؟ قال : ' عليكُمْ بالشَّامِ ' . وقال : حسَنٌ صحيحُ غريبٌ من حديثِ ابنِ عُمَرَ .
28 - وللترمذي : وحسنه : عن حذيفة . قال رسول - صـلى الله عليه وسلم - : ' والذي نَفْسِي بيدِهِ لا تقومُ الساعَةُ حتى تَقْتُلُوا
____________________
إمامَكُمْ ، وتَجْتَلِدُوا بأسيافِكْم ، ويَرِثُ دُنْياكُمْ شِرارُكُمْ :
29 - ولهُ : عن أبي سعيدٍ : قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' والذي نفْسي بيدِهِ : لا تقومُ الساعة حتى يُكَلِّمِ السِّباعُ الإنْسَ . وحتى يُكَلِّمَ الرجُلَ عَذَبَةَ سَوْطِهِ ،
____________________
وشِراكُ نَعْلِهِ ، ويُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بما أحْدَثَ أهلُهُ بعدَهُ ' . وقال : صَحيحٌ غريبٌ : لا نعرِفُهُ إلا من حديثِ القاسمِ بن فضلٍ . وهو ثِقةٌ مَأمونٌ .
30 - ولمُسلمٍ : عن أبي هُريرةَ : أنَّ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' لا تقومُ السَّاعةُ حتى يكْثُرَ المالُ ويفيضُ ، وحتى يُخرِجَ الرَّجُلُ زكاة مالِهِ ، فلا يَجِدُ أحداً يقبَلُها منهُ ، وحتى تَعودَ أرضُ العرَبَ مُروجاً وأنهاراً ' .
____________________
31 - وذكرَ ابنُ عَبْدِ البرِّ : مِنْ حديثِ ابن مسعودٍ : عن النبيَّ صـلى الله عليه وسلم ، قال : ' إنَّ بَينَ يدي السَّاعةِ : التَّسليمُ على الخاصَّةِ ، فُشُوُّ التِّجارةِ : حتى تُعينَ المَرْأةُ زوْجَها على التجارةِ . وقَطعُ الأرحامِ . وفُشُوُّ القَلَمِ وظُهورُ شَهادَةِ الزُّور . وكِتْمانُ شهادَةَ الحقِّ ' .
32 - ولابنِ المُباركِ : عن ابن فضالة : عن الحسَنِ . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
' لا تقومُ السَّاعَةُ حتى يُرفَعَ العِلْمُ ، ويُفيضَ المالُ ؛ ويَظهَرَ القَلَمُ ، وتكثُرَ التِّجارَةُ ' . قال الحسَنُ : لقد أتى عَلَيْنا زَمانٌ : إنَّما يُقالُ : تاجِرُ بني فُلانٍ ، وكاتِبُ بني فلانٍ . ما يكونُ في الحَيِّ إلاَّ التَّاجِرُ الواحِدُ ، أو الكاتِبُ الواحِدُ .
33 - وللبخاري : عن مُعاويَةَ : سَمِعْتُ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ : ' إنَّ من أشْراطِ السَّاعةِ : أن يقِلَّ العِلْمُ ، ويظْهَرَ الجَهْل ، ويظْهَرَ الزِّنا ، ويكْثُرَ النِّساءُ ، ويَقِلَّ الرِّجالُ ،
____________________
حَتى تَكونَ لِخَمْسينَ امرأةً القيِّمُ الواحِدُ ' .
34 - ولمُسْلم : عن أبي موسى : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
' ليأْتِيَنَّ على النَّاسِ زَمانٌ ، يَطوفُ الرَّجُلُ بالصَّدقَةِ من الذَّهَبِ ثُمَّ لا يجِدُ أحداً يأخُذْها منْهُ . ويُرى الرَّجُلُ الواحِدُ يَتْبَعُهُ أرْبَعونَ امرأةً ، مِن قِلَّةِ الرِّجالِ ، وكَثْرةِ النِّساءْ ' .
35 - وللبخاريِّ : عن ابن عَمْروٍ : سَمعتُ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ :
____________________
' إنَّ الله لا ينزَعُ العِلْمَ ، أن أعطاكُموهُ انتِزاعاً . ولكنْ ينْتَزِعُهُ منهُمْ مع قبضِ العلَماء بِعِلْمِهِم . ويَبْقى ناسٌ جُهالٌ : يُسْتَفْتون فَيُفْتونَ برأيِهمْ ، فيَضِلُّونَ ويُضِلُّونَ ' .
36 - ولأبي داودَ : عن سَلاَّمَةَ بنتِ الحُرِّ : أُختِ خَرْشَةَ بن الحُرِّ الفَزارِيِّ : مرفوعاً . قالت : سَمعتُ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ : ' إنَّ من أشراطِ السَّاعةِ : أن يَتَدافَعَ أهلُ المَسْجِدِ
____________________
الإمامةَ فلا يجدونَ إماماً يُصلي بِهِمْ ' .
37 - وروَى يزيد بن هرونَ : أنا عبدُ الملك بن قُدامَةَ : عن المَقْبِريِّ : عن أبي هُريرةَ : عن النبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' سيأتي على النَّاِس زمان : سَنوات خَدَّاعاتٌ : يُصَدَّقُ
____________________
فيها الكاذِبُ ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادقُ ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَة ' قيل : يا رسولَ الله : وما الرُّوَيْبِضَة ؟ قال ' الرَّجُلُ التَّافِهُ ينْطِقُ في أمرِ العامَّةِ ' .
38 - وفي حديثِ جبريلَ : ' أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها . وأن تَرَى الحُفاةَ العُراةَ
____________________
العالَةَ رِعاءَ الشَّاءْ يَتَطاوَلونَ في البُنْيانِ ' رواهُ مسلم .
____________________
39 - وللترمذيِّ : عن عليٍّ : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' إذا فَعَلَتْ أُمَّتي خمْسَ عَشَرَ خَصْلَةً حل بها البلاءُ ' قيل : وما هِي يا رسولَ الله . قال : إذا كانَ المَغْنَمُ دُوَلاً . والأمانَةُ مغْنَماً . والزَّكاةُ مَغْنَماً .
____________________
وأطاعَ الرَّجُلُ زوجَتَهُ . وعقَّ أُمَّهُ . وبرَّ صديقَهُ . وجَفا أباهُ . وارتفعَتِ الأصواتُ في المساجِدِ . وكان زعيمُ القوْمِ أرذَلَهُمْ . وأُكرِمَ الرجُلُ مخافَةَ شرِّهِ . وشُرِبَتِ الخُمورُ . ولَبِسَ الحريرُ . واتُّخذتِ القَيْناتُ ،
____________________
والمعازِفُ . ولَعَنَ آخِرُ هذه الأُمَّةِ أوَّلَها فليَرْتَقِبوا عنْدَ ذلكَ رِيحاً حمراءً ، وخَسْفاً ومَسْخاً ' . وقال : غريبٌ . وفي إسنادِهِ : فرجُ بن فَضالَةَ . ضُعِّفَ من قِبَلِ حفظِهِ . وأخرجَهُ من حديثِ أبي هريرَة أيضاً . وقال : غريبٌ ، لا نعرِفُهُ إلا من هذا الوجْهِ .
____________________
40 - ولابن ماجة : عن أبي مالِكٍ الأشعَرِيِّ : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' ليَشْرَبَنَّ ناسٌ من أُمَّتي الخَمْرَ ، يُسمونَها بغير اسمِها ، يُضْرَبُ على رُءوسِهِمْ بالمعازِفِ والقَيْناتِ ، فَخَسَفَ الله بهمُ الأرضَ ، ويَجعَلُ منهُمُ القِردَةَ والخَنازيرِ ' .
41 - وللبخاريِّ : عن أبي عامِرِ بن أبي مالكِ الأشعريِّ : سمع النبيَّ - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' ليَكونَنَّ ناسٌ من أُمَّتي يسْتَحِلونَ الخَمْرَ والحريرَ
____________________
والمعازِفَ ولَيَنْزِلَنَّ أقوامٌ إلى جنْبِ عَلَم ، يَروحُ عَليهِمْ بسارِحَةٍ لهم . تأتيهُمْ لحاجَةٍ فيقولون : ارجع إلينا غداً . فَيُبَيُّتُهُمْ الله ، ويضَعُ العلَمَ . ويَمسَخُ آخرينَ وخنازيرَ إلى يومِ القِيامةِ ' .
42 - ورُوِي عن أبي أُمامَةَ ؛ مرفوعاً : ' يكونُ في أُمَّتي فَزِعَةٌ ، فيصيرُ النَّاسُ إلى عُلَمائِهِمْ ، فإذا هُمْ قِرَدَةً وخَنازير ' .
____________________
43 - وعن حُذيفةَ قال : حدَّثنا رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - حَديثينِ . قد رأيت أحدَهُما . وأنا أنتظرُ الآخرَ حدَّثَنا : ' أنَّ الأمانةَ نَزَلَتْ في جَذْرِ قُلوبِ الرِّجالِ . ثُمَّ نَزَل القُرآنُ . فعلِموا من القُرآنِ ، وعَلِموا من السنَّةِ ' . ثُمَّ حَدَّثنا عن رفْعِ الأمانةِ قال : يَنامُ الرَّجُلُ النَّومَةَ فَيُقْبَضُ الأمانَةُ من قلبِهِ .
____________________
فيظَلُّ أثَرُها مثلَ الوَكْتِ . ثمَّ ينامُ النَّوْمَةَ فَيَظَلُّ أثرُها مثلَ المَجْلِ ، كجَمْرٍ دحْرَجْتَهُ على رِجْلِكَ ، فَنَفِط فتراهُ مُنْتَبِراً ، وليس فيهِ شيء ( ثُمَّ أَخَذَ
____________________
حَصاةً فَدَحْرَجَها على رِجْلِهِ ) . فيصبِحَ النَّاسُ يتبايَعونَ ، لا يكادُ أحدٌ يُؤَدِّي الأمانَةَ ، حتى يُقال : إنَّ في بني فُلانٍ رجلاً أميناً . حتى يُقالَ للرَّجُل : ما أجْلَدَهُ ! ما أظرَفَهُ ! ما أعْقَلَهُ ! وما في قلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ من إيمانٍ ' . ولقد أتى عَلَيَّ زمانٌ ما أبالي أيُّكُمْ بايَعْتُ لِئنْ
____________________
كان مُسلماً لَيَرُدُّنَّهُ عليَّ دينه . ولئن كان يَهودِيًّا أو نَصْرانِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ علي سَاعيهِ . وأمَّا اليومَ فما كُنْتُ أُبايعُ منك إلا فُلاناً وفلاناً . أخرجاهُ .
44 - وقال ابنُ ماجة : أنا أبو بكْرِ بن أبي شَيْبَة : ثنا وكيعُ : ثنا الأعمَشُ : عن سالم بن أبي الجَعْدِ : عن زِيادِ بن لَبيدٍ . قال : ذكر النبي صـلى الله عليه وسلم شيئاً . فقال : ' ذلك عِنْدَ أوانِ ذهابِ العِلْم ' قلت : يا رسول الله : وكيف يذهبُ العِلْمُ ، ونحن نقْرَأُ القُرآنَ ، ونُقرِئُهُ
____________________
أبناءَنا ، ويُقْرِئُهُ أبناؤنا أبناءَهمْ إلى يومِ القِيامةِ . فقال : ثكِلَتْكَ أُمُّكَ يا زيادُ . إن كُنْتُ لأراكَ من أفْقَهِ رجُلٍ بالمدينةِ . أو لَيْسَ هذه اليهودُ والنَّصارى يقْرأونَ التَّوراةَ والإنجيلَ ، لا يعْمَلونَ بشيءٍ منها . (1)
45 - وخرَّجَهُ الترمذيُّ : عن جُبير بن نُفيرٍ : عن أبي الدرداء . قال : كُنَّا مع النبيِّ صـلى الله عليه وسلم فَشَخَصَ بِبَصَرِهِ إلى السَّماء . ثُمَّ قال : ' هذا أوانُ يُخْتَلَسُ العِلْمُ مِنَ النَّاسِ ، حتى لا يَقْدِرونَ على شيءٍ منهُ ' .
____________________
1- ( في الزوائد : هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات . إلا أنه منقطع )
فقالَ زِيادُ بن لبيد الأنصاريِّ : كَيْفَ يُخْتَلَسُ منَّا ، وقد قَرأنا القُرآنَ ، فَوَ اللهِ لَنَقْرأنَّهُ ، ولِنَقْرءَنَّه نِساءَنا وأبناءَنا ؟ فقال : ثَكِلَتْكَ أُمُّك يا زيادُ ! إن كُنتُ لأعُدُّكَ من فُقَهاء أهل المدينةِ ؛ هذه التوراةُ والإنجيلُ عندَ اليهودِ والنَّصارى فماذا تُغني عنهم ' ؟ قال جُبَيْر : فَلَقَيْتُ عُبادةَ بن الصَّامت . قلتُ : ألا تسمَعُ ما يقولُ أخوكَ أبو الدَّرداء ؟ فأخْبَرْتُهُ . قال : صَدَقَ أبو الدَّرداء . إن شئتَ لأُحَدِّثَنَّكَ بأوَّلِ عِلْمٍ يُرفَعُ من النَّاسِ : الخُشوعُ . يُوشِكُ أن تدخُلَ مسْجِدَ جماعةٍ ، فلا ترى فيه رَجُلاً خاشعاً . وقال : حسنٌ غريب .
____________________
46 - وذكر ابنُ ماجه : من مُسْنَدِ زيادٍ : بإسناد صحيح كما تقدَّمَ ، وقال : حدثنا عليُّ بن محمد : ثنا أبو معاويةَ : عن أبي مالِكٍ الأشْجَعِيِّ : عن رَبْعِيِّ بن حِراشٍ : عن حُذيفةَ : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم : ' يَدْرُسُ الإسلامُ كما يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ . حتى لا يُدْرَى ما صيامٌ ، ولا صلاةٌ ولا نُسُكٌ ولا صَدَقَةٌ . ويُسْرَى على كتابِ اللهِ تعالى في ليلةٍ ، فلا تبقى منهُ في الأرضِ آيةٌ . وتبقى طوائفَ من النّاسِ : الشَّيْخُ
____________________
الكبيرُ والعجوز ، يقولون : أدْرَكْنا آباءنا على هذهِ الكلمةِ : لا إله إلا الله . فنحنُ نقولُها ' . فقال له صِلَةُ : ما يُغْني عنهم : لا إله إلا الله ، وهم لا يَدْرون : ما صلاةٌ ولا صيامٌ ولا نُسُكٌ ولا صدقةٌ ؟ فأعَرْضَ عنْهُ حذيفة ، ثم رَدَّها عليهِ ثلاثاً . كل ذلك يُعْرِضُ عنْهُ حُذَيْفة . ثم أقْبَلَ عليه حذيفة فقال : يا صِلَةُ ! تُنجِّيهِم من النّارِ . ثلاثاً . (1)
____________________
1- ( في الزوائد : إسناده صحيح ، رجاله ثقات . رواه الحاكم وقال : إسناده صحيح على شرط مسلم )
( مِنْ أحادِيثِ الفِتَنْ )
47 - ولمسلم عن حذيفة . قال : قامَ فينا رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - مقاماً ما تَرَكَ فيهِ شيئاً يكونُ في مقامِهِ ذلِكَ إلى قيامِ السَّاعةِ ، إلا حَدَّثَ به . حَفِظَهُ مَنْ حَفَظَهُ ، ونَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ . فأذْكُرُهُ كما يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إذا غابَ عنهُ . ثم إذا رآه عَرَفَهُ .
____________________
48 - قال : واللهِ ما أدْرِي : أنَسيَ أصحابي ، أم تَناسَوْهُ ؟ واللهِ ما تَرَكَ رسول اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - من قائدِ فتنةٍ إلى أنْ تَنْقَضِي الدُّنْيا ، يَبْلُغُ من معه ثلاثِمائةٍ فصاعداً ، إلا قد سمّاهُ لنا : باسْمِهِ واسْمِ أبيهِ واسْمِ قبيلَتِهِ .
49 - ولهُ : عنه . قال : حَدَّثَنا رسول اللهِ - صـلى الله عليه وسلم -
____________________
مَجْلِسًا أنْبأ فيه عن الفِتَنِ - فقال : وهو يَعُدُّ الفِتَنَ ' منها ثلاثٌ لا يَكَدنَ يَذَرْنَ شيئاً . ومنها فِتنٌ كرياحِ الصيفِ : منها صِغارٌ ، ومنها كبارٌ ' . قال حذيفة : فذهب أولئك الرَّهْطُ كُلُّهم غيري .
50 - ولأبي داود : عن ابن عمر . قال كُنّا قُعوداً عند رسولِ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - فذَكر : ' الفِتن فأكْثَرَ فيها ، حتى ذَكَرَ فتنةَ الأحْلاسِ ' . فقال قائلٌ : يا رسول الله وما فتنة الأحْلاسِ ؟ فقال :
____________________
' هي هَرَبٌ وحَرَب ، ثم فتنةُ السَّوْداءَ : دَخَنُها من تحتِ قَدَميْ رَجُلٍ من أهل بيتي يزْعُمُ : أنّه مِني ، وليس
____________________
إنّما أوْلِيائي المتَّقُون . ثم يَصْطَلِحُ الناسُ على رَجُلٍ كَوَرِكٍ على ضِلع . ثم فتنةُ الدُّهيماء ، لا تَدَعُ أحداً من هذهِ الأمَّةِ إلا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً ، فإذا قيل : انْقَضَتْ تمادَتْ ، يصبحُ الرَّجُلُ فيها مؤمناً ، ويُمْسِي كافِراً ،
____________________
حتى يَصيرَ النّاسُ إلى فُسْطاطَيْنِ : فُسْطاطِ إيمانٍ ، لا نِفاقٍ فيه ، وفُسْطاطِ نفاقٍ لا إيمانَ فيهِ . فإذا كان كانَ ذلِكُمْ فانْتَظِروا الدَّجَّالَ مِنْ يوْمِهِ ، أو مِنْ غَد .
51 - وعن أبي هُرَيْرة : حَفِظتُ مِنْ رسولِ اللهِ صـلى الله عليه وسلم - وعاءَيْنِ . فأمَّا أحَدُهُما فَبَثَثَتَهُ ، وأما الآخر فلَوْ بَثَثَتَهُ لَقُطعَ هذا البُلْعوم . رواه البخاري .
____________________
52 - ولَهُ : عنه : سَمِعْتُ الصَّادِقَ المصدُوق يقول : ' هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ من قُريشٍ ' . قال مروان : لعْنَةُ اللهِ عليهِمْ غِلْمَةً . قال أبو هُريرة : لو شئتُ أن أقولَ : بَني فلانٍ وبَني فلانٍ لفعلتُ . فكنتُ أخْرُجُ مع جَدِّي إلى بَني مروان حين مَلَكُوا الشَّامَ . فإذا رآهم هؤلاء أحْداثاً غِلْماناً قال لنا : عَسَى هؤلاء أنْ يكونوا مِنهم . قُلنا : أنتَ أعْلَم . وجَدُّه : الرَّاوي عن أبي هُريرة .
____________________
( بابُ النّهي عَن السعي في الفتنة )
53 - ولأبي داودَ : عن أبي موسى : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' إنّ بين أيْديكُمْ فِتَناً كقِطَعِ الليلِ المظلمِ . يصبِح الرَّجلُ فيها مؤمناً ، ويُمسي كافِراً . ويمْسي مؤمناً ، ويصْبِح كافراً . القاعِد فيها خيرٌ من القائم . والقائم فيها خيرٌ من السَّاعي ' . قالوا : فما تأْمرْنا يا رسولَ الله ؟
____________________
قال : ' كونوا أحْلاسَ بيوتِكم ' .
54 - ولابن ماجه : عن أبي برْدَةَ . قال : دَخَلْت على محمّدِ بن مسْلَمَة . فقال : - إن رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' إنها سَتكونُ فتنةٌ وفرقة واخْتلافٌ . فإذا كان ذلك فأتِ بِسيْفِكَ أُحداً ، فأضْرِبهُ حتى يَنْقَطعَ . ثم اجْلِسْ في بيتِكَ حتى تأتيكَ يَدٌ خاطئةٌ ، أو ميتةٌ قاضيةٌ ' .
____________________
فقد وَقَعَتْ ، وفَعَلْتُ ما قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم . (1)
55 - وله : عَنْ عائشة بنت أُهْبان . قالت : لمّا جاء علي بن أبي طالب هَهُنا البَصْرَةَ . دَخَلَ على أبي فقال : يا أبا مسْلِمٍ ! ألا تُعينُني على هؤلاء القوْم ؟ قال : بلى . قالت : فدعا بجاريةٍ له . فقال : يا جاريةُ ! أخْرِجي سَيْفي . قالت : فأخْرَجْتَهُ . فَسَلَّ منه قَدْرَ شِبْرٍ ، فإذا هو خَشَبٌ . فقال : إنّ خليلي وابن عمِّكَ - صـلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إليَّ ، إذا كانتْ
____________________
1- ( في الزوائد : هذا إسناد صحيح إن ثبت سماع حماد بن سلمة من ثابت البناني )
فِتْنةٌ بين المسلمينَ ، فأتَّخِذُ سيفاً من خَشَبٍ ، فإنْ شئْتَ خَرَجْت مَعَكَ . قال : لا حاجةَ لي فيكَ ، ولا في سيْفِكَ .
56 - ولأبي داود : عن أبي موسى : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم : إن بين يدي السَّاعَةَ فِتَناً ، كَقِطعِ الليلِ المظلمِ . يصْبِح الرَّجلُ فيها مؤمناً ، ويمْسي كافراً . ويمسي مؤمناً ، ويَصبح كافراً . القاعِدُ فيها خيرٌ من القائم [ والقائم فيها خيرٌ من الماشي ] والماشي فيها خيرٌ
____________________
مِنَ السَّاعِي . فكَسِّروا قِسِيِّكمْ . وقَطِّعوا أوْتارَكُم ، واضْرِبوا بسيوفِكُم الحجارةَ . فإن دخل على أحدٍ منكُم . فليكُنْ كخَيْر ابْنيْ آدمَ .
57 - ولَهُ : عن سَعْدٍ قلت : يا رسولَ اللهِ ! إنْ دَخَلَ عليَّ بيْتي ، وبَسَطَ يَدَه إليَّ لِيَقْتُلَني ؟ قال رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم :
____________________
' كُنْ كخَيْرِ ابْنيْ آدمَ . وتلا هذِهِ الآية : ! ( لئن بسطت ) ! الآية .
58 - وله : عنِ ابن عمَر : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' كيْفَ بِكُم وبِزمانٍ : يوشِكُ أنْ يأتي ، فيغَرْبَلُ الناسُ فيه غَرْبَلَةً ، تَبْقى حُثالَةٌ مِنَ الناس ، قَدْ
____________________
مَرِجَتْ عُهودُهُم وأماناتُهُم ، واختلَفوا ، فكانوا : هكذا وهكذا ' وشَبَّكَ بين أصابِعِه . قالوا : كيف بنا يا رسولَ اللهِ ! إذا كان ذلِكَ الزَّمانُ ؟ قال : ' تأخُذون بما تَعْرِفُونَ ، وتَدَعونَ ما تُنْكِرُونَ ، وتَقْبَلُون على خاصَّتِكُم ، وتَدَعوُنَ أمْرَ عامَّتِكُمْ ' .
____________________
59 - وللنَسائي : مِنْ حديث ابن عمْرو : نحوه وقال : فقلتُ : كيف أصْنَعُ ؟ قال : ' الْزَم بيتكَ ، وأمْلِكْ عليكَ لسانَكَ ، وخُذْ ما تعرِفُ ، ودَعْ ما تُنْكِرُ ، وعليكَ بأمرِ خاصَّةِ نفْسك ، ودَعْ عنكَ أمْر العامَّةِ ' وأوَّلُهُ : ' إذ رأيْتَ الناس مَرِجَتْ عُهودُهم ، وخَفَّتْ أماناتُهُم ، وكانوا : هكذا وهكذا ' وشَبَّك بين أصابعهِ . فقُمْتُ إليه . فقلتُ الخ .
60 - وللتِّرْمِذِي : عن أبي هُرَيرة : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال :
____________________
' إنّكُم في زمانٍ ، مَنْ تَرَكَ مِنْكُم فيه عشْرَ ما أُمِرَ به هَلَكَ . ويأتي على النّاسِ زمانٌ ، مَنْ عَمِلَ مِنْهُم بِعشْر ما أُمِرَ بِهِ نجا ' . وقال : حسنٌ غريبٌ . (1)
61 - ولابن ماجَة : عن أبي هُريرة . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
1- ( في سنن الترمذي : ' هذا حديث غريب ' )
' لَتُنْتَقون كما يُنْتَقَى التّمْرُ من أغْفالِهِ . وليَذْهَبَنَّ خِيارُكُم . ولَيَبْقِينَّ شِرارَكُم . فموتوا إنِ اسْتَطَعْتُم ' .
62 - وللبخاريِّ : عن مِرْداسٍ الأسْلميِّ : قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' يَذْهَبُ الصّالِحونَ : الأوَّلُ فالأول . وتَبْقى حُفالَة كحُفالةِ الشَّعيرِ والتَّمرِ ، لا يُباليهم الله بالَةً ' .
____________________
وفي روايةٍ : ' لا يعْبَأُ الله بِهِمْ ' .
____________________
( بابُ التّعرّب في الفِتنة )
63 - ولَهُ : عن أبي سعيدٍ : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - ' يُوشِكْ أن يَكونَ خَيْرُ مالِ المسلِم غنَماً يتْبَعُ بها شَعَفَ الجبالِ ، ومواقِعَ القَطْرِ ، يَفر بِدينِهِ مِنَ الفِتَنِ ' .
____________________
64 - ولِمُسلم : عن أبي بَكرة : قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' إنها ستكونُ فِتَنٌ : القاعِدُ فيها خيرٌ من الماشي . والماشي فيها خيرٌ من السَّاعي إليها . ألا إذا نَزَلَتْ ، أو وَقَعَتْ ، فمن كان له إبِلٌ ، فَلْيَلحَقْ
____________________
بإبِلِهِ . ومَنْ كانت لهُ غُنَمٌ ، فلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ . ومن كانت لهُ أرْضٌ ، فلْيَلْحق بأرضِهِ ' . فقال رَجُلٌ : يا رسولَ اللهِ ! أرأيْتَ مَنْ لم يَكُنْ لَهُ إبِلُ ، ولا غَنَمٌ ، ولا أرضٌ ؟ قال : ' يَعْمِدُ إلى سَيْفِهِ ، فيَدُقُّ عليهِ بحجرٍ ، ثم لينْجُ ، إن استطاعَ النَّجاةَ . اللَّهم هل بلَّغتُ . اللَّهُمَّ هل بلَّغت . اللَّهم هل بلَّغت ' . فقال رجُلٌ : يا رسولَ الله ! أرأيتَ إن أُكْرِهْتُ حتى يُنْطَلَقَ بي إلى أحَدِ الصَّفَّيْن ، أو إحدى الفئتينِ ، فيضْرِبُني رجُلٌ بسَيْفِهِ ، أو يجيءُ سَهْمٌ فيقْتُلُني ؟ قال : ' يَبوءُ بإثمِهِ وإثمِكَ ، فيكونُ من أصحابِ النّار ' .
____________________
( بابُ النّهي عن تعاطي السّيْف المسْلول )
65 - وفي المُسْنَدِ : عنه : قال : أتى رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - على قوْمٍ يتعاطَوْنَ سيفاً مسْلولاً . فقال : ' لَعَنَ اللهُ من فَعَلَ هذا . أوَ ليْسَ قد نَهَيْتُ عن هذا ؟ ' ثم قال : ' إذ سَلَّ أحَدُكُم سَيْفَهُ فنَظَرَ إليْهِ ، فأراد أنْ يُناوِلَهُ أخاهُ ، فلْيَغْمِدْهُ ، ثُم يُناوِلُهُ إيّاهُ ' .
____________________
( بابُ بدأ الإسْلامُ غريباً وسَيَعودُ غريباً )
66 - ولمسلم : عن أبي هُريرة : عن النّبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' بَدأ الإسلامُ غريباً وسيعود غريباً كما بَدأ ' .
67 - ورواهُ أحمد : عن ابنِ مسعودٍ : - وفي آخِرِهِ - : ' فَطُوبى للغُرَباء ' .
____________________
آخِرُهُ : قيل : يا رسولَ اللهِ ! ومَنِ الغُرَباءُ ؟ قال : ' النِّزاعُ مِنَ القَبائل ' .
____________________
68 - ورواهُ الآجُرِيُّ : وعنْدَهُ : قيلَ : مَنْ هم يا رسول اللهِ ؟ قال : ' الذين يَصْلُحُونَ إذَ فَسَدَ النَّاسُ ' .
69 - ولأحمد : في حديثِ سعْدِ بن مالِكٍ : ' فطُوبى يومئذٍ للغُرباءَ ، إذا فَسدَ الناس ' .
____________________
70 - ولَهُ : عن ابن عمْرٍ و : عن النبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' طُوبى للغُرَباء ' . قُلنا : ومَنِ الغُرباء ؟ قال : ' قوْمٌ صالِحونَ قليلٌ ، في ناس سُوءٍ كثيرٍ . من يَعْصيهِم أكثَرُ مِمّن يُطِيعُهُم ' .
71 - [ وفي الزَّهْد : عنه ] :
____________________
' إنّ أحَبَّ شيء إلى اللهِ الغُرباء ' قال : ' الفَرَّارُون بِدينِهِم ، يَبْعثُهُم الله مع عيسى بن مرْيمَ عليه السلام ' . رواه أحمد : عن الهيْثم بن جميل : ثنا مُحمد بن مُسلم : ثنا عُثمان بن عبد الله : عن سُليْمان بن هُرْمُزْ : عنه .
72 - ولأحمد : عَنِ المُطَّلب بن حنطب : عَنِ النبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' طُوبى للغُرباءِ ' قيل : يا رسولَ اللهِ ! مَنِ الغرباء ؟ قال : ' الذينَ يزيدونَ إذا نَقَصَ الناسُ ' .
73 - وللترْمِذي : مِنْ حديثِ كثيرِ بن عبدِ اللهِ
____________________
المُزَنيِّ : عن أبيه : عن جَدِّهِ : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم :
____________________
' طُوبى للغُرباء : الذين يُصْلحونَ ما أَفْسَدَ الناسُ من سُنَّتي ' . قال الأوْزاعي في معنى الحديث : أما إنّه ما يَذْهَبُ الإسلامُ ، ولكن يذْهبُ أهلُ السُّنة ، حتى ما يبقى في البلَد منهم إلا رجُلٌ واحدٌ .
74 - وفي المُسند : عن عُبادة : أنه قال لِرجلٍ من أصحابهِ :
____________________
' يُوشِك أن ترى الرّجل قد قرأ القرآن على لسانِ محمد - صـلى الله عليه وسلم - فأعادَهُ ، وأبْداهُ . فأحَلَّ حلالَه ، وحرَّم حرامَه . ونزَل عند منازِله . لا يَحورُ فيكم ، إلا كما يَحورُ رأسُ الحمارِ الميِّت ' .
____________________
( بابُ لا يَأتي زمانٌ إلاّ والذي بعْدَهُ شَرٌّ مِنْه )
75 - وللبُخاريِّ : عن الزُّبير بن عَدِي . قال : أتينا أنَساً ، فشَكَوْنا إليه ما نلْقَى من الحجَّاج . فقال : ' اصْبروا ؛ فإنه لا يأتي عليكُم زمانٌ ، إلا والذي بعدَه شرّ منه ' سمعتُه من نبيِّكُم - صـلى الله عليه وسلم .
76 - ولمسْلم : عن أبي هُريرة . قال رسولُ اللهِ
____________________
- صـلى الله عليه وسلم : ' يَتقارَبُ الزَّمان ، ويَنْقُص العَمَل . ويُلْقَى الشُّح وتظهَرُ الفِتن . ويكثرُ الهَرَج ' . قالوا : يا رسولَ الله ! ما هو ؟ - قال : ' القَتْل القَتْلُ ' .
____________________
( بابُ تَحريم رُجوع المُهاجِر إلى اسْتيطان وطنِه )
77 - ولَهُ : عن سَلَمَة - وقد قال له الحجَّاجُ : -
____________________
أرَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ ؟ قال : - لا . ولكن رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - أذِنَ لنا في البَدْوِ .
____________________
( بابُ إذا الْتَقَى المُسْلمانِ بسَيْفَيْهِما )
78 - وللبُخاري : عن الأحْنَف . قال : خَرَجْتُ وأنا أُريدُ هذا الرَّجل . فلَقيني أبو بَكْرة . فقال : أين تُريد يا أحْنف ؟ فقُلتُ : أُريد نُصْرَةَ ابن عمِّ رسولِ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - يعني : عليّاً - رضي اللهُ عنه .
____________________
فقال لي : يا أحْنف ! ارْجِع ؛ فإن سمعتُ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' إذا تواجَهَ المُسْلِمانِ بِسَيْفَيْهِما ، فالقاتلُ والمقتولُ في النَّار ' فقلت ، أو قيل : - يا رسول الله ! هذا القاتِلُ ، فما بالُ المقتولِ ؟ قال : ' إنه أرادَ قَتْل صاحبِهِ ' .
79 - ولمسلم : عن أبي هُريرة . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - : ' والذي نَفْسي بِيَدِه ،
____________________
لا تَذْهَب الدنْيا حتى يأتي على النّاس يوْمٌ ، لا يَدْري القاتِلُ فيمَ قَتَل ؟ ولا المقتول فيم قُتِل ؟ ' فقيل : كيف يكونُ ذلك ؟ قال : ' الهَرج : القاتِلُ والمقتولُ في النّارِ ' .
____________________
( بابُ هلاك الأُمّة بَعْضِهِم ببعْض )
80 - ولِمُسلم : عن ثَوْبان . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' إن الله زوَى لي الأرض . فرأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها . وإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُها ما زوِي لي منها . وأَعْطَيْتُ الكَنْزيْن الأحْمَر والأبْيَض . ( قال ابن ماجة : يعني : الذَّهب والفِضَّة ) . وإني سألْتُ ربي لأُمَّتي ألاَّ يُهْلِكَها
____________________
بسَنَةٍ بعامَّةٍ . وألاَّ يُسَلِّط عليْهِم عدُوًّا من سِوَى أنْفُسهم ، فيَسْتَبيحَ بَيْضَتَهُم . وإنَّ ربِّي قال : يا محمد : إذا قَضَيْتُ قضاء ، فإنّه لا يُرَدُّ . وإني أعطيتُك لأُمَّتِك : ألاَّ أُهْلِكَهُم بسَنَةٍ بعامَّةٍ . وألاَّ أُسَلِّطَ عليهم عدُوًّا من سِوى أنْفُسِهم ، فيَسْتبيح بيْضَتهم ، ولو اجْتمع عليهِم من بأقطارِها ، أو قال : من بين أقْطارِها . حتى يكونَ بعضُهُم يُهْلِكَ بعضاً . ويَسْبي بعضُهم بعضاً .
____________________
81 - زادَ أبو داود : ' وإنما أخافُ على أُمَّتي الأئمَّة المُضلِّين . وإذا وُضِع السَّيفُ في أُمَّتي ، لم يُرْفع عنها إلى يومِ القِيامة . ولا تَقوم السَّاعَةُ ، حتى يَلْحَقَ قبائلَ من أُمّتي بالمشركين ، وحتى تَعْبُدَ قبائل من أمّتي الأوثان . وأنّه سيكونُ في أمّتي كذّابون . ثلاثون . كُلُّهُم يزْعم : أنّه نَبي . وأنا خاتمُ النَّبِيِّين . لا نبيَّ بعْدي . ولا تزالُ طائفةٌ من أمّتي على الحقِّ ظاهرين . لا يضُرُّهُم من خالَفَهُم . حتى يأتي أمرُ الله .
82 - ولمُسْلم : عن سعْدٍ أن رسولً اللهِ -
____________________
صـلى الله عليه وسلم - أقْبَلَ ذاتَ يوْم من العالِيَةِ ، حتى إذا مَرَّ بمسجدِ بني مُعاوية ، دَخَلَ ، فرَكع فيه ركْعتين ، وصَلَّيْنا معه ، ودَعا ربَّه طويلاُ . ثم انْصرف إليْنا ، فقال : ' سألْتُ ربِّي ثلاثاً ، فأعطاني ثِنْتَيْن ، ومَنَعَني واحدة . سألتُ ربِّي : ألاَّ يُهْلِك أُمَّتي بالسنَّةِ ، فأعْطانيها . وسألتُهُ ألاَّ يُهْلك أُمّتي بالفَرَق ، فأعْطانِيها . وسألتُه : ألاَّ يجعلَ بأسَهُم بينهم ، فمَنَعْنِيها ' .
____________________
( بابُ كفّ اللِّسان في الفِتْنة )
83 - ولأبي داوُدَ : عن ابن عُمَر . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - : ' سَتَكونُ فِتْنةٌ تَسْتَنْظِفُ العَربَ . قَتْلاها في النَّارِ . اللِّسانُ فيها أشَدُّ من وَقْعِ السيْف ' .
____________________
قال التِّرْمِذي : غريب . سمعتُ محمداً يقول : لا يُعرَف لزيادِ بن سَمِين : عن ابن عُمَر غيرُ هذا . (1)
84 - ولأبي داوُدَ : عن أبي هُريرة : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم : ' ستكونُ فِتْنةٌ صَمَّاء بَكْماء عَمْياء اللِّسانُ فيها كَوَقْعِ السَّيْف ' .
____________________
1- ( هذا حديث غريب )
85 - ولابن ماجَه : عن ابن عُمَر : مرْفوعاً : ' إيَّاكُم والفِتن ؛ فإنَّ اللِّسانَ فيها مثْلُ وَقْع السّيْف ' . (1)
86 - ولهُما : عن أبي هُريرة : أنّه سَمِعَ رسولَ اللهِ
____________________
1- ( في الزوائد : في إسناده محمد بن عبد الرحمن . وهو ضعيف . وأبوه لم يسمع من ابن عمر )
- صـلى الله عليه وسلم - يقول : إنَّ الرَّجل لَيَتَكلَّم بالكلِمَة ، لا يُلْقي لها بالاً ، يَهْوي بها في النّار ، أبْعَدَ ما بيْن المشْرِق والمغْرِب .
____________________
( مِن أحادِيثِ النَّهْي عن السَّعي في الفتْنة )
87 - ولأبي داوُدَ : عن أبي ذَر . قال رسولُ اللهِ صـلى الله عليه وسلم : ' يا أبا ذَرّ ' قُلْتُ : لبيكَ يا رسول الله ! وسعْدَيك . وذكرَ الحديث : قال فيهِ : كيفَ أنْتَ إذا أخَذْت النّاسَ مَوْتٌ ، تكونُ البيتُ فيه بالوصِيفِ ' - يعني :
____________________
القَبْر - قلتُ : اللهُ ورسولُه أعْلَم ، أو قال : ما يختارُ اللهُ لي ورسولُهُ . قال : ' علَيْكَ بالصَّبْرِ ' أو قال : ' تَصْبر ' . ثم قالَ لي : ' يا أبا ذَرٍّ ! ' قلت : لبَّيك يا رسولَ اللهِ ! وسَعْدَيْك . قال : ' كيف أنت ! أذ رأيْتَ أحجار الزّيت قد غَرِقت بالدَّم ؟ ' قلت : ما خارَ الله لي ورسولُهُ . قال : ' عليْكَ بِمَنْ أنت منه ' قلْتُ : يا رسولَ الله ! أفلا آخُذُ سيْفي فأضَعُه على عاتِقي ؟ قال : ' شارَكْتَ
____________________
القَوْمَ إذاً ' قال : قلْتُ : فماذا تأْمُرني ؟ قال : ' تلْزم بيتك ' قلت : فإن دَخَل على بيتي ؟ قال : ' فإن خَشَيت أن يَبْهرَك شُعاعُ السَّيْف ، فألْقِ ثوْبَك على وَجْهَك ، يبوءُ بإثمكَ وإثمِه .
88 - زاد ابن ماجَه : ' كيف أنت وجوائِحُ تُصِيب الناس ، حتى تأتي مسْجِدَك ، فلا تستطيعُ أن تَرْجع إلى فِراشِك ، ولا تستطيعُ أن تقُوم من فِراشِك إلى مسْجِدَك ؟ قلت : اللهُ ورسولُهُ أعْلَم ، أو خارَ الله لي ورسولُهُ . قال : ' عليكَ بالعِفَّة ' .
____________________
89 - وفي حديثٍ عن ابن مسْعودٍ : وذَكَر الفِتْنة . قال : ' الْزَم بَيْتَك ' قيل : فإنْ دَخَل عَلَيَّ بيتي ؟ قال : ' فكُن مِثْل الجَمَل الأوْرَقَ الثَّفَّال ، الذي لا يَنْبِعُث إلا كَرْهاً ، ولا يمْشي إلا كرْهاً ' رواهُ أبو عُبيْد .
90 - ولأبي داوُدَ : عن المِقْدادِ : مرفوعاً : ' إنّ السَّعيد لمن جُنِّبَ الفِتَن . إنّ السَّعيد لَمن
____________________
جُنِّبَ الفِتَنَ . ولِمَنْ ابْتَلِي فَصَبَر . فَواهاً ' .
____________________
( مِنْ أَمارات السَّاعة )
91 - وللبُخاري عن عَوْف بن مالِكٍ . قال : أتيْتُ النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - في غزوة تَبُوك وهو في قُبَّةٍ من أَدَمٍ فقال : ' اعْدُدْ سِتّاً بين يدي السّاعة : مَوْتي . ثم فَتْحُ بيْتِ المَقدِس ثم مَوْتانٌ يأخُذُكم ، كقِعاصِ الغَنَم . ثم اسْتِفاضَةُ المالِ ، حتى يُعَطَّى
____________________
الرَّجُلُ مائةَ دينارٍ فيَظِلُّ ساخِطاً . ثم فتنةٌ لا يَبْقى بَيْتٌ من العَرَب إلا دَخَلَتْه . ثم هُدْنَةٌ تكونُ بينكُم وبين بني الأصْفَر . فيَغْدِرُونَ . فيَأْتونَكُم تحتَ ثمانينَ غايةً ، تحتَ كُلَّ غايةٍ اثنا عَشَرَ ألْفاً .
____________________
( بابُ مَلاحِم الرُّوم )
92 - ولِمُسلم : عن يُسَيْر بن جابر قال : هاجَتْ ريحُ حَمْراء بالكُوفَة . فجاء رجُل ليْس له هِجِّيري إلاّ . يا عبدَ الله بن مسْعود ! جاءتِ السّاعَةُ . قال : فَقَعَد وكان مُتَّكِئا . فقال : إنّ السّاعة لا تَقُوم حتى لا يُقْسَمَ ميراثٌ . ولا يُفْرَحَ بغنيمةٍ . ثم قال بيدِهِ : هكذا : ( ونَحَّاها نحو الشَّام ) . فقال : عَدوٌ يجْمعون لأهلِ الإسلام . أو يَجْمَعُ لهم أهلُ الإسلام . قلتُ :
____________________
الرُّوم تعني ؟ قال : نعم . قال : ويكون عند ذلِكُم القِتال ردَّة شديدٌ . فيُشْترط المسلِمُون شُرْطَةً للموت ، لا تَرْجِعُ إلا غالبَةً . فيقْتتِلونَ حتى يُمْسوا . فيبقى هؤلاء وهؤلاء : كُل غَيْرُ غالِبٍ . وتفْنى الشُّرْطَةُ . فإذا كان يوْمُ الرابع نَهَد إليهم بقيَّة أهل الإسلام . فيجْعَلُ الله الدائرةَ عليهم فيقْتَتِلُون مَقْتَلَةً - إمّا قال : لم ير
____________________
مِثلُها . وإمّا قال : لا يُرَى مثلُها . حتى إنّ الطَّير لتَمُر بجَنَباتِهم . فما يُخَلِّفُهُم حتى يَخِرَّ ميتاً . فيَتعادُ بنو الأب . كانوا مائةً . فلا يجِدون بقي منهم إلاّ الرّجُل الواحد . فبأي غنيمةٍ يفرح . أو بأيّ ميراثٍ يُقْسَمُ ؟ فبَيْنما هم كذلك إذْ سمعوا بناسٍ هم أكثرُ من ذلك . فجاءهُم الصرَّيخُ : إنّ الدّجّال قد خالفَهم في ذَرارِيِّهِم . فيَرْفُضون ما بأيديهِم
____________________
ويُقْبلون : فيَبْعثونَ عَشْرَ فوارِسَ طليعةً . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' إني لا أعرِف أسماءَهُم وأسماء آبائهِم ، وألوانَ خيولهِم . خيرُ فوارِس على ظهْرِ الأرض يومئذٍ ' .
93 - ولَهُ : عن أبي هُريرة : أنّ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ( لا تَقُوم السّاعة حتى تَنْزل الرُّوم بالأعماقِ ، أو بِدابقٍ . فيخرُج إليهِم جيْشٌ من المدينةِ : من خيارِ أهلِ الأرضِ يومئذٍ . فإذا تصادفوا . قالتِ الرُّوم :
____________________
خَلوا بيْننا وبيْن الذين سُبُوا مِنّا : نُقاتلُهُم : فيقولُ المسلمونَ : لا . والله ! لا نُخْلي بينكُم وبين إخوانِنا . فيُقاتِلونهُم . فيَنْهَزِمُ ثُلُثُ لا يَتوبُ اللهُ عليهِم أبداً . ويُقْتل ثُلُثهم . أفضلُ الشُهداءَ عندَ اللهِ . ويَفْتح الثُّلُث . لا يُفْتَنون أبداً . فيَفْتِحونَ قُسْطَنْطِينيَّةَ . فبينما هم يقْتَسِمون الغنائمَ ، قد عَلَّقوا سُيوفهُم بالزَّيتونِ . إذْ صاح فيهِم الشّيطانُ : إنَّ المسيحَ قد خالفَكُم في أهْليكُم . فيخْرُجونَ . وذلك باطلٌ . . فإذا جاءوا الشَّام خَرَج . فبينما هم يُعِدُّون للقتالِ . يُسَوُّون الصُّفوف ، إذْ أُقيمتِ الصَّلاةُ . فنَزَل عيسى بن مريم فأَمهم . فإذا رآهُ عدُوُّ اللهِ ، ذاب كما يَذوبُ
____________________
المْلْحُ في الماء . فلَوْ ترَكه لانْذابَ حتى يَهْلِك . ولكن يَقْتله الله بِيدِه . فَيُريهم دَمَه في حَرْبته ' .
94 - ولَهُ : عنه عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' سَمِعْتم بمدينةٍ : جانِبٌ فيها في البَرِّ ، وجانِبٌ في البَحْرِ ؟ ' قالوا : نعم ، يا رسولَ الله ! قال : ' لا تَقومُ السّاعة حتى يَغْزُوها سبْعُون ألفاً من بني إسْحق
____________________
فَإذا نَزَلوها لم يُقاتِلوا بِسلاح ، ولم يَرْمو بسَهْم . قالوا : لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرَ . فيَسْقُطَ أحَدُ جانِبَيْها ' . قال ثَوْرٌ : لا أعلمَهُ قال : إلا : الذي في البحر . ' ثم يَقولوا لا إله إلاَّ اللهُ واللهُ أكبَرُ . فيَسْقط جانِبِها الآخرُ . ثم يقولوا الثَّالثة : لا إله إلا اللهُ واللهُ أكبرُ . فيُفَرَّجُ لهم . فيَدْخُلونها فيَغنَموها . فبينما هم يَقْسِمون الغنائمَ ، إذ جاءهمُ الصَّريخُ ، فقال : إنَّ الدَّجَّال قد خَرَجَ ، فيَتْرُكون كُلَّ شيءٍ ويَرْجِعونَ ' .
95 - ولابن ماجة : من حَديث كَثيرِ بن عبد اللهِ :
____________________
ابن عَمْرو بن عوفٍ عن أبيهِ : عن جَدِّه ، مرفوعاً . ' إنَّكم سَتُقاتلون بني الأصفَر . ويُقاتِلونَهُمُ الذين من بَعْدكُمْ ، حتى يخرُجَ إليهم وفدُ الإسْلام : أهلُ الحجاز : الذين لا يَخافونَ في اللهِ لَومةَ لائم . فَيَفْتَحون القُسْطَنْطينيَّةَ بالتَّسبيح والتَّكبير . فَيُصيبوا
____________________
غنائِمَ لم يُصيبوا مِثلَها . حتى يَقْتَسموا بالأترسَة . فيأتي آتٍ فيقولُ : إنَّ المسيحَ قد خرجَ في بِلادِكُمْ . ألا وهي كذْبَةٌ . فالآخذُ نادِمٌ ، والتَّاركُ نادمٌ ' .
96 - ولأبي داود ، وغيرهِ : عن ذي مخْبَرٍ - وكان من أصحاب النبيِّ صـلى الله عليه وسلم - قال : سمعتُ النبي - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' سَيُصالحكُمُ الرُّومُ صُلحاً آمناً . ثم تَغْزونَ أنتُمْ
____________________
وهم عدوَّا . فتُنْصرونَ وتَسْلَمونَ ، ثمَّ يَنْصرفونَ حتى يَنزلونَ بمَرْج ذي تُلولٍ . فرفع رجلٌ من أهل الصَّليب الصَّليبَ . فيقولُ : غَلَبَ الصَّليبُ . فيَغْضِبُ رجلٌ من المسلمينَ ، فيقومُ إليه فيدْفَعْهُ فعِنْدَ ذلك تغْدِرُ الرُّومُ ، ويجمَعونَ للمُلاحِمَةِ . [ فيأتون تحتَ
____________________
ثمانينَ غايةً . تحت كل غايةٍ اثنا عَشَرَ ألفاً ] . زاد أبو داود : ' وتَثورُ المُسلمونَ إلى أسلِحِتِهمْ ، فيَقْتَتِلونَ . فيُكْرِمُ الله تلك العصابةَ بالشَّهادةِ ' .
97 - وله وغيره : عن معاذٍ : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' الملحَمَةُ الكُبرى . وفتح قُسْطَنْطِنِيَّةَ . وخروجُ الدَّجال في سبعةِ أشهُرٍ ' . حسَّنه الترمذيُّ .
____________________
98 - ولأبي داود : عن عبدِ الله بن بِشرٍ مرفوعاً : ' بين المَلْحَمَةِ وفتحْ المدينةِ سِتُ سِنينَ . ويخرجُ الدَّجَّالُ في السَّابعةِ ' . قال : هذا أصح من حديث عيسى : يعني : حديث معاذ .
99 - وله : عن ثَوْبان . قال رسولُ الله صـلى الله عليه وسلم : ' يوشِكُ الأُمَمُ أن تَدَعَى عليكُمْ ، كما تَداعى
____________________
الأكَلَةُ إلى قصْعَتِها ' فقال قائل : من قِلَّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : ' بل أنتم كثيرٌ ، ولكنَّكمْ غُثاءْ كغُثاءْ السَّيلِ . وليَنْزِعَنَّ اللهُ من صُدورِ عدُوُّكمُ المهابَةَ منكُمْ . وليَقْذِفَنَّ الله في قلوبِكُمُ الوَهْنَ ' فقال قائلٌ : يا رسول الله ! وما الوهْنُ ؟ قال : ' حُبُّ الدُّنيا وكراهةُ الموتِ ' .
100 - ولمسلم : عن أبي هريرةَ . قال رسول الله
____________________
صـلى الله عليه وسلم : ' لا تقومُ السَّاعةُ ، حتى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جبلٍ من ذَهبٍ . يقْتُلُ النَّاسُ عليه ، فيقْتَلُ من كلِّ مائةٍ تسعَةٌ وتِسْعونَ . ويقول كلُّ رجلٍ منهُمْ : لعلِّي أنا الذي أكونُ أنْجو ' . وفي روايةٍ : ' فمن حضَرَهُ فلا يأخُذْ منه شيئاً ' .
101 - وله : عنه . قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' إذا مَنَعَتِ العراقُ دِرْهَمَها وقَفيزَها . ومَنَعَتِ الشَّأَمُ
____________________
مُديها ودينارَها . ومَنَعَتْ مصر إرْدَبَّها ودينارَها . وعِدْتُمْ من حيثُ بَدَأتُمْ . وعُدْتُمْ من حيثُ بدأتُمْ . وعُدتُمْ من حيث بدأتُمْ ' شَهِدَ على ذلك لحمُ أبي هُريرةَ ودَمُهُ .
102 - وله : عن المستَورِدِ القُرشيِّ : سمعتُ رسول الله صـلى الله عليه وسلم يقول :
____________________
' تقومُ السَّاعةُ والرومُ أكثَرُ النَّاسَ ' . فقال له عَمْرو بن العاصِ : لئِنْ قلت ذلك ، إن فيهم لخِصالاً أربعاً : إنَّهم لأحْلَمُ النَّاس عند فِتنةٍ . وأسرعَهُمْ إفاقة بعد مُصيبةٍ . وأوشَكَهم كرَّةً بعد فَرَّةً . وخيرُهُم لَمِسْكينٍ ويتيم وضَعيفٍ . وخامِسَةٌ حسَنَةٌ جميلَة : وأمنعُهُم من ظُلْمِ المُلوكِ .
103 - وله : عن جابِرِ بن سَمُرَةَ : عن نافع بن عتبة . قال : كُنَّا مع رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - في غَزْوة . قال : فأتى النبي - صـلى الله عليه وسلم - قوم من قِبَلِ الغربِ . عليهم ثيابُ الصُّوف . فوافَقوهُ على أكَمَة . فإنهم لقيامٌ ورسول الله - صـلى الله عليه وسلم -
____________________
قاعِدٌ . فقالت لي نَفْسي : إئْتِهِم ، فأقْعُد بينهم وبينَهُ . لا يغْتالونَهُ . ثم قُلتُ : لعلَّه نَجِي معهم . فأتَيْتَهُم فَقُمتُ بينهُمْ وبينَهُ . فحفِظْتُ منه أربعَ كلماتٍ أعُدهُنَّ في يدي . قال : ' تغْزونَ جزيرة العرَبَ ، فيفتحُها الله . ثم فارِسَ ، فيفتحُها الله . وتغزونَ الرومَ ، فيفتحُها اللهُ ، ثم تغزون الدَّجَّال ، فيفتحها اللهُ ' . قال : فقال نافِعٌ : يا جابر ! لا نرى الدَّجَّال يخرجُ حتى يفتَحَ الرومُ .
____________________
104 - ولَهُ : عن أبي هُريرة : أن رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' لا تقومُ السّاعة ، حتى يخْرُج رجُلٌ من قَحْطان يَسُوق الناس بِعَصاه ' .
105 - وله : عنه : عن النَّبي صـلى الله عليه وسلم : ' لا تذْهبُ الأيّام واللَّيالي ، حتى يَمْلِكُ رجُل يقال له : الجَهْجاه ' .
106 - وله : عنه : أنّ النَّبي - صـلى الله عليه وسلم قال : -
____________________
' لا تَقُوم السّاعة حتى تُقاتلوا قوْماً ، كأنَّ وُجوههَم المَجان المُطْرَقة . ولا تقوم السّاعة حتى تُقاتلوا قوماً نِعالُهُم الشَّعَر ' . وفي لفظ : تُقاتِلُكم أُمَّة يَنْتعلون الشَّعَر . وُجوههم مثل المَجانِّ المطرقة ' .
107 - وفي روايةٍ : ' لا تقومُ السّاعة ، حتى تُقاتلوا قوْماً نِعالهم الشَّعَر .
____________________
ولا تَقومُ السَّاعة ، حتى تُقاتلوا قَوْماً صِغارَ الأعْيُن ، ذُلْفَ الأنُوف ' .
108 - وفي لفْظ : ' يُقاتِل المسلمونَ التّرْك : قوماً وُجوههم كالمَجانّ المطْرقة . يلْبَسون الشَّعَر ، ويمْشون في الشَّعَر ' .
____________________
وفي لفظ : ' حُمْرُ الوُجوهِ ، صِغارُ الأعْين ' .
109 - ولأبي داوُد : عن ابن بُريْدة : عن أبيه : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم : ' يُقاتِلُكُم قَوْمٌ صِغار الأعْين ' - يعني : التُّرْكَ - قال : تَسوقونَهُم ثلاثَ مَرَّارٍ ، حتى تُلْحِقونهُم بجزيرةِ العرَب . فأمّا في السِّياقَةِ الأولى فيَنْجو من هَرَبَ منهم . وأمّا في الثانية ، فيَنْجو بعضٌ ، ويَهْلِكُ بعضٌ . وأمّا في الثالثة ، فيصطلمون ' أو كما قال .
____________________
110 - ولهُ : عن أبي بَكرة : أنَّ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' يَنْزِل ناسٌ من أمَّتي بغائطٍ : يُسمُّونه : البِصْرَةَ عند نهرٍ يُقال له : دِجْلة عليه جِسْر . يكثر أهلُها ويكونُ من أمصارِ المهاجرين ' .
111 - وفي لفْظ : ' مِنْ أمْصار المسلمينَ . فإذا كان في آخرِ الزَّمانِ ، جاء بنو قَنْطوراء . عِراضُ
____________________
الوُجوهِ ، صِغارُ الأعْين . حتى يَنْزلوا على شَطِّ النَّهر . فيتفَرَّق أهلُها ثلاثَ فِرَق : فِرْقةٌ يأخذون أذنابَ البَقَر والبريَّة . وهلكوا . وفرقةٌ يأخُذون لأنفُسِهِم . وكفَروا . وفرقةٌ يجعلونَ ذراريهِم خلف ظُهورِهم : يُقاتِلونَهُم . وهم الشُّهداء ' .
112 - وفي لفْظ أحمد : بعد الفِرْقةِ الأولى : ' وأمَّا
____________________
فِرْقةٌ فتأخُذ على نفْسِها وكَفَرَتْ . فهذه وتلك سواء ' وقال في الثالثة : ' ويفتحُ الله على بَقِيَّتِها ' .
____________________
113 - وللبزَّار : عن أبي الدَّرْداء . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : - ' بينا أنا نائم ، رأيتُ عَمود الكتاب رُفع من تحت رأسي ، فظننْتُ أنَّه مذْهوبٌ به ، فأتْبَعْتُهُ بَصَرِي ، فَذُهب به إلى الشَّام . ألا وإنَّ الأيمان - حين تَقَعُ الفتَن - بالشَّام ' . صحَّحه عبد الحق .
114 - ولأبي داود : عن أبي الدرْداء : أن رسولَ اللهِ صـلى الله عليه وسلم - قال : - ' فُسْطاطُ المسلمينَ يوْمَ الملْحَمَة بالغُوطة . إلى
____________________
جانب مدينةٍ يُقال لها : دِمشْقٌ من خير مدائن الشَّام ' .
115 - ولابن أبي شَيْبة عن أبي . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' مَعْقلُ المسلمينَ في الملاحم : دِمشْقُ . ومَعْقلُهُم من الدَّجَّال : بيتُ المَقْدس . ومعْقلُهُم من يأْجُوج ومأْجوج : الطُّور ' .
116 - ولابن ماجَه : عن أبي هُريرة . قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم :
____________________
' إذا وَقَعَت الملاحمُ بَعَثَ الله جيشاً من المَوالي . هم أكْرمُ العَرَب فرَساً . وأجْودُهُ سِلاحاً . يُؤيِّد الله به الدِّين ' .
117 - ولمسْلم : عن حُذَيْفة بن أسيدٍ . قال : اطَّلع علينا رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - من غُرْفةٍ ، ونحنُ نتذاكَرُ السَّاعَةَ . فقال :
____________________
' لا تقومُ السَّاعة حتى يكون عشْرُ آياتٍ . طُلُوعُ الشَّمس من مغْربها . والدُّخانُ . والدَّجَّالُ . ويأُجُوج ومأْجُوج . ونُزُل عيسى بن مريم . وثلاثُ خُسوفات : خَسْفٌ بالمشْرِق . وخَسْفٌ بالمغْرب . وخَسْفٌ بجزيرة العَرَب . ونارُ تخرُج من قَعْر عَدَنٍ ، تسوقُ الناس إلى
____________________
المَحْشَر ، تبيتُ معَهُم إذا باتوا ، وتَقيلُ معهُم إذا قالُوا ' . وفي روايةٍ : له : ' وآخرُ ذلك نارٌ ، تخرُج من اليَمَن تطرُدُ النّاس ' . وفي روايةٍ : له : ' وريحٌ تُلْقي النَّاس في البَحْر ' بَدَل : ' نُزُول عيسى ' .
118 - وله : عن أبي هُريْرة : أن رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' بادروا بالأعمالِ ستّاً : طُلُوع الشَّمْس من مغربها .
____________________
أو الدُّخان . أو الدَّجَّال . أو الدَّابَّة . أو خاصَّة أحدكُمْ . أو أمْرَ العامَّة ' .
119 - ولَهُ : عن مَعْقِل بن يسارٍ : مرفوعاً : ' العِبادَةُ في الهَرْجِ كهجْرَةٌ إليَّ ' .
120 - ولَهُ : عن أبي هُريْرة . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' ثلاثُ آياتٍ إذا خرَجْن : ! ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) ! : طُلُوعُ الشَّمس من مغْربها . والدَّجَّال . ودابَّةُ الأرضِ ' .
____________________
121 - ولَهُ : عن أبي زُرْعة . وذَكَر قوْل مروان عن الآياتِ : أوَّلها خُروجاً الدجال . فقال عبد الله بن عمْرٍ و : لم يقُل مروان شيئاً . حفظْتُ من رسولِ الله صـلى الله عليه وسلم - حديثاً لم أنٍ سه بعْدُ . سمعتُ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' إنَّ أوَّل الآيات خُروجاً : طُلوع الشَّمْس من مغْربها . وخُروج الدَّابَّة على الناس ضُحىً . وأيهُما كانت قبْل صاحبتَها فالأخرى على إثْرها قريباً ' .
____________________
122 - وللترْمذي : عن صَفْوان بن عَسَّال : سمعتُ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' إنَّ بالمغرِب باباً مفْتوحاً للتوْبَة ، مسيرَةُ سبعينَ سَنَة . لا يُغْلَقُ حتى تَطْلع الشَّمْس من نحْوه ' . وقال : حسن صحيح .
123 - ولِمُسْلم : عن أبي هُريْرة . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' من تابَ قبْلَ أنْ تَطْلع الشَّمس من مغْربها تابَ اللهُ عليه ' .
____________________
. . . . . . . . .
____________________
( بابُ من أشْراطِ السَّاعَة الدُّخان )
124 - ورَوَى من حديث حُذيْفة : عن النبي - صـلى الله عليه وسلم -
____________________
' إنَّ من أشْراط السَّاعَة دُخاناً ملأ ما بين المشْرق والمغْرب . يَمْكُثُ في الأرْض أربعين يوماً . أمَّا المؤمنُ فيُصيبُهُ منهُ شبْهُ الزُّكام . وأمَّا الكافرُ فيكونُ بمنزلَة السَّكْران . يخرُجُ الدُّخانُ من أنْفه ومَنْخَرَه وعَيْنَيْه وأُذُنيْه ودُبُره ' .
125 - ولأبي داوُد : عن أنَسٍ : أنَّ النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال لَهُ :
____________________
' يا أنَس ! إنَّ النَّاس يُمَصِّرون أمْصاراً . وإنَّ مصْراً منها يُقالُ لَهُ : البَصْرَة ، أو البَصيرَةُ . فإنْ أنت مَرَرْتَ بها ، أو دَخَلْتَها ، فإيَّاك وسباخَها وكَلأَها وَسُوقَها ، وبابَ أُمرائها . وعليْكَ بِضواحيها . فإنَّه يكونُ بها خَسْفٌ وقَذْفٌ ورَجْفٌ . وقَوْمٌ يَبيتونَ يُصْبِحُونَ قرَدَةً وخنازيرَ ' .
____________________
. . . . . . . . .
____________________
( بابُ الدَّجال وصفته وما مَعه )
126 - ولمسلم : عن النَّوَّاس بن سَمْعانَ . قال : ذَكَرَ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - الدَّجَّال ذاتَ
____________________
. . . . . .
____________________
غَداةٍ . فخَفَّضَ فيه ورَفَّع . حتى ظننَّاهُ في طائِفَة النَّخل ، فلما رُحْنا إليه عَرَفَ ذلك فينا . فقال : ' ما شأْنُكُمْ ؟ ' قلنا : يا رسول الله ! ذَكَرْتَ الدَّجَّال غداةً فَخَفَّضْتَ
____________________
فيه ورَفَّعْتَ . حتى ظَننَّاهُ في طائفة النَّخْل . فقال : ' غيرُ الدَّجالِ أخْوَفَني عليكُم . إن يخْرُج
____________________
وأنا فيكُمْ ، فأنا حَجيجُهُ دونَكُمْ . . وإن يخرُجْ ولستُ فيكُمْ ، فامرُؤٌ حَجيجُ نَفْسه . والله خليفَتي على كلِّ مسلمٍ . إنَّه شابٌّ قَطَط . عينَهُ طائِفَةٌ كأني أشبَّهُهُ بعبد العزَّى بن قَطَنٍ . فمن أدرَكَهُ منكم فليَقْرَأْ عليه فواتحَ سورة الكَهْف . إنَّهُ خارِجٌ خَلَّةً بين الشَّام والعراق .
____________________
فعاثَ يميناً ، وعاث شمالاً . يا عبادَ الله ! فاثْبُتوا ' قلنا : يا رسولَ الله ! وما لُبْثُهُ في الأرض ؟ قال : ' أربَعون يوماً : يومٌ كسَنَةٍ . ويَومٌ كَشَهْرٍ . ويومٌ كَجمْعةٍ . وسائرُ أيَّامه كأيَّامكُمْ ' قلنا : يا رسولَ الله ! فذلك اليومُ الذي كسنةٍ ، أتكْفينا فيه صَلاةُ يوم ؟ قال : ' لا . اقدروا له قَدْرَه ' قلنا يا رسول الله ! وما إسْراعُهُ
____________________
في الأرض ؟ قال : كالغَيْث اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ . فيأتي على القوم فيَدْعوهُمْ ، فيُؤْمنونَ به ويَسْتَجيبونَ له . فيأمُرُ السَّماءَ فتَمْطُرُ ، والأرضَ فَتُنْبتُ . فَتَروحُ علَيْهِمْ سارِحَتُهُمْ ، أطوَل ما كانت ذُراً ، وأسْبَغَهُ ضُروعاً ، وأمَدَّهُ خَواصر . ثم يأتي القوْمَ . فيَدْعوهُم فيرُدُّونَ عليه قوله . فينصرِفُ عنهم . فيصْبِحون مُمْحلينَ ،
____________________
ليس بأيديهِمْ شيء ، من أمْوالهم . ويَمُرُ بالخرْبَة ، فيقولُ لها : أخْرِجي كُنوزَك . فتَتْبَعَهُ كُنوزها كَيعاسيب النَّحْل . ثمَّ يَدْعو رَجُلاً مُمْتلئاً شَباباً . فيضْربُهُ بالسَّيْف ، فيقْطَعُهُ جَزْلَتَيْن ، رَمْيَةَ الغَرَض . ثُمَّ يدْعوهُ فيُقْبِلُ ويتَهَلَّلُ وجْهُهُ . يضحَكْ . فبينما هو كذلك إذ بَعَثَ اللهُ المسيحَ بن مَريمَ - صلى اللهُ علَيه - فينْزلُ عند المنارةِ البيضاء شرقيِّ دِمَشْقَ . بين مَهْرودَتَيْن . واضعاً كفَّيه
____________________
على أجنحَة مَلَكْين . إذا طَأْطَأَ رأسَهُ قَطَرَ . وإذا رَفَعَهُ تحدَّرَ منه جُمانٌ كاللؤْلُؤُ . فلا يَحلُ لكافرٍ . يَجِدُ ريح نفسهِ إلاَّ ماتَ . ونفسَهُ ينْتهي حيْثُ ينتهي طرْفُهُ . فيطْلُبُه حتى يُدْرِكَهُ بباب لُدٍّ ، فيَقْتُله . ثم يأتي عيسى - صـلى الله عليه وسلم - قوماً قد عَصَمهُمُ الله منه . فيمْسَحُ عن وُجوهِهمْ . ويُحَدِّثُهُمْ بدَرَجاتهم في
____________________
الجّنَّة . فبينما هو كذلِك إذ أوحى الله - عزَّ وجلَّ - إلى عيسى - عليه السَّلام - إني قد أخْرَجْتُ عباداً لي ، لا يَدان لأحدٍ بقتالِهم . فحَرِّزْ عبادي إلى الطُّورِ . ويبْعَثُ الله يأجوجَ ومأجوجَ ! ( وهم من كل حدب ينسلون ) ! فيمُرُّ أوائِلُهُمْ على بُحيرةِ طَبَريَّةَ . فيشربونَ ما فيها . ويمُرُّ آخرهم فيقولونَ : لقدْ كان بهذهِ مرَّةً ماءٌ . ويُحْصَرُ نبي الله عيسى - عليه السلامُ - وأصحابه . حتى يكونَ رَأسُ الثَّور لأحدِهِمْ خيراً من مائة
____________________
دينارٍ لأحدكُمُ اليومَ . فيرغَبُ نبيُّ الله عيسى وأصحابُه - يعني إلى الله - فيُرسِلُ الله عليهم النَّغَفَ في رِقابهمْ . فيُصْبحونَ فَرْسى . كمَوْتِ نفسٍ واحدةٍ . ثُمَّ يَهْبِطُ نبيُّ الله عيسى - عليه السَّلام - وأصحابُه إلى الأرض فلا يجِدونَ في الأرض موضعَ شبْرٍ إلا مَلأة زَهَمُهُمْ ونَتَنُهُمْ . فيرْغَبُ نبيُّ الله عيسى - عليه السَّلام - وأصحابُهُ إلى الله . فيُرسلُ عليهم طيراً كأعناق البُخت .
____________________
فَتَحْمِلُهُمْ فتَطْرَحُهُم حيثُ شاءَ اللهُ . ثم يُرسلُ الله مطراً لا يكن منه بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ . فيغسلُ الأرض حتى يتْرُكَها كالزَّلَفَةِ . ثُمَّ يُقال للأرض : أنبتي ثَمَرتك ، ورُدِّي بَرَكتك . فيومئذٍ تأكُلُ العصابةُ من الرمَّانة . ويستظلُّون بقحفها . ويبارِكُ في الرِّسْلِ . حتى أنَّ
____________________
اللَّقحَةَ من الإبلِ لتَكْفي الفِئامَ من النَّاس . واللَّقحةَ من البَقَرَ لتكفي القبيلَةَ من النَّاس . واللَّقحة من الغنَمِ لتكفي الفخْذَ من النَّاسِ . بينما هُم كذلك بعثَ الله ريحاً طيَّبةً . فتأخذُهْم تحت آباطِهِمْ . فَتَقبضُ روحَ كل مُسلمٍ . ويبقى شرارُ النَّاس ، يَتهارجونَ فيها تَهارُجُ الحمْرُ ، فعَلَيْهم تقومُ السَّاعَةُ .
____________________
127 - وفي روايةٍ : بعد قوله : لقد كانَ بهذا مَرَّةً ماء - ثُمَّ يسيرونَ حتى ينتَهون إلى جَبَلِ الخمرِ - وهو جبلُ بيت المَقْدس . فيقولونَ : لقد قتَلْنا من في الأرض . هَلُمَّ فلْنَقْتُلُ من في السَّماء . فيرْمونَ بنشابهم إلى السَّماء . فَيَرُدُّ الله عليهم نُشَّابَهُم مَخْضوبَةً دماً .
128 - وله : عن أبي سعيدِ : حدَّثنا رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - يوماً ، حديثاً طويلا عن الدَّجَّال ، فكان فيما حَدَّثنا . قالَ :
____________________
' يَأتي ، وهو محرَّمٌ عليه أن يدْخُلَ نقاب المدينة . فينتهي إلى بعض السَّبارخِ التي تلي المدينَةَ ، فيخرُجُ إليه يومئذٍ رجُلٌ هو خير النَّاسِ أو من خير النَّاسِ ، فيقولُ : أشهَدُ أنَّكَ الدَّجالُ الذي حدَّثنا رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - حَديثَهُ . فيقولُ الدَّجالُ : أرأيتم إن قَتَلْتُ هذا ثم أحْيَيْتَه ، أتَشُكُّون في الأمر ؟ فيقولونَ : لا فيقتُلُهُ ثم يُحْييه . فيقول حين يُحييه : والله ما كُنتُ فيكَ والله ما كُنتُ فيك قط أشدَّ بصيرةً مني الآن . قال : فيريد الدَّجالُ أن يقتُلَهُ فلا يُسَلَّطُ عليه ' .
129 - وله : عنه : قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
' يخرُجُ الدَّجال فيتوجَّهُ قبله رجُلٌ من المؤمنينَ . فتلقاه المسالحُ : مَسالحُ الدَّجال . فيقولون له : أين تَعْمُد ؟ فيقولُ : أعمد إلى هذا الذي خَرَجَ . قال : فيقولون له : أوَ ما تُؤمنُ بربِّنا ؟ فيقولُ ما بربنا خفاءٌ . فيقولون : اقتُلوهُ . فيقول بعضُهُم لبعض : أليس قد نَهاكُمْ ربكم أن تقتلوا أحداً دونَهُ ؟ قال : فينطلقونَ به إلى الدَّجال . فإذا رآه المؤمنُ قال : يا أيها النَّاسُ ! هذا الدَّجَّالُ الذي ذَكَرَ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : فيأمرُ الدَّجال به فَيُشَبَّحُ . فيقولُ : خذوهُ وشجوه . فيوسَعُ ظهره وبطْنُهُ ضرباً . قال : فيقول : أما تُؤمنَ بي ؟ قال : فيقولُ : أنت المسيح الكذَّابُ . قالَ :
____________________
فيُؤمَرُ به فيُؤشَّرُ بالمئْشار : من مَفْرَقَه حتى يُفَرَّقَ بين رجليه : قال : ثُمَّ يمشي بين القطْعَتَيْن . ثم يقولُ له : قُم فيستوي قائماً . قال : ثمَّ يقول له : أتؤمنُ بي ؟ فيقولُ : ما ازدَدْتُ فيك إلا بصيرةً . قال : ثم يقولُ : يا أيها النَّاسُ ! إنه لا يفعَلُ بعدي بأحَدٍ من النَّاس . قال : فيأخُذُهُ الدَّجال ليذبَحَهُ . فيجعَلُ ما بين رقبته إلى تَرْقُوَته نُحاساً . فلا يستطيعُ إليه سَبيلاً . قال : فيأخُذُ بيديه ورِجْلَيه فيقذفُ به . فيحسبُ النَّاسُ أنَّما قَذَفَهُ إلى النَّارِ . وإنما أُلقي في الجنَّة ' فقال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' هذا أعظَمُ النَّاس شَهادةً عند ربِّ العالمينَ ' .
____________________
130 - وله : عن المُغيرة . قال : ما سأل أحدٌ النبيَّ - صـلى الله عليه وسلم - عن الدَّجال أكثر ممَّا سألته . فقال : ' وما يُنْصبُكَ منه ؟ إنَّه لا يَضُركَ ' قلت : يا رسول الله ! إنَّهُمْ يقولونَ : إنَّ معه الطَّعامَ والأنْهارَ . فقالَ : ' هو أهوَنُ على الله من ذلك ' . وفي رواية : أيْ بُنَي ' .
____________________
131 - وله : عن ابن عَمْرو ، وجاءَهُ رجلٌ ، فقال : ما هذا الحديثُ الذي تُحَدِّثُ به ؟ تقول : إنَّ السَّاعة تقومُ إلى كذا وكذا . فقال : سُبحانَ الله ! أو : لا إله إلا الله . أو كلمَةَ نحوهُما . لقد هَمَمْتُ ألا أُحدِّثَ أحداً شيئاً أبداً . إنما قُلتُ : إنَّكم سَتَرَوْنَ بعد قليلٍ أمراً عظيماً . يُحَرَّكُ البيتُ ، ويكونُ ، ويكون ، ثم قال : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' يخرُجُ الدَّجالُ في أُمَّتي فيمكُثُ أربعينَ ( لا أدري : أربعينَ يوماً ، أو أرْبعينَ شهراً ، أو أربعينَ عاماً ) . فيبعَثُ الله عيسى بن مَرْيَمَ - عليه السَّلامُ - كأنَّهُ عروَة بن مَسعودٍ . فيَطْلُبُهُ فيهلكُهُ . ثم يَمْكُثُ
____________________
النَّاسُ سبعَ سنينَ . ليس بين اثنَيْن عداوةٌ . ثم يُرسلُ الله ريحاً بارِدَةً من قبل الشَّام . فلا يبقى على وَجْه الأرض أحَدٌ في قلبه مثقالُ ذّرَّةٍ من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبضتهُ . حتى لو أنَّ أحدكم دخل في كَبِدِ جبلٍ لدَخَلْتُه عليه ، حتى تَقْبضَهُ ' قال : سمعتُها من رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' فيبقى شِرارُ النَّاس في خفَّة الطَّير وأحلام السِّباع لا يعرفون مَعروفاً ، ولا يُنْكرون مُنكراً . فيَتَمَثَّلُ لهم الشَّيطانُ . فيقول : ألا تستجيبونَ ؟ فيقولون : فما تأمُرُنا ؟ فيأمُرُهم بعبادةِ الأوثان . وهم في ذلك دارٌّ رزقُهُمْ ، حَسَنٌ عَيْشُهُم . ثم يُنْفَخُ في الصُّور ، فلا يسمَعُهُ أحد إلا أصغَى ليتاً ورفعَ ليتاً . وأوَّلُ من
____________________
يسمَعُهُ رجلٌ يَلوطُ حوضَ إبله . قال : فيُصعَقُ ويصعَقُ النَّاسُ . ثم يُرسل الله - أو قال : يُنزل الله - مطراً ، كأنَّهُ الطَّلُّ ، أو الظِّلُّ . ( نُعْمانُ الشَّاكُ ) فتنْبُتُ منه أجسادُ النَّاس . ثم يُنْفخُ فيه أخرى ! ( فإذا هم قيام ينظرون ) ! . ثمَّ يُقال : يا أيُّها الناسُ ! هَلُموا إلى ربِّكُم ( وَقفوهُمْ إنَّهُم مَسْئولونَ ) ثمَّ يُقال : أخرجوا : بعث النَّار . فيقال : من كم ؟ فيقال : من كلِّ ألفٍ تسعمائةِ وتسعَةَ وتسعينَ . قال :
____________________
فذاك يومٌ ! ( يجعل الولدان شيبا ) ! وذاك ! ( يوم يكشف عن ساق ) ! .
____________________
( قصة الجسَّاسَة )
132 - وله : في حديث فاطمةَ بنت قيسٍ : فلما قَضى رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - صلاتُه جلس على المنْبَر - وهو يضحَكُ - فقال : ' ليَلْزمُ كلَّ إنسانٍ مُصلاهُ ' . ثمَّ قال : ' أتدرونَ لم جَمَعْتَكُم ؟ ' قالوا : الله ورسولُهُ أعلم . قال : ' إني والله ما جَمَعْتَكُمْ لرغبةٍ ولا لرهبةٍ . ولكن جمعتُكُم ، لأن تميماً الدَّاري ، كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايعَ وأسلَمَ ، وحدَّثني
____________________
حديثاً وافق الذي كُنْتُ أُحدِّثكُمْ عن مسيح الدَّجال . حدثني : أنَّه ركبَ في سفينةٍ بحريَّةٍ ، مع ثلاثين رجُلاً من لَخم وجُذَمَ . فلعب بهم الموجُ شهراً في البحر . ثمَّ أرفئُوا إلى جزيرةٍ في البحر حين مغرِب الشَّمسِ . فجلسوا في أقرب السَّفينة . فدخلوا الجزيرةَ . فلقِيَتُهُم دابَّةٌ أهلَبٌ كثيرُ الشَّعر . لا يدرونَ ما قَبلُهُ من دُبُره ، من كثرة الشَّعر . فقالوا : ويلكَ ما أنت ؟ قالت : أنا الجَسَّاسَةُ . قالوا : وما الجَسَّاسَةُ ؟ قالتْ :
____________________
أيها القومُ ! انطلقوا إلى هذا الرَّجل في الدَّيْر . فإنه إلى خَبَركُمْ بالأشواق . قال : لمَّا سمَّتْ لنا رجلاً فَرِقْنا منها أن تكونَ شيطانةً . قال : فانطلقنا سِراعاً . حتى دخلنا الدَّيْر . فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناهُ قطُّ خَلْقاً . وأشدُّهُ وثاقاً مجموعَة يداهُ إلى عُنقه ، ما بين رُكْبَتَيْه إلى كَعْبَيْه ، بالحديد . قُلنا : ويلكَ ! ما أنتَ ؟ فقال : قد قدرْتُم على خَبري . فأخبروني ما أنتُم ؟ قالوا : نحن من العَرَب . ركبنا في سفينة بَحْريَّةٍ . فصادفْنا البَحْرَ
____________________
حين اغْتَلَم . فلعبَ بنا المَوْج شهراً . ثم أرفَأْنا إلى جزيرَتكَ هذه . فجلسنا في أقربها . فدخَلْنا الجزيرَةَ . فلقيتنا دابَّةٌ أهلَبُ كثيرُ الشَّعْر . لا ندري ما قُبُلُه من دُبُرِهِ من كثرة الشَّعْر . قلنا : ويلك ! ما أنت ؟ فقالتْ : أنا الجَسَّاسَةُ . قلنا : وما الجَسَّاسَةُ ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرَّجُل في الدَّيْر . فإنه خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سِراعاً . وفزِعْنا منها ولم نأْمَن أن تكون شيطانَةً . قال : أخبروني عن نَخْل بَيْسانَ . قُلنا : عن أيِّ شأنها تستخْبِرُ ؟ قال : [ هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرةُ الماء . قال ] : أسألُكُمْ عن نَخْلها
____________________
هل يُثمرُ ؟ قلنا له : نعم . قال : أمَّا إنَّه يُوشكُ ألا يُثمرَ . قال : أخبروني عن بُحَيْرة الطَّبَريَّة . قلنا : عن أيِّ شأنها تسْتَخْبرُ ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرةُ الماء . قال : أما إن ماءَها يُوشكُ أن يذْهَبَ . قال : أخبروني عن عين زُغَرَ . قالوا : عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبِرُ ؟ قال : هل في العينِ ماءٌ ؟ وهل يَزرَعُ أهلُها بماء ذلك العين ؟ قلنا له : نعم . هي كثيرةُ الماء ، وأهلُها يَزْرعونَ من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأُمَّتَيْن . ما فعل ؟ قالوا : قد خَرَجَ من مكّةَ ونزلَ بيثربَ . قال : قاتلَهُ العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بِهِم ؟ فأخبرناه أنه قد ظَهَرَ على من يليه منَ
____________________
العرب وأطاعوهُ . قال : قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم : قال : أما إنَّ ذلكَ خيرٌ لهُم أن يُطيعوهُ . وإني مُخبرُكُم عنِّي : إني أنا المسيحُ الدَّجالُ . وإني أوشكُ أن يُؤْذَنَ لي في الخُروجِ . فأخرجُ فأسيرُ في الأرض ، فلا أدَعُ قريةً إلا هَبَطتُها في أربعينَ ليلةً . غير مكَّةَ وطيبةَ . فهما مُحَرَّمَتان عَليَّ . كلتاهما . كُلَّما أردتُ أن أدخُلَ واحدةً منهما ، استقبلني ملكٌ بيده السَّيفُ صلْتاً يصُدُّني عنها . وأنَّ على كل نقبٍ منها ملائكةَ يحرسونَها . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - وطَعَنَ بمخصَرَته في المنبر ' هذه طَيْبَةُ . هذه طَيْبَةُ هذه طيبة ' يعني المدينة . ' ألا هل كنتُ حدَّثتُكُم ذلك ؟ '
____________________
فقال النَّاسُ : نعم . ' فإنَّه أعجَبَني حديثُ تَميم : لأنَّهُ وفَقَ الذي كنتُ حدَّثْتُكُم عنه وعن المدينة ومكَّةَ . ألا إنه في بَحْر الشَّامِ ، أو بحرِ اليَمَنِ . لا بل من قِبَلِ المشْرِقِ ، ما هو من قبل المشرِقِ ، ما هو . من قبل المشرق ما هو . وأومأ بيده إلى المشرق قالت : فحفظتُ هذا من رسولِ الله - صـلى الله عليه وسلم - .
