اخر الاخبار

المهدي تجاوز كل الحدود لانه الولي بالفطرة.

 




 

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد

 

وبعد

 

لازلنا نخوض في معاني الجذب و ما تتضمنه هذه الكلمة من أسرار القلب خاصة عندما  نسقطها على العبد المختار

 حقا ليس للعبد الا أن يحتار اذ كل يوم تزداد المعاني وتزداد معها الأماني بما نقرؤه من أخبار وأثار.

 فمن أراد أن يكون داخل المضمار  لابد له من فهم دقيق وفتح عميق لمعاني الطريق لابد من طيبة القلب و التواضع بعيدا عن 

القسوة والتنازع لابد من تقبل الرأي الاخر بحضور الادلة والبراهين الكافية الشافية

عموما ننتقل للحديث عن مصطلح الجذب قبل أن نفهم لماذا المهدي تجاوز كل الحدود

اعلم أخي أن المهدي عبد اجتباه ربه من باب الخصوصية و العناية الأزلية أي بمشيئته وارادته سبحانه وتعالى وليس

بالإنابة يقول تعالى الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من ينيب.

 المهدي لم يدخل من باب الانابة لهذا نقول مجذوب 

لكنه مجذوب متدارك بالسلوك أي أنه وبعد أن تعرف الحق اليه وبعد تحقق أثار الجدب الباطنية لانه لايظهر عليه شيء

 في الظاهر لا احد يعلم بسلوكه الى الله ورقي روحه وحتى اهله و الاقربين لان ابن عربي يقول ان المهدي يهاجر الى 

الله في سر السر اي اخفاه الله حتى عن الاكوان..فأدركه أي ان امامنا لما اتته هذه الاخبار الالاهية لم يكن سالكا بل 

انسانا عاديا يصيب ويخطئ لهذا ادركه اي حتى يصبح على علم بما يقع له من احوال اهل الله وبالتدرج في اي سلوك

 مما لا يخرج المعهود اول ما يكون من سلوكه:

 حب الخلوة والتفكير في الملكوت وعظم المخلوقات 

ثم ذكر الله في الظاهر والباطن الى ان اصبحت كل شعرة ودرة منه ناطقة بذكر بارادته او من غير ارادته 

ثم اخد الله قلبه فاصبح لا يرى سواه وذلك حتى يتجنب وعورة السلوك و اهوال الطريق فلم يزل الله يتولى تربيته قلبا

 ونفسا حتى رقى الى اعلى درجات الاولياء 

وفي الحقيقة هذا المجهود الذي يبلغه اي طالب وجه الله في سلوكه هو الذي يكون حاجز بينهم وبين 

اشراك النفس والمهدي لم يبدل ذلك بل ثم اصطفاءه على طريقة الانبياء لهذا حق ان نقول على طريق خاصة الخاصة 

اي على نهج الانبياء الاصفياء 

لا نقول انه نبي بل على نهجهم فهو ولي ولكن ولي يذهب الى الله والله يحبه ويعتني 

به فهو المحدث و المبشر والمستعمل ولا شيء يتعاظم عنده مما نقول فيه فهو مع الله دائما وأبدا ولهذا ينتهي به الامر

 الى الفعال أي رغم ما يحدث معه من احوال او ابتلاءات او غيرها فدائما روحه عند باب الملك وكانه يقول انا لا اريد 

هداياك ولا اريد استعمالا ولا خصوصية انا اريدك انت 

هذا هو المهدي روحه اخترقت كل الحواجز سلوك خارق وهنا 

اضيف خاصية بهذا الجذب أن روحه قد فنت عن صاحب الاملاك وهو الحبيب المصطفى فلا يوجد ولي يدخل الى الله 

من غير ان يفنى في الحبيب المصطفى وهنا تكمن الخصوصية فهو تجاوز كل الحدود لانه الولي بالفطرة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -