زمن عنيد غريب، مختلف عجيب، دجل الشياطين لم يترك أي مكان، بل حتى أنها تتجلى بصفة الإنسان، تسفيل و تسفيل، وإجرام و تدجيل، و لازال أملنا في الله هو الرحمان الرحيم، رحيم حتى بالمجرمين، نأمل أن يظهر عبده على عرش التعيين، بقدومه السيد الآمير الإمام المبين، وبعدها العلو والتمكين، فالوسائل قد أعدت، والعودة إلى الأصل قد حانت، لينتهي دجل المعاني، وترقى الروح لتجلي الكمال الإنساني، هناك كثافة ولطافة، استعدادا لزمن الخلافة، بالحكمة والمكاشفة، والعلم الطاعة، فدع المنكر عليك في إنكراه، ومن يسب ويشتم في بغضه و ذله وضياعه، فإن الحقيقة أضاءت في هذا الزمان اللاحق، لمن هو مع زمرة الحق والنور السابق، لمن هو مع المختار الصادق.
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لازال كلامنا حول الختم المحمدي أو الإمام المهدي، أو غيرها من الأسماء، فالأسماء تتعدد والجوهر واحد، و إن شاء الله لن تحدث من اجتهادات هوى النفس، أو استنباطات من غوى الحدس، بل سنتحدث عن ما تركه لنا القدماء، ممن درسوا مخطوطة العنقاء، كيف ينظرون لذلك الأمر كما قال محقق الطبعة [ مخطوطة عنقاء مغرب ]
لا شك أن العديد قرأ المخطوطة المقصودة، وهناك من فهمها حيث استقصى، وهناك من إدراكه استعصى، كما أن هناك من تجبر وطغى، و جرد المعاني من مكنونها وروحانيتها المثلى، وجعلها تخضع لمفاهيم بناها من أزمة نفسية لزيمة، سواء حديثة أو قديمة، عافنا الله و إياكم، بل وسيزداد الاهتمام بها عندما نسمع قول الشيخ أنها من فتوحاته التي وفقه الله إليها، ليس بمجهوده بل بتوفيق وإرادة ربانية، لأنها في آخر المطاف رسالة كانت ستصل بابن عربي أو بغيره، و إن كان قد قال : لولايا ما بلغتك هذه العلوم، أو فيما معناه لأن الكلام كان محفوظ لمن يصل لمقام معين، مقام يستطيع فيه تلقي العلم اللدني الرباني الخاص بخاتم الخلفاء.
حيث يقول:
فكل شرع ظهر وكل علم، إنما هو ميراث محمدي. أما نحن (أهل الكشف) إنما لنا علم وحكمة وفهم عن الله فيما شرعه الله... والله ما كتبت من حرف إلا عن إملاء إلهي وإلقاء رباني، ونفـث روحي في روع كياني... مع كوننا لسنا برسل مشرعين ولا أنبياء مكلفين، لأن التشريع والنبوة قد انقطعا عند رسول الله : وإنما هو علم وحكمة وفهم عن الله... فأهل الله معلومون بالمقام ومجهولون بالشهود".
الحقيقة هي رفع الحجب عن مطالعة الحضرة، وهي المعبر عنها بالمشاهدة.
عموما ليس هذا موضوعنا و سنعود للحديث عن الموضوع في وقت لاحق، قلت هذه المخطوطة كل من قرأها من القدامى، و أقصد العلماء الربانيين، تركوا تعليقات في الأسفل بعد نهاية المخطوطة، حيث يقول المحقق:
هذه الأحاديث والإشارات كلها ليست من النص، وإنما هي زائدة عليها أوردتها لأنها تعليقات القدامى على النسخة المخطوطة، ومن هنا كانت أهميتها لتعلم كيف كانوا يفكرون و ينظرون للأمر.
سأترككم معها الآن:
اول ملاحظة دونت بعد نهاية الكتابة مباشرة هي :
👈 لنعيم بن حماد يقوم المهدي في سنة المائتين. ( الحديث )
👈 وبعده جاء حديث و أخرج نعيم أيضا عن جعفر قال يقوم المهدي في سنة مائتين وهذا يدل على أن مدة هذه الأمة تزيد على ألف بنحو أربعمائة سنة تقريبا (رسائل الإمام السيوطي)
والإضافة الأخرى التي تركوها أيضا
👈 قال الشيخ الأكبر في جفره الجامع يظهر العنقاء في ثلاث بعد المائتين. وهو يقول يظهر وليس تظهر فقط مجرد لطيفة جميلة لأصحاب العقول السليمة.
و أيضا من الإضافات : وقال الشيخ لأكبر
👈 الكون مقامكم و أنتم ذات و الحق شمس و أجمعكم ذرات
الجملة فيكم و أنتم فيها أنتم لهم وهم لكم مرآة
المعاني هنا صريحة ولهذا فنحن سنخوض فيها كما هي، فقوله الكون مقامكم أي مرتبط بالعوالم، وله فيها شأن وقد تحدثنا على ذلك من قبل ولن نطيل، فالمهدي هو صاحب الرقيم، وذات ذوات المرقومات، وهي أعيان في علم الله وعمائها، فهو صاحب الرقيم ، وتتجلي ولايته العظمى عند إشراق شمس الحقيقة عليه من كل الجهات، لهذا قال والحق شمس، و هذه الحقيقة من الحق، والحق شمس والجميع ذرات، والذرات رقيم، والرقيم هيولي، والهيولي من العماء، و الأمر تعلق بالذات قبل نزول الكتاب، وهذه حقائق في عرف العارفين، و أسرار عند الأولياء الصالحين، يصدقها من يصدقها ويردها من لا يقبل بها، كيف لا !! ونحن في زمن ظهور الدجال، وعلى مشارف اندلاع أسرار ختم آخر الزمان، فنحن نسلم لله الأمر، ونقتات من خيرات باطن العلم، ولا يعني هذا أن كلامنا ليس فيه مشاركة وحظ النفس، أو أنه مقدس، حاشا بل هو اجتهاد يقبل الخطأ أكثر من الصواب.
ومن الإضافات أيضا على هذه النسخة أو في آخرها :
👈 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأئمة من بعدي اثنا عشر نقيبا أولهم وآخرهم المهدي الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
هذا التعليق أيضا لا يستبعد أن الختم هو الإمام المهدي ختم الولاية كما ختم جده النبوة.
و أيضا أضافوا :
👈 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تنقطع الليالي والأيام حتى يبعث الله رجلا من أهل بيتي بواطئ اسمه اسمي.
وهذا التعليق أيضا أو الإضافة فهي صريحة وتوضح رؤية العلماء. القدامى لموضوع الختمية بشكل صريح، حيث تركوا لنا إشارة أن موضوع الكتاب متعلق بالحديث أي ما فهموه بحكم أن الموضوع لم يتحدث فيه إلا شخصين أو ثلاث.
ومن الإضافات أيضا :
👈 قال ابن سينا في سؤال الشيخ السعيد الخير :
أبي سعيد بن أبي الخير قدس الله سره العزيز و هو قوله
قال إن المبدأ الأول مؤثر في جميع الموجودات على الإطلاق و إحاطة علمه بها سبب و جودها حتى لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء يعم ما قال في كنز المراتب.
هذا الكلام كبير جدا وفيه من المعاني العظيمة الكثير الكثير، نشرحها لوحدها في مقال حتى لا نطيل والسلام