133 - وله : عن أنسٍ . قال رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' ما من بلدٍ ألا سَيَطَؤُهُ الدَّجالُ . إلا مَكَّة والمدينة
____________________
وليس نَقْبٌ من نِقابها إلا عليه الملائكةُ صافينَ تحرُسُها . فينزل بالسبْخَةَ . فتَرْجُفُ المدينة ثلاثَ رجفاتٍ يخرُجُ إليه منها كُلَّ كافِرٍ ومنافِقٍ ' . وفي لفظ : فيأتي سبْخَةَ الجرفُ فيضربُ رِواقَةُ .
134 - وله : عنه . أنَّ رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' يتبَعُ الدَّجالَ من يهودِ أصبهانَ ، سبْعونَ ألفاً . عليهُم الطَّيالِسَةُ ' .
____________________
135 - وله : عن أمِّ شريكٍ : أنَّها سمِعَتْ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' لَيَفرَّنَّ النَّاسُ من الدَّجال في الجِبال ' قالتْ : يا رسول الله ! فأيْنَ العرَبُ يومئذٍ ؟ قال : ' هم قليلٌ ' .
136 - وله : عن عمران . سَمعتُ رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' ما بين خَلْق آدَمَ إلى قيامِ السَّاعة خلقٌ أكبَرُ من الدَّجال ' .
137 - وله : عن أنس . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
' ما من نَبيٍّ إلا وقد أنذَرَ أُمَّتهُ الأعوَرَ الكذَّابَ . ألا إنَّه أعور - وإنَّ ربَّكم - عزَّ وجلَّ - ليس بأعوَرَ - ومكتوبٌ بين عينَيه . ك . ف . ر ' . وفي رواية : بعد الحُروف : أي : كافرٌ . وفي رواية : ثم تهجَّاها : ك . ف . ر . ' ويقْرَؤُهُ كل مُسلم ' .
____________________
138 - وله : عن حُذيفَة : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' الدَّجَّالُ أعورُ العين اليسرى . جُفالُ الشَّعَر . معَهُ جنَّةٌ ونارٌ ' .
139 - وله : عنه . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : لأنا أعلَمُ بما مع الدَّجال منه . معه نَهْران يجريانِ . أحدَهُما رأي العَين ، ماءٌ أبيضُ . والآخَرُ رأْيَ العين .
____________________
نارٌ تأجَّجُ . فإمَّا أدركنَّ أحَدٌ . فليأت النَّهرَ الذي يراهُ ناراً ، ولْيُفَصِحَنَّ . ثم ليُطأطيء رأسَهُ فيشربَ منْهُ . فإنَّهُ ماءٌ باردٌ . وإنَّ الدَّجالَ ممسوحُ العين . عليها ظفرَةٌ غليظَةٌ مكتوبٌ بين عَينَيه كافرٌ . يقرؤُهُ كل مُؤمنٍ ، كاتبٍ وغير كاتبٍ .
140 - وله : عن أبي هُريرة . قال رسول الله صـلى الله عليه وسلم : ' ألا أُخبرُكُم عن الدَّجالِ حديثاً ما حدَّثَهُ نبيٌ قومه : إنَّه أعوَرُ . وإنه يجيءُ معه مثلُ الجنَّةِ والنَّار . فالتي
____________________
يَقولُ إنَّها الجنة ، هي النَّارُ . وإني أُنذُركُمْ كما أنذَرَ به نوحٌ قومَهُ ' .
141 - وله : عن نافعٍ : ' ألا إنَّ المسيح الدَّجالَ أعورُ العَين اليُمنى . كأنَّ عينه عنبة طائفَةٌ ' .
142 - وله : عن أبي سعيد : قول ابن صَيَّادٍ له :
____________________
ألستَ سمعتَ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : ' إنَّهُ لا يُولَدُ له ' ؟ قلت : بلى . قال : فقد وُلدَ لي . أو ليسَ سمعتَ رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - يقول : لا يدخُل المدينةَ ولا مكَّة ' ؟ قلت : بلى . قال : فقد وُلدتُ بالمدينة ، وهأنا أُريدُ مكَّةَ . ألم يقُل نبيُّ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' أنَّه يهوديُّ ' وقد أسلمتُ ؟ . . . ألخ
____________________
143 - وله : قولُ حفْصَةَ لابن عمر : ما تُريدُ إليه ؟ ألم تعَلَم أنَّهُ قد قال : ' إنَّ أوَّل ما يبعَثُهُ على النَّاس غَضَبُ يغضَبُهُ ' .
144 - وله : عن أبي الدَّرداء : أن نبيَّ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال :
____________________
' من حفظَ عشرَ آياتٍ من سورةِ الكَهْف عُصمَ من الدَّجَّالِ ' . وفي روايةٍ : من آخر الكَهْف ' .
145 - وله : عن عمرو بن ثابتٍ : عن الصَّحابَة مَرفوعاً : ' تَعَلَّموا أنَّهُ لن يَرَي أحَدٌ منكم ربَّهُ حتى يموتَ ' .
____________________
146 - وله : عن ابن عُمر : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' لتُقاتلُنَّ اليهودَ . فلتَقْتُلَنَّهُم حتى يقول الحجرُ : يا مسلم ! هذا يهودِي . فتعالَ فاقْتُلْهُ ' . وفي روايةٍ : ' إلا الغَرْقَدَ . فإنَّه من شَجَرِ اليهود ' . رواه من حديث أبي هُريرةَ .
147 - وقال ابن ماجة : ثنا عليٌّ بن محمَّد : ثنا عبد الرَّحمن المُحاربي : عن إسماعيلَ بن رافع . أبي رافعٍ عن أبي عَمْرو الشَّيبانيِّ - زُرعة : عن أبي أُمامة .
____________________
قال : خَطَبنا رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - فكان أكثَر خُطَبَته حديثاً حدَّثْناه وحذَّرْناه ، وكان من قوْله : أنّ قال : ' إنَّه لم تكن فِتْنةٌ في الأرْض منذ ذَرَأ الله آدَمَ - صـلى الله عليه وسلم - أعظمَ من فتْنة الدَّجَّال . وإنَّ الله - عَزَّ وجَلَّ لم يبعث نبيّاً إلا حَذَّر أُمَّته الدّجّال . وأنا آخرُ الأنبياء . وأنتم آخرُ الأُمَم . وهو خارِجٌ عليكُم لا محالةَ . فإنْ يخرُج وأنا بين ظَهْرانيكُم فأنا حَجيجُ كُلِّ مُسلم . وإنْ يخرج من بعدي فكُلُّ حَجيجٌ بنفسه . واللهُ خليفتي على كلِّ مسلم . وإنّه يخرج من خَلَّة بين الشَّام والعراق . فيَعيثُ يميناً ويعيثُ
____________________
شمالاً . يا عِبادَ الله ! أيُّها النّاس ! فاثْبُتُوا . فإني سأصفُهُ لكم صفَةً . لم يَصفْها إيَّاه نبيّ قَبْلي . . إنّه يبدأُ فيقول : أنا نَبي وإنَّه لا نبيَّ بعْدي . ثمّ يَنْثَني فيقول : أنا رَبكُم . ولا تَرُون رَبَّكُم حتى تموتوا . وإنَّه أعْوَر . وإنَّ رَبَّكُم - عزَّ وجلَّ - ليس بأعْور . وإنّه مَكْتوبٌ بين عيْنيه : كافرٌ . يقرؤه كُلُّ مُؤمنٍ : كاتب وغير كاتبٍ . وإنَّ من فتْنته أن مَعَهُ جنَّةً وناراً . فمن ابْتُلي بنارٍ هـفلْيَسْتَعذ بالله وليقْرأ فواتح الكهْف . فتكونَ عليه برْداً وسَلاماً . كما كانت على إبراهيمَ - عليهِ السَّلام - وإنَّ من فتنة : أنْ يقُولَ لأعرابيٍّ :
____________________
أَرأيْت إنْ بَعَث لكَ أباكَ وأُمَّك ، أتشْهَدُ أنِّي رَبُّكَ . فيقول : نَعَم . فيَمْثُلُ له شَيْطانان في صورةِ أبيهِ وأُمِّه ، فيقولان : يا بُنيَّ ! اتَّبعْهُ ، فإنَّه رَبُّكَ . وإنَّ من فتْنته : أنْ يُسَلِّطَ على نفْسٍ واحدَةٍ يَقْتُلُها : ينْشُرُها بالمِنْشار . حتى يُلْقي شقَّتيْن . ثم يقول : انْظروا إلى عَبْدي : فإنه أبْعَثُهُ الآن . ثم يزْعم أنْ لهُ ربّاً غيْري . فبعثهُ الله تعالى فيقولُ له الخبيث : منْ رَبُّكَ فيقولُ : ربِّي الله ، وأنْتَ عدو الله . أنتَ الدَّجَّالُ . والله ما كُنتُ بعْدُ أشَدُّ بصيرةُ بك مني اليوْم ' . قال أبو الحسَن الطَّنافسي : فحدَّثنا المُحاربي . ثنا عُبيد الله بن الوليد الوَصَّافي : عن عطيَّة : عن أبي سعيد . قال : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' ذلكَ الرجل أرْفَعُ أُمَّتي درجَةً في الجنَّة ' .
____________________
قال أبو سعيد : ما كُنّا نرَى ذلك الرَّجُل إلا عُمر بن الخطاب - رضـي الله عنه - حتى مضَى لسَبيله . قال المحاربيُّ : ثم رَجَعْنا إلى حديث أبي رافع . قال : وإنَّ من فتْنَته : أنْ يَأْمر السَّماء أنْ تُمطر فَتُمطِرَ ، ويأْمر الأرضَ أن تُنْبت فَتنبِتَ . وإنَّ من فِتْنته أن يمرَّ بالحيِّ فيكَذِّبوه . فلا تبقى لهم سائمةٌ إلا هلَكت . وإنَّ من فتْنَته أن يمر بالحيِّ فيصَدِّقُوهُ . فيأمرَ السماءَ أنْ تمطرَ فتمطر . والأرضَ أنْ تنْبتَ فَتُنبتَ . حتى تَروح مَواشيهم من يومهم ذلك أسمنَ ما كانت
____________________
وأعظَمَه ، وأمَدَّه خواصرَ ، وأدَرَّه ضُروعاً . وإنه لا يبقَى شيءٌ ، من الأرض إلا وطئهُ وظَهَر عليه . إلا مكَّة والمدينَة . فإنّه لا يأْتيهُما من نَقْبٍ من نقابِهما إلا لقيَتْهُ الملائكةُ بالسِّيوف صَلْتَهً . حتى ينزلَ عند الظَّريب الأحمَرَ . عند منْقَطَع السَّبخَة . فتَرجفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رَجفاتٍ . فلا يبقَى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرَج إليه . فتَنْفي الخَبَثَ منها كما يَنْفي الكير خَبَثَ الحديد . ويدعى ذلك اليوم يوم الخَلاص ' .
____________________
فقالت أُم شَرِيكٍ بنت أبي العَكَر : يا رسولَ الله ! فأين العَرب يومئذ ؟ قال : ' هُم قليلٌ . وجلُّهم ببيتِ المقْدس . وإمامهُم رَجلٌ صالحٌ . قد تقَدَّمَ يصلي بهم الصًّبح ، إذْ نَزَل عليهم عيسى بن مريَم الصُّبح . فرَجَعَ ذلك الإمام يَنكُص : يمشي القَهْقَرَى ، ليتقدَّم عيسى - عليه السلام - يصلِّي بالناس . فيضَع عيسى يَدَه بين كتفَيه ، ثم يقولُ لهُ : تقدَّم فَصَلِّ . فإنها لك أُقيمَت . فيصلِّي بهم إمامُهم . فإذا انْصرفَ ، قال عيسى - عليه السلام - افتَحوا البابَ . فيفْتَح ، ووراءَه الدّجّال . معه سبعونَ ألف يهودي . كُلُّهًم ذو سيفٍ محلَّى وساجٍ فإذا نظَر إليه الدّجّال ذابَ
____________________
كما يَذوب الملْح في الماء ، وانْطَلَقَ هارِباً . ويقولُ عيسى - عليه السَّلام : إنَّ لي فيكَ ضربَةً لن تَسبقَني بها . فيدرِكُهُ عنْدَ باب لُدٍّ الشَّرقي فيقْتُلُهُ . ويهْزِم اللهُ اليهودَ ، ولا يَبقى شيء ممَّا خلَق الله يَتوارَى به يهودِيٌّ إلا أنْطَقَ اللهُ ذلك الشَّيء . لا حَجَرَ ولا شَجَرَ ولا حائطَ ولا دابَّةَ ( إلا الغُرقَدَ فإنَّهُ من شَجَرهم لا يَنطقُ ) إلا قال : يا عبدَ الله المسلمَ ! هذا يهودِيٌّ . فَتَعال فأقْتُلُهُ ' . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' وإنَّ أيَّامَهُ
____________________
أربعونَ سنَةً . السَّنَةُ كَنصف السَّنَة . والسَّنَة كالشَّهر . والسَّنةُ كالجمعةِ . وآخر أيَّامه كالشَّرَرَة . يصبح أحدكُم على باب المدينَة ، فلا يبلغُ بابَها الآخَرَ حتى يمسي ' فقيلَ لَهُ : يا رسولَ الله ! كيف نُصَلِّي في تلكَ الأيَّام القصار ؟ قال : ' تَقْدرون فيها الصَّلاةَ ، كما تَقْدرونَها في هذه الأيَّام الطِّوال ، ثم صَلوا ' . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' فيكونُ عيسى - عليهِ السَّلام في أُمتي حَكَماً عَدْلاً ، وإماماً مُنْسِطاً . يَدُقُّ الصليبَ ، ويَذْبَحُ الخنْزيرَ
____________________
ويضَع الجزيَةَ . ويتْرك الصدَقَةَ ، فلا يسعَى على شارةٍ ولا بعيرٍ . وتُرفَعُ الشَّحناءُ والتَّباغض . وتُنْزَع حمَةُ كُلِّ ذات حمَةٍ ، حتى يدخلُ الوليد يدَه في الحَيَّة ، فلا تضرهُ . وتفرُّ الوليدَةُ الأسَدَ ، فلا يضُرها . ويَكونُ الذِّئب في الغَنَمَ كأنَّه كَلْبها . وتملأُ الأرض من السِّلْمِ كما يُملأُ الإناءُ من الماء . وتكونُ الكلمةُ واحدةً . فلا يعبد إلا اللهُ . وتَضَع الحَرب أوزارَها . وتُسلَب قُرَيشٌ ملْكَها . وتكون الأرض كفاثور الفضَّة ، تُنبتُ نَباتها بعهد آدمَ - عليه السَّلام
____________________
حتى يجتَمع النَّفَر على القِطف من العِنَب فيشْبعَهُم . ويجتمع النَّفَر على الرُّمَّانة فتشبعَهُم . ويكون الثور بكَذَ وكَذَ : من المالِ . وتكون الفَرَس بالدُّرَيهمات ' . قيل : يا رسولَ الله ! وما يرخص الفَرَس ؟ قال : ' لا تركَب لحربٍ أبداً ' فقيل له : وما يغْلي الثَّورَ ؟ قال : ' تُحرثُ الأرضُ كُلَّها . وإنَّ قبلَ خُروجِ الدّجّال ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ ، يصيب الناس فيها جوعٌ شديدٌ ، فيأمر الله السَّماء في السَّنَة الأولى أنْ تحبسَ ثُلُثَ مَطَرها . ويأْمر الأرضَ أن تَحبسَ ثلث نَبَاتها . ثم يأْمر اللهُ السّماء في السّنة الثّانية ، فتَحبس ثُلْثَي مَطَرها . ويأْمر الأرضَ فتَحبس ثُلْثَي نباتها . ثم يأْمر الله السَّماء في السّنَة
____________________
الثَّالثة ، فتَحبس مَطَرَها كُلَّه ، فلا تَقْطُر قَطْرَةً . ويَأْمر الأرضَ فَتَحبس نباتَها ، فلا تنبت خَضراء . ولا يَبقَى ذات ظلْفٍ إلا هَلَكَ ، إلا ما شاء الله ' فقيلَ : فما يعيشُ الناس في ذلكَ الزّمان ؟ قال : ' التَّهليلُ والتَّكْبير والتَّسبيح والتَّحميد ، ويُجرى ذلك عليهم مُجرى الطَّعام . قال ابن ماجَه : سمعتُ أبا الحسن الطَّنافسي يقول : سمعتُ عبد الرحمن المُحاربي يقول : ينبغي أن يُدفَعَ هذا الحديثُ إلى المُؤدِّب ، حتى يُعَلِّمَهُ الصِّبيانَ في الكُتَّابِ .
____________________
( بابُ نُزول عِيسى عليه الصّلاة والسّلام )
____________________
. . . . . . . . .
____________________
. . . . . . . . .
____________________
. . . . . . . . .
____________________
148 - ولمُسلم : عن أبي هُريرَةَ . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' ليَنزلَنَّ ابنُ مريَمَ حَكَماً عادِلاً . فلْيَكْسرَنَّ الصَّليبَ . ولَيَقْتُلَنَّ الخنْزيرَ . ولَيَضَعنَّ الجِزيَةَ . وليَتْركَنَّ القَلائص . فلا يُسعَى علَيها . ولِتَذْهَبَنَّ
____________________
الشَّحناءُ والتَّباغُضُ والتَّحاسُدُ . ولَيَدعُوَنَّ إلى المال فلا يقبَلُهُ أحَدٌ ' .
149 - وعنه قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' كيف أنتم إذا نَزَلَ ابن مريَم فيكُم ، وإمامُكُم منْكُم ؟ ' .
150 - وفي روايةٍ : ' فأمُكُم منْكُم ' .
____________________
قال ابنُ أبي ذئبٍ : تَدري ما : فأَمَكُم منْكُم . قلتُ : تُخبرُني . قال : فأَمَّكُم بكتاب رَبِّكُم وسُنَّةِ نبيِّكُم - صـلى الله عليه وسلم .
151 - ولأحمَدَ : في المسنَد : عن عائشة . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' يَخرُجُ الدّجّال ، فيَنْزل عيسى بن مريَم فَيَقْتُلُهُ ، ثم يمكُثُ في الأرض أربعينَ سنَةً إماماً عادِلاً ، حَكَماً مُقسطاً ' .
____________________
152 - ولَهُ : في الزًّهد : عن أبي هُرَيرَة . قال : ' يَلْبَثُ عيسَى في الأرض أربَعينَ لو يقولُ للبَطْحاءِ : سيري عَسَلاً لكانَتْ ' .
153 - وللحاكم : في المستَدرك : عن ابن مسعودٍ عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' بينَ أُذُني الدَّجَّال أربعونَ ذِراعاً ' وذكَر الحديث إلى أن قالَ : ' وينزلُ عيسى بن مريم فيقْتُلُه . فيُمتِّعوا أربعينَ
____________________
سنَةً ، لا يموتُ أحدٌ منهُم ، ولا يمرضُ . ويقولُ الرَّجُلُ لغَنَمه ولدوابِّه : اذهَبوا فارعوا . وتَمُرُّ الماشية بين الزَّرعين ، لا تأْكُلُ منه سُنْبُلَةً واحدةً . والحيَّاتُ والعقارِبُ لا تُؤذي أحداً . والسِّباعُ على أبواب الدور لا يُؤْذُونَ أحداً . ويأْخُذُ الرَّجُلُ المدَّ القَمُح فيبذُرُهُ بلا حرثٍ ، فيجيءُ منهُ سبعمائة مُدٍّ . فيمكُثون في ذلك حتى يُكْسرُ سدُّ يأْجُوج ومأْجُوج ، فَيمرحُونَ ويفسدونَ . فيبعثُ اللهُ دابَّةً من الأرض ، فتَدخُلُ في آذانهم ، فيُصبِحونَ موتى أجمعينَ . وتَنتُنُ الأرض منهم ، فَيُؤذُونَ النَّاس بنَتَنهم ، فيستَغيثونَ بالله ، فيبعثُ اللهُ ريحاً يمانيَّةً غَبرأ ، وتَكْشفُ ما بهم بعد ثَلاثَة . وقد قَذَفَت جيفهم في البحر . ولا يَلْبثونَ إلا قليلاً حتى تطْلعُ الشَّمس من مغْربها ' .
154 - ولَهُ : فيه : وأيضا في المختارة . عن
____________________
بُريدَة . قال رسول اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' إنَّ لله تَعالى ريحاً يبعثُها على رأْسِ مائة سنَةٍ ، تَقْبُضُ رُوح كُلِّ مُؤمنٍ ' .
155 - ولابن أبي شَيبةَ : عن ابن عمرٍ و : أنّهُ قال لرجُلٍ من أهل العراقِ : هل تعرِفُ أرضاً فيكُم كثيرة السِّباخ ، يُقالُ لها كُوثَى . قلتُ : نَعَم . قال : ' منها يخرُجُ الدَّجَّال ' . ثم قال : ' إنَّ الأشرار بعد الأخيارِ عشرينَ
____________________
ومائة سنَةٍ . لا ندري أحدٌ منَ النَّاس متى يدخُلُ أوَّلُها ؟ ' . وقال : ثنا وكيعٌ : عن إسماعيل : عن خيثَمَة . قال : يبقَى الناسُ بعد الشَّمس من مغْرِبها عشرينَ ومائةَ سنَةٍ .
156 - وقال : عبدُ بن حُميدٍ : نا يزيدُ بن هرُونَ : نا إسماعيل بن أبي خالد : سمعتُ أبا خيثَمَة يُحدِّثُ عن عبد الله بن عمرٍ و . قال : ' يبقَى النَّاسُ بعد طُلوع الشَّمس من مغربِها عشرينَ ومائة سنَةٍ ' .
____________________
157 - ولأبي نُعيمٍ : عن عبسةَ بن عمرٍ و . قال : لا تقومُ السَّاعة حتى تعبُد العربُ ما كانت تعبُدُ آباؤُها عشرينَ ومائةَ سنَةٍ ، بعد نُزول عيسى بن مريم . وللحاكِم : عن بُريدةَ : مرفوعاً : معناهُ .
____________________
( بابُ في سُكْنى المدينة وعِمارتِها قبْل السَّاعَة )
158 - ولمسلم : عن أبي هُريرة . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' تَبلُغُ المساكنُ إهاب . أو يهاب ' . قال زُهير : قلتُ لسهيلٍ : وكَم ذاكَ من المدينَة . قال : كَذا وكَذا ميلاً .
159 - ولأبي داوُد : عن ابن عُمر . قال رسولُ الله
____________________
- صـلى الله عليه وسلم : ' يُوشكُ المسلمونَ أن يُحاصروا إلى المدينَة . حتى يكونَ أبعد مسالحهم سلاحٌ ' قال الزُّهْري : وسلاحٌ قريبٌ من خيبر .
160 - ولمسلم : عن أبي هريرة : سمعتُ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - يقول :
____________________
يَترُكونَ المدينَةَ على خير ما كانت . لا يَغْشاها إلا العوافي - يُريدُ عَوَافيَ السِّباع والطَّير - يخرُج راعيان من مُزينَةَ ، يُريدان المدينةَ . يَنعقان بغَنَمها . فيجِدانها
____________________
وَحشاً . حتى إذا بَلَغا ثَنيَّةَ الوِدَاع خَرَّا على وُجُوههما .
161 - ورَوَى عمَرُ بن مُنبِّه : عن سُليمانَ بن الوليدِ بن مُسلمٍ : عن ابن لُهَيعَة : عن أبي الزُّبَير : عن جابر : عن عمر : أنَّه سَمعَ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ : ' يَخرُجُ أهلُ المدينَة منها . ثم يَعودُون إليها . فَيَعمُرُونها حتى تَمتَليء ز ثم يَخرُجون منها ، فلا يَعُودُونَ إليها أبَداً ' . ولَهُ : من حديثِ أبي سَعيدٍ : نحوهُ .
162 - ولهُ : عن أبي هُرَيرَة . قال :
____________________
والذي نَفسي بيَده ليَكُونَنَّ بالمدينَة مَلْحَمَة يُقالُ لها الحالِقَةُ ، لا أقولُ : حالقَةُ الشَّعر ، ولكن حالقَة الدِّين . فأخرَجوا من المَدينَةِ ولو على قَدر بَريدٍ .
163 - ولمُسلمٍ : عن أبي هُرَيرَة . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم : ' والذي نَفسي بيَده لا تَذهَبُ الدُّنيا حتى يمُرُّ الرَّجُل على القَبر ، فيَتَمَرَّغُ عليه ، ويقول : يا لَيتَني كنتُ مكانَ هذا القَبر . وليسَ به الدِّين إلا البَلاءُ ' .
164 - ولَهُ : عنه . قالَ رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم :
____________________
' يُخَرِّبُ الكَعبَةَ ذُو السُّوَيقَتَين منَ الحَبَشَة ' .
165 - وللبُخاري : عن ابن عَبَّاسٍ : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' كأني به أسوَدَ أفْحَجَ يَقْلَعُها حَجَراً حَجَراً ' .
____________________
166 - وقال أبو عُبيدٍ : ثنا يزيدُ بن هَرونَ : عن هشام بن حسَّان : عن حَفصَةَ : عن أبي العاليَة : عن عَلي : في حديثٍ : ' استَكْثروا من الطَّواف بهذا البَيت قَبلَ أن يُحالَ بينَكُم وبينَهُ ، وكأنِّي برجُلٍ من الحبَشَة أصعَلَ ، أصحَمَ ، حَمشَ السَّاقَين . قاعد عَلَيها ، وهي تُهدِم ' . قال الأصمعي : أصْعلَ كذا يروَى : فأمَّا كلام العَرَب فهُوَ : صَعْل . بغير ألفٍ . وهُو صغير الرَّأْس .
____________________
167 - ولأبي داود الطَّيالسي : عن أبي هريرةَ : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' كأني يُبايعُ لرجلٍ بين الركن والمقامِ . وأول من يستحلُّ هذا البيت أهلَهُ . فإذا استحلُّوهُ فلا تسأل عن هَلَكَة العرب . ثمَّ تجيءُ الحبشَةُ فيخرِّبونَهُ خراباً ، لا يعمُرُ بعده ، وهم الذين يستخرجونَ كنزهُ .
168 - ولمسلمٍ : عن جابر بن عبد الله . قال :
____________________
يُوشكُ أهلُ العراق ألاَّ يُجبى إليهم قَفيزٌ ، ولا دِرهمٌ . قلنا : من أين ؟ قال : من قِبلَ العجم . يمنعونَ ذلك . ثمَّ قال : يُوشكُ أهلُ الشَّام ألاَّ يُجْبى إليهم دينارٌ ولا مُديٌ . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل الروم . ثم سكت هُنيَّةً . ثم قال : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' يكونُ في آخر أمَّتي خَليفةٌ يحثو المال حثْياً .
____________________
ولا يعُدُّهُ عدًّا ' . قيل لأبي نضرة وأبي العلا : تريان أنَّه عمر بن عبد العزيز ؟ قالا : لا .
169 - وله : عن أبي سعيدٍ وجابرٍ : قالا : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' يكونُ في آخر الزَّمان خليفةٌ ، يقسمُ المالَ ، ولا يعُدُّهُ ' .
____________________
( باب ما جاء في المهدي )
____________________
. . . . . .
____________________
170 - ولأبي داود : عن أمِّ سلمة : أنَّ النبيَّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' يكونُ اختلافٌ عند موت خليفةٍ . فيخرُجُ رجُلٌ من أهل المدينة هارباً إلى مكَّةَ ، فيأتيه ناس من
____________________
أهل مكَّة ، فيُخرجونَهُ وهو كارهٌ ، فيُبايعونَهُ بين الرُّكْن والمقامِ ، ويُبعثُ إليه بعثُ جيشٍ من الشَّام ، يُخسفُ بهم بالبيداء ، بين مكَّة والمدينَة ، فإذا رأى النَّاس ذلك أتاهُ أبدالُ الشَّامِ ، وعصائبُ العراق ، فيُبايعونَهُ ، ثم يُنْشرُ رجلٌ من قُريشٍ ، أخوالُهُ
____________________
كَلْب ، فيُبعث إليهم بعثاً ، فيظْهَرونَ علَيهم ، وذلك بعثُ كلْبٍ ، والخيبةُ لمن لم يشْهد غَنيمةَ كلْبٍ ، فيقْسمُ المالَ ويعملُ في النَّاس بسُنَّة نبيِّهم - صـلى الله عليه وسلم - ويُلقي الإسلامُ بجرانه إلى الأرض ، فيلبثُ سبع سنينَ ، ثم يُتَوفَّى ويُصلِّي عليه المسلمونَ ' .
171 - وذكر ابن شيبة : عن موسى بن إسماعيلَ : ثنا حمَّاد بن سلَمةَ : ثنا أبو المهدم عن أبي هريرة . قال : يجيءُ جيشٌ من قبل الشَّام . حتى يدخُل المدينَةَ . فيُقاتلُ المُقاتلَةَ ، ويبقُرُ بُطونَ النِّساء . ويقولون للحبلَى في البطن : اقتُلوا صافَة السُّوء . فإذا حلُّوا البيداءَ من ذي الحُليفة خُسفَ بهم . فلا يُدرِكُ أسفَلُهُم أعلاهُم ،
____________________
ولا أعلاهُم أسفَلُهُم . قال أبو المهدم : فلما جاء جيش ابن دلجة : قُلنا : هم . فلم يكونوا هم .
172 - ولمسلم : عن أمِّ سلمة ، وسُئلتْ عن الجيش الذي يُخْسفُ به . وكان ذلك في أيَّام ابن الزُّبير . فقالت : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - :
____________________
' يعوذُ بالبيت عائذٌ . فيُبعثُ إليه بعثٌ . فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسف بهم ' . فقُلتُ : يا رسول الله ! وكيف بمن كان كارِهاً ؟ قال : يُخسفُ بهم معهم ، ولكنَّهُ يُبعثُ يوم القيامة على نيَّته ' . قال أبو جعفَرٍ : هي بيداء المدينة . فقال له عبد العزيز بن رُفيعٍ : إنَّما قالت : ببيداءَ منَ الأرض . فقال : كلاَّ والله . إنها لبيداءُ المدينَة .
173 - ولأبي داود : عن أبي سعيدٍ : أنَّ النبيَّ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' يكونُ في أُمَّتي المهديُّ : إن
____________________
قُصر فَسبعٌ ، وإلا فَتسعٌ . تنعمُ فيه أمَّتي نَعمةً لم يسمعوا بمثلها قطٌّ ، تُؤتي أُكُلُها ، ولا تترُكُ منه شيئاً . والمالُ يومئذٍ كُدوسٌ . يقومُ الرَّجُلُ فيقولُ : يا مهدِيُّ ! أعطِني . فيقول : خُذ ' .
174 - وله : عنهُ : قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' المهديُّ منِّي . أجلى الجبهَةِ . أقْنَى الأنْف
____________________
يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظُلماً . يملكَ سبع سنينَ ' .
175 - وعن عبد الله : عن النبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - : ' لو لم يبقَ من الدُّنيا إلا يومٌ - قال زائدة في حديثه - لطوَّل الله ذلك اليوم . حتى يبعثَ اللهُ رجُلاً من أمَّتي ، أو من أهل بيتي . يُواطيءُ اسمهُ اسمي ، واسمُ أبيه اسم أبي ' . صححه الترمذي . (1)
____________________
1- ( قال في تحفة الأحوذي : هذا حديث حسن صحيح )
176 - وله : وحسَّنهُ : عن أبي سعيدٍ . قال خشينا أن يكون بعد نبيِّنا حدثٌ . فسألنا النبي - صـلى الله عليه وسلم - فقال : ' إن في أمَّتي المهديَّ ' . يعيشُ خمساً أو سبعاً ، أو تسعاً ' - زيدٌ هو الشَّاكُّ - قال : قلنا : وما ذاكَ ؟ قال : ' سنينَ ، فيجيءُ إليه الرَّجُلُ ، فيقول : يا مهدِي ! أعطني ، فيحثي له في ثوبه ما استطاعَ أن يحملَهُ ' .
____________________
177 - وروى الشَّافعيُّ : عن أنسٍ : أن رسول الله صـلى الله عليه وسلم قال : ' لا يزدادُ الأمرُ إلا شدَّةً . ولا الدُّنيا إلا إدباراً . ولا النَّاسُ إلا شُحًّا . ولا تقومُ السَّاعةُ إلا على شِرار الخلق . ولا مهديَّ إلا عيسى بنُ مريم ' .
____________________
رواه الشافعيُّ : عن الجنديِّ . قال الحاكِمُ : مجهولٌ . واختلف عليه في إسناده : فتارةً يرويه عن أبانَ : عن ابن عياشٍ : عن الحسن : عن النَّبيِّ - صـلى الله عليه وسلم - مع ضعف أبانَ . وتارةً عن الحسن : عن أنسٍ . فهو منفرِدٌ به ، مجْهولٌ عن أبان ، متروكٌ عن الحسن ، منْقَطعٌ .
____________________
( بابُ ذكر المسيحَ بن مريم والمسيح الدَّجال )
178 - وعن ابن عمرِ . قال رسولُ الله - صـلى الله عليه وسلم - : ' أراني اللَّيلة في المنامِ عندَ الكَعْبةِ . فإذا رجُلٌ آدَمُ ، كأحسَنِ ما يُرى من أُدْمِ الرَّجُلِ . تضرِبُ
____________________
لِمَّتُهُ بين كَتِفَيْهِ رَجلُ الشَّعِر . يقْطُرُ رأسُهُ ماءً واضِعٌ يديهِ على مَنْكَبي رَجُلَيْن ، وهو يطوفُ بالبيتِ . فقُلْتُ : من هذا ؟ قالوا : المسيحُ بن مَرْيَمُ .
____________________
ورأيْتُ رَجُلاً جَعْداً قطَطاً أعوَرَ العَيْن اليُمْنى
____________________
كأشْبَهِ من رأيتَ منَ النَّاس بابن قطنٍ . واضِعاً يديه على منْكَبَيْ رَجُلَيْنِ يطوفُ بالبَيْتِ . فقُلْتُ : من هذا ؟ قالوا : هذا المسيحُ الدَّجَّالُ ' .
____________________
( من أحاديث الدَّجَّال )
179 - ولابن أبي شيْبَةَ : عن ابن عباسٍ : أنَّ رسولَ الله - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' الدَّجَّالُ أعوَرُ أجعَدُ ، هِجانٌ أحمَرْ ، كأنَّه رأسَهُ غُصْنَةُ شجرَةٍ . أشبَهُ النَّاسِ بعبد العزَّى بن قطنٍ ' .
____________________
180 - ولأبي داودَ الطَّيالسي : عن أبي هُرَيْرَة : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' أمَّا مَسيحُ الضَّلالةِ ، فإنّه أعْور العَيْنِ ، أجْلى الجبهَةِ ، عَريضُ النَّحْرِ ، فيه انْدِفاءُ . مثل قَطَنِ ابن عبدِ العُزَّى ' . فقالَ الرَّجُلُ : يضُرُّني يا رسولَ اللهِ شبهه ؟ قال : ( لا . أنت مُسْلم ، وهو كافِر ) .
181 - ولابن ماجَه : بسَندٍ صحيح . عن أبي بكْر
____________________
الصِّدِّيق - رضـي الله عنه - قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الدَّجَّال يخرُجُ من أرْض بالمشْرِقِ . يُقالُ لها : خُراسانُ . يَتْبَعُهُ أفواجٌ ، كأنَّ وُجوهَهُم المُجانَّ المَطْرَقَة ) .
182 - ولأبي داود الطَّيالسي : في مُسْنَدِهِ : عن سَفِينَة مرفوعاً :
____________________
إنّه لم يكُنْ نَبيٌّ إلا وقد أنْذَر أُمَّته الدَّجَّال . ألاَ وإنّه أعْور العَيْن الشِمال . وباليُمْنى ظَفَرَةٌ غليظةٌ . بين عيْنَيْهِ كافِرٌ . . . الحديث .
183 - ولأبي داود في سُنَنِهِ : عن عُبادَة بن الصَّاِمت : أنَّ رسولَ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' إني كُنْتُ حدَّثْتُكُم عن المسيحِ الدَّجَّال . حتى خَشيتُ ألا تَعْقِلوا . إنَّ المسيحَ الدَّجَّال قصيرٌ أفْحَجُ ، جَعْدٌ أعْوَرُ ،
____________________
مَطْمُوسُ العيْنِ ، ليس بناتِئةٍ ، ولا جَحْراء . فإن الْتَبَسَ عليكُم ، فاعْلموا أنَّ ربَّكُم - عَزَّ وجَلَّ - ليس بأعْوَرَ ' .
____________________
184 - ولابن أبي شَيْبَة : عن سَمُرة بن جُنْدِبٍ : عن النَّبي صـلى الله عليه وسلم . وذَكَر الدَّجَّال . قال . وإنَّه متى يخرُجُ فإنَّه يَزْعُم أنّه الله . فمَنْ آمَن به واتبَعَه وصدَّقَه ، فليس ينفَعُه صالِحٌ من عمَلٍ سَلَف . ومنْ كَفَر به وكذَّبَه ، فليس يُعاقَبُ بشيء من عمَلٍ سَلَف . وإنّه سيظهَر على الأرضِ كُلِّها ، إلا الحَرَم وبيت المقْدِس . وإنه يَحْصُرُ المؤمِنينَ في بيتِ المقْدِس ' الحديث .
185 - وزاد التِّرْمِذي : في حديث النَّوَّاس : عند ذكر يأْجُوجَ ومأْجُوجَ : ' ويَسْتَوْقِدُ النّاسُ منْ قِسِيِّهِمْ ونُشابِهِم وجِعابِهِم سَبْعْ سِنين ' .
____________________
186 - وللبزَّار : عن حذيفة . قال : كُنَّا مع رسولِ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - فذَكَر الدَّجَّال . فقال : ' لَفِتْنَةُ بعضِكُم أخْوَفُ عندي من فِتْنة الدَّجَّال . ليس من فِتنةٍ صغيرةٍ ولا كبيرةٍ إلا تتَّضِع لِفتْنةِ الدَّجَّال . فمن نجا مِن فِتْنة ما قَبْلَها ، فقد نَجا منها . والله لا يَضُرُّ مُسلِماً . مكتوبٌ بين عيْنَيْه كافِرٌ ' .
____________________
187 - ولابن ماجه : عن أبي هُريرة : قال رسولُ اللهٍ - صـلى الله عليه وسلم : ' إنَّ يأْجُوج ومأْجُوج يَحْفُران كُلَّ يوْمٍ . حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعاعَ الشَّمس ، قال الذي عليهِم : ارْجِعوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غداً . فيعيدُه الله - تعالى - أشَدَّ ما كان . حتى إذا بَلَغَتْ مُدَّتُهُم ، وأرادَ اللهُ تعالى - أن يَبْعَثُهُم على الناس ، حَفَروا ، حتى إذا كادوا يَرَوْنَ شُعاعَ الشَّمْس ، قال : ارْجِعوا فَسَتَحْفِرُونَهُ إن شاء الله - تعالى - فاسْتثنوا . فيَعُودُون إليه ، وهو كَهَيْئتِهِ
____________________
حينَ تَرَكوه . فيَحْفِرونَهُ ويخْرُجون على النَّاس فيَسْقون الماءَ . ويَتَحَصنُ النَّاس منهم في حُصونِهِم . فيَرْمُونَ سِهامِهِم إلى السَّماء . فيرجِعُ عليها الدَّمُ الذي اجْفَظَّ فيقولونَ . قَهَرْنا أهل الأرْضِ ، وعَلَوْنا أهلَ السَّماء . فيَبْعَثُ الله نَغَفاً في أعْناقِهم ، فتَقْتُلُهُم ' قال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم : ' والذي نَفْسي بيدِه ! إنَّ دَوابَّ الأرضِ لَتَسْمَنُ وتَشْكُر شُكراً من لُحومِهِم ' .
____________________
( باب في خُرُوج الدَّابَة )
____________________
188 - ولابن ماجه : عن بُرَيْدَة . قال : ذَهَبَ رَسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - إلى مَوْضِعٍ بالبادِية ، قريبٍ ، من مَكةَ . فإذا أرض يابسَة حَوْلَها رَمْل . فقال رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - ' تَخْرُجُ الدَّابَة من هذا المَوْضع ' فإذا فِتْرٌ في شِبْر .
____________________
قال ابن بُرَيْدة : فحَجَجْتُ بعد ذلك سِنينَ . فأرانا عصاً لهُ . فإذا هو بِعَصاي هذه هكذا وهكذا .
189 - ولَهُ : عن أبي هُريرة : أنَّ رسول اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' تخرُج الدَّابَة ومعَها خاتَم سُلَيْمان بن داوُدَ ، وعَصا مُوسى بن عِمْران ، فتَجْلُو وجْهَ المؤمِنِ بالعَصا . وتَخْطِم أنْفَ الكافِر بالخاتَم . حتى أنَّ أهْلَ الخِوانِ ليَجْتَمِعُوا ، فيقولُ هذا : يا مُؤمنُ ! ويقول هذا : يا كافِرُ ! ' . وحسَّنه التِّرمذي .
____________________
190 - وروى ابن جُرَيج : عن ابن الزُّبير : أنَّه وصَف الدَّابَة . فقال : ' رأْسُها رأسُ الثَّوْر . وعَيْنُها عين الخَنْزيرِ . وأُذُنُها أُذُن فيلٍ . وقَرْنُها قَرْنُ أُيَّل . وصَدْرُها صَدْرُ أسَدٍ . ولَوْنُها لوْنُ نَمِرٍ . وخاصِرَتُها خاصِرَةُ هِرَّةٍ . وذنَبُها ذَنَبُ كَبْشٍ . وقَوائمُها قوائِمُ بعيرٍ . بين كُلِّ مَفْصلينِ اثنا عشَر ذِراعاً . معها عَصا مُوسى . وخاتمُ سُلَيْمان . ولا يَبْقى مُؤمنٌ إلا نَكَتَتْهُ بِعَصا مُوسى نُكْتَةً بَيْضاء . يُضيءُ لها وجْهُه . ولا يبْقى كافرٌ إلا نَكَتَتْ وجْهَه بخاتمِ سُليمان ، فَيَسْود لها وجْهُه . حتى أنَّ النَّاسَ يَتَبايَعُون
____________________
في الأسْواقِ : بِكَمْ يا مُؤمن ؟ وبِكَمْ يا كافِر ؟ ثم تقولُ لهُم الدَّابة : يا فُلان أنتَ من أهلِ الجنَّة . وأنتَ من أهلِ النَّار . وذلك قوْلُهُ - عَزَّ وجَلَّ : ! ( وإذا وقع القول عليهم ) ! الآية .
191 - ولأبي داوُدَ الطَّيالسي : في مُسْندِه : عن حُذيفة : قال : ذَكَرَ رَسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - الدَّابة . فقال : ' لها ثلاثُ خَرَجاتٍ من الدَّهْر : فتَخْرُجُ في أقْصى البادِية ، ولا يدْخُل ذِكْرُها في القريَة - يعني : مَكَّة - ثم يَكْمُنُ زماناً طويلاً . ثم تخْرُج خَرْجَةً أُخرى دونَ ذلك ، فيَفْشُو ذِكْرَها في أهلِ البادِيَة ، ويدْخُلُ ذِكْرُها في القَرْيةِ : مَكَّة ' - قال رسولُ الله
____________________
- صـلى الله عليه وسلم - : ' بينما النَّاسُ في أعظَم المساجِدِ على الله حُرْمَةً ، خَيْرِها وأكرَمِها على الله - تعالى - : المسجِدِ الحرام . لم يَرْعهُمْ إلاَّ وهي تَرْغو بين الرُّكن والمَقامِ . تَنْفُضُ عن رأسِها التُّرابُ . فارفَضَّ النَّاسُ منها شتَّى . ويثْبُتُ عِصابةٌ من المؤمنينَ . وعرفوا أنهم لم يُعجزوا الله - تعالى - فبدَأَتْ بهم . فَجَلَتْ وُجوهُم حتى جعلتها كالكوكَبِ الدُّرِّيِّ وولَّت في الأرض . لا يُدرِكْها طالِبٌ . ولا ينجو منها هارِبٌ . حتى إنَّ الرَّجُلَ ليتعوَّذ منها بالصَّلاةِ ، فتأتيهِ
____________________
من خلفِهِ فتقول : يا فُلان ! الآن تصلِّي ؟ فتَقْبَلُ عليه فتَسِمُهُ في وجهِهِ . ثم تنطلِقُ . وتشترِكُ النَّاسُ في الأموالِ . ويصطلِحونَ في الأمصارِ . يُعرَفُ المُؤمِنُ من الكافِرِ . حتى إنَّ المُؤمِنَ يقولُ : يا كافِرُ ! اقضِ حقِّي . وحتى إنَّ الكافرَ يَقولُ : يا مُؤمن ! اقْضِ حقِّي ' . (1)
192 - وقال أبو القاسم البغَوِيِّ : أنا عليُّ بن الجَعْدِ : عن فضلِ بن مَرْزُقٍ الرَّقاشيِّ - وسُئل ابن مَعين ، فقال : ثِقَةٌ - عن عطِيَّة العوفيِّ : عن ابن عُمَرَ قال :
____________________
1- ( قال الحاكم في المستدرك : صحيح على شرط الشيخين . ولم يخرجاه )
تخْرُجُ الدَّابَّةُ من صَدْعٍ في الكَعْبَةِ ، كجَرْيِ الفَرَسِ ، ثلاثَةَ أيَّامٍ لا يخرُجُ ثُلُثُها .
193 - ولمسلمٍ : عن عبد الرَّحمنِ بن شُماسَةَ . قال : كنتُ عند مسلم بن مُجْلِزٍ ، وعندَهُ عبدُ الله بن عمرو ، فقال عبد الله : لا تقومُ السَّاعةُ إلا على شِرارِ الخَلقِ ، وهم شَرٌ من أهل الجاهِلِيَّةِ . لا يَدْعونَ الله بشيءٍ إلا ردَّهُ عليهم . فبينما هم كذلِك ، أقْبَلَ عُقبةُ بن عامِرٍ . فقال له ابن شُماسَةَ : اسمع ما يقول
____________________
عبد الله . فقال عُقبة : هو أعلَمُ . وأمَّا أنا فسمِعْتُ رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - يقولُ : ' لا تزالُ عِصابَةٌ من أمَّتي يقاتِلونُ على أمرِ الله ، قاهرينَ لعدُوِّهِمُ ، لا يضُرُّهم من خالفَهُمْ ، حتى تأتيهم السَّاعةُ ، وهم على ذلك ' فقال عبد الله : أجل . ثم يَبْعَثُ الله ريحاً كريحِ المِسْكِ . مَسها كَمَسِّ الحرير . لا تترك نفساً في قلبِهِ مثقالُ حّبَّةٍ من إيمانٍ إلا قبضتهُ . ثمَّ يبقى شِرارُ النَّاسِ . عليهم تقومُ السَّاعةُ .
194 - وروى حمَّاد بن سَلَمَة : عن قتادة : عن مُطّرَّف : عن عِمران بن حُصينٍ . قال النبي - صـلى الله عليه وسلم -
____________________
: ' لا تَزَلُ طائفَةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ، حتى يُقاتِلَ آخِرَهُم المسيحَ الدَّجَّال ' . وكان مُطرف يقول : هم أهْلُ الشَّام . (1)
195 - قال البَيْهَقي : ورَوى عن ابن عَبَّاس : مِنْ طُرُقٍ صِحاح : أنَّه قال : ' الدُّنيا سبْعَة أيَّام . كُلُّ يوْمٍ ألفٍ سَنَةٍ . وبعثَ رسولُ اللهِ - صـلى الله عليه وسلم - في آخِرِها ' . وصَحَّحَ أبو جعْفر الطَّبْري هذا الأصْلَ ، وعَضَّدَهُ بآثارٍ .
____________________
1- ( قال الحاكم في المستدرك : هذا حديث صحيح على شرط مسلم )
196 - ورَوَى ابن أبي الدُّنيا : عن سعيدِ بن جُبَيْر . قال : الدُّنْيا جُمُعَةُ مِنْ جُمَعِ الآخِرَةِ .
197 - وقال ابن إسْحاق : ثنا مُحمد بن أبي مُحمد : عن عِكْرمة ، أو سعيدِ بن جُبير : عن ابن عبَّاس : أنَّ اليهودَ كانوا يَقولونَ : مُدَّةُ الدُّنْيا سَبْعة آلافِ سَنَةِ . الدُّنْيا يوْماً واحِداً في النَّار . وإنَّما هي سَبْعَة أيَّامٍ مَعْدُودَةٍ . ثم يَنْقَطِع العذابُ . فأنْزَل اللهُ في ذلك : ! ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) ! إلى قوله : ! ( خالدون ) ! . أخرجه ابن جَرِير ، وابن أبي حاتم .
____________________
وقال عبْدُ بن حُمَيْد : أنا شَبابَة : عن وَرْقاء : عن أبي نُجَيْح : عن مُجاهِدٍ : مثله .
198 - ولابن أبي حاتِمٍ : عن عبدِ الله بن عمر . قال : ما كان مُنْذ كانتِ الدنيا رَأْس مائة سَنَة ، إلاَّ كان عِنْد رَأْسِ المائةِ أمْرٌ . فإذا كان رأْسُ مائةٍ ، خَرَجَ الدَّجَّال ، ونَزَلَ عِيسى بن مَرْيَم ، فَيَقْتُلُهُ .
199 - ولِمُسْلم : عن جابِر بن سَمُرة : عن النَّبي - صـلى الله عليه وسلم - قال : ' لنْ يَبْرَح هذا الدِّين قائماً : يُقاتِل عليه عِصابةٌ من المسلمين . حتى تقومَ السَّاعَة .
____________________
200 - ولَهُ : من حديثِ جابِر بن عبْدِ اللهِ : ' لا تَزالُ طائفَةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ' . ولهُ : من حديثِ مُعاويَةَ : ' يُقاتِلونَ على الحقِّ ' .
____________________
. . . . . . . . .
____________________
وجد بآخر المخطوطة ما يلي : ( آخر ما وجد بخطه رحمه الله وأسكنه جنة الفردوس الأعلى ومن خطه نقلت . والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً . كما يحب ربنا ويرضى . كتبه أحمد بن حسين بن . . . . . . وكتب في الهامش : بلغ مقابلة ولله الحمد . على خط مؤلفه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عفا الله عنه . سبحانك الله وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك . ونشهد ألا إله إلاّ أنْتَ وحدك لا شريك - ونشهد أن سيدنا محمداً عبدك ورسولك - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً - نسألك أن تغفر لنا زلاتنا وأن تستر عيوبنا وأن تتقبل منا إنك أنت السميع العليم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . 11
____________